الملقي إذ يواصل تثوير الشعب
راتب عبابنه
جو 24 :
أسأل الله أن تحوز مقالتي هذه بدقائق من وقت جلالة الملك حفظه الله أو يصل
فحواها لجلالته بطريقة ما عن طريق غيور مخلص أمين ممن يعملون على مبدأ
الوطن والمواطن هما الأولوية الأولى.
لم نتوقع منه خيرا، بل قلنا عنه في مقال سابق أن الجاي أخو الرايح. ورأينا جاء على حقيقة أننا ابتلينا بحكومات تتبدل بها الوجوه والأسماء تدويريا وتوريثيا وجميعها متمسكة بنفس النهج ونفس النمط. فمنذ المرحوم وصفي التل يبدو أن الأردنيات توقفن عن إنجاب من هو بمواصفات وصفي أو قريب منه. هذه الصورة العامة للوهلة الأولى، لكن كلما تعمقنا بتشريح الجسم الأردني نجد أن الشخصيات الوطنية الغيورة والقادرة على القيادة والإدارة وبشكل مريح توضع أمامها العراقيل وأسباب الفشل لكي تبقى متنحية وبعيدة عن الأضواء فتقل فرصها او تنعدم.
بالمقابل ينبري طالبو الثراء والتنفع والتنفذ ليكونوا الطيعين لتنفيذ متطلبات النهج المرسوم حيث لا هامش للمواطن بل كل همهم إرضاء دائرتهم الضيقة. القول الحكيم يقول "ما حك جلدك مثل ظفرك" فمن ولد وترعرع بالقصور وبفمه ملعقة من ذهب، لن يدرك ولن يستوعب ولن يستطيع فهم المعاناة والأعباء التي يعاني منها المواطن وهي في الحقيقة بازدياد يومي.
وما دولة الملقي إلا امتداد للنسور وها هو يتبع نفس النهج القاتل والتثويري الذي يخلق أسباب الثورة نعم الثورة ولا أقول الإحتجاج والمظاهرات والحراكات. لقد بتنا أمام أوضاع وأحوال لا تطاق جراء القرارات المجحفة والظالمة.
الغريب في الأمر والذي يدعونا للتساؤل عن دور الأجهزة المختصة برصد النبض العام للناس، كيف لا تقدم النصح والمشورة وهي الأكثر علما ومعرفة بشؤون الشعب وما يعانيه وما يمكن أن تفضي إليه مثل هذه السياسات؟؟
لقد صدمتنا الحكومة برفع رسوم نقل ملكية السيارات وهناك أخبار عن رفع المحروقات قبل أن يأتي الوقت المخصص لذلك. ما هذا إلا التعسف بعينه والإستبداد بأبشع صوره والإستهتار بأقذر أساليبه. فالتوقيت غير مناسب والشهر الكريم جميعنا يعلم كم يستهلك من ميزانيات الأسر لازدياد الإحتياجات التي تفرضها العادات والتقاليد والأعراف الرمضانية ناهيك عن متطلبات العيد للأسر والأرحام مما يجعل الكثيرين متثاقلين لثقل ما يتوجب عليهم القيام به.
نقرأ شبه يومي تلقي الدولة منح ومعونات نقدية من دول مختلفة وهي مبالغ ليست بالقليلة، لكن لا نقرأ تحسنا طرأ على الموازنة أو مشروعا وضع ليرفد الخزينة ويفتح فرص عمل ونحن نعاني من البطالة التي في الحقيقة ربما تجاوزت الـ ٠٣٪ رغم أن الجهات الرسمية لا تعترف بهذه النسبة إذ النسبة المعلنة بحدود 15%.
المسؤولون وعلى الدوام يشيدون بوعي المواطن وتفهمه المفضيان للتعاون وبمعنى آخر من وجهة نظر الحكومة السكوت والقبول والرضى بما تصنعه الحكومة. نوافقكم الرأي بوعي المواطن الأردني وسكوته وهو السكوت الناتج عن وعي عميق للحفاظ على الإستقرار والأمان. لكنكم تستغلون هذا الوعي أبشع استغلال حتى اخفيتم كل وسائل التحمل والصبر ولم يعد لديه إلا قتالكم ليحمي لقمة عيشه ويحمي وطنه الذي جعلتم منه بيئة انقسمت لأبيض وملون وأردني وفلسطيني وسوري وأردني.
أوهمتمونا بنتائج مؤتمر لندن للدول المانحة وصورتم لنا أن النعيم بين أيدينا وما هي إلا كذبة وتضليل. تتشدقون بالديموقراطية وحرية الرأي ونحن بعيدون كل البعد عنهما. من يقول الحقيقة لا يعجبكم فتزجزن به خلف القضبان. تصنيفنا بالحريات والتعبير ترصده منظمات دولية محايدة وإذا بنا نتراجع. لا أحد فوق القانون ونرى القانون قد صدأ لعدم استخدامه وتطبيقه على من سرقوا أموالنا وباعوا مقدراتنا.
ما تقدم وغيره الكثير من المثالب والخطايا التي ترتكب بحق المواطن والوطن لهو دفع نحو تثوير الشعب وتهييجه. فمن الخاسر؟؟ الكل سيخسر نظاما ودولة وشعبا لأن طلب التغيير بعد طول الصبر وشدة المعاناة من الصعب إيقافه وإن تم إيقافه سيكون الثمن غاليا ينال منا جميعا.
يقول أحد المصفقين لا يوجد أيتام في الأردن لأن الملك أبو الجميع. والله لقد ألقيت حملا ثقيلا وعبئا مضافا على الملك ولا أظن قولك هذا إطراءا بل تكليفا ومسؤولية ثقيلة. والله إنكم تضعون العراقيل والعوائق أمام الملك. وأقسم بالله أنكم تعملون على إفشاله وتعطيل رؤاه مما يدفع بالناس أخيرا للثوران والتمرد والمكوث بالشوارع.
لقد عزفتم على مقولة الأمن والأمان حتى تخيلها البسطاء منا آية قرآنية. من منا لا يرغب بالأمن والأمان؟؟ فقط هم المتنفعون والمتكسبون الذين يترعرعون على هوان الشعب ويرتقون ويعتلون على أكتاف الكادحين. لكن أعلمكم أن هؤلاء البسطاء قد أدركوا مرامي مقولتكم.
الأمن والأمان تحققا بوعي المواطن المتعلم والمدرك لفقدانهما وهما إنجازان يعود الفضل بهما للجميع ومن شتى المنابت والأصول وليس بفضلكم لوحدكم. لكن أليس هناك من احتياجات ومطالب وحقوق للمواطن على الدولة والنظام والحكومة هي الأخرى لا تقل أهمية عن الأمن والأمان؟؟
ولا نغفل عن الدور الكبير الذي تقوم به أجهزتنا الأمنية من مخابرات وشرطة ودرك وهم جميعا أبناء هذا الشعب بحراثيه ومتعلميه عليهم ما علينا وهم جميعا بعد انتهاء ساعات عملهم ينخرطون مع أهلهم وأصدقائهم وأقاربهم ويتلمسون ويتحسسون همومهم المشتركة ولا بد من أن يتأثروا بها ويتفاعلوا معها بصورة من الصور. والإهتمام بهم جزء من الإهتمام بالشعب وإهمالهم هو إهمال للشعب. وهم ليسوا من جنس آخر أو من كوكب آخر. همهم همنا ومطلبنا مطلبهم وطموحهم جزء من طموحنا. حماهم الله وقوى بأسهم بالحق.
ألم يأتي الوقت لتحقيق احتياجات المواطن بعد إنجاز الأمن والأمان أم توقف الزمن عند هذا؟؟ كفاكم تلاعبا بالمشاعر وهضما للحقوق واستخفافا بالعقول وأنتم أنفسكم تشيدون بوعي المواطن.
الأجهزة الأمنية وعلى رأسها المخابرات تعلم جيدا أن الشعب محتقن ولم يلمس من الحكومات إلا ما يزيده احتقانا وسخطا لا محالة سينفجر. فالأجدر أن تعيروا هذا المواطن الذي طال صبره الإهتمام الذي يليق به قبل أن تخسروه.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
لم نتوقع منه خيرا، بل قلنا عنه في مقال سابق أن الجاي أخو الرايح. ورأينا جاء على حقيقة أننا ابتلينا بحكومات تتبدل بها الوجوه والأسماء تدويريا وتوريثيا وجميعها متمسكة بنفس النهج ونفس النمط. فمنذ المرحوم وصفي التل يبدو أن الأردنيات توقفن عن إنجاب من هو بمواصفات وصفي أو قريب منه. هذه الصورة العامة للوهلة الأولى، لكن كلما تعمقنا بتشريح الجسم الأردني نجد أن الشخصيات الوطنية الغيورة والقادرة على القيادة والإدارة وبشكل مريح توضع أمامها العراقيل وأسباب الفشل لكي تبقى متنحية وبعيدة عن الأضواء فتقل فرصها او تنعدم.
بالمقابل ينبري طالبو الثراء والتنفع والتنفذ ليكونوا الطيعين لتنفيذ متطلبات النهج المرسوم حيث لا هامش للمواطن بل كل همهم إرضاء دائرتهم الضيقة. القول الحكيم يقول "ما حك جلدك مثل ظفرك" فمن ولد وترعرع بالقصور وبفمه ملعقة من ذهب، لن يدرك ولن يستوعب ولن يستطيع فهم المعاناة والأعباء التي يعاني منها المواطن وهي في الحقيقة بازدياد يومي.
وما دولة الملقي إلا امتداد للنسور وها هو يتبع نفس النهج القاتل والتثويري الذي يخلق أسباب الثورة نعم الثورة ولا أقول الإحتجاج والمظاهرات والحراكات. لقد بتنا أمام أوضاع وأحوال لا تطاق جراء القرارات المجحفة والظالمة.
الغريب في الأمر والذي يدعونا للتساؤل عن دور الأجهزة المختصة برصد النبض العام للناس، كيف لا تقدم النصح والمشورة وهي الأكثر علما ومعرفة بشؤون الشعب وما يعانيه وما يمكن أن تفضي إليه مثل هذه السياسات؟؟
لقد صدمتنا الحكومة برفع رسوم نقل ملكية السيارات وهناك أخبار عن رفع المحروقات قبل أن يأتي الوقت المخصص لذلك. ما هذا إلا التعسف بعينه والإستبداد بأبشع صوره والإستهتار بأقذر أساليبه. فالتوقيت غير مناسب والشهر الكريم جميعنا يعلم كم يستهلك من ميزانيات الأسر لازدياد الإحتياجات التي تفرضها العادات والتقاليد والأعراف الرمضانية ناهيك عن متطلبات العيد للأسر والأرحام مما يجعل الكثيرين متثاقلين لثقل ما يتوجب عليهم القيام به.
نقرأ شبه يومي تلقي الدولة منح ومعونات نقدية من دول مختلفة وهي مبالغ ليست بالقليلة، لكن لا نقرأ تحسنا طرأ على الموازنة أو مشروعا وضع ليرفد الخزينة ويفتح فرص عمل ونحن نعاني من البطالة التي في الحقيقة ربما تجاوزت الـ ٠٣٪ رغم أن الجهات الرسمية لا تعترف بهذه النسبة إذ النسبة المعلنة بحدود 15%.
المسؤولون وعلى الدوام يشيدون بوعي المواطن وتفهمه المفضيان للتعاون وبمعنى آخر من وجهة نظر الحكومة السكوت والقبول والرضى بما تصنعه الحكومة. نوافقكم الرأي بوعي المواطن الأردني وسكوته وهو السكوت الناتج عن وعي عميق للحفاظ على الإستقرار والأمان. لكنكم تستغلون هذا الوعي أبشع استغلال حتى اخفيتم كل وسائل التحمل والصبر ولم يعد لديه إلا قتالكم ليحمي لقمة عيشه ويحمي وطنه الذي جعلتم منه بيئة انقسمت لأبيض وملون وأردني وفلسطيني وسوري وأردني.
أوهمتمونا بنتائج مؤتمر لندن للدول المانحة وصورتم لنا أن النعيم بين أيدينا وما هي إلا كذبة وتضليل. تتشدقون بالديموقراطية وحرية الرأي ونحن بعيدون كل البعد عنهما. من يقول الحقيقة لا يعجبكم فتزجزن به خلف القضبان. تصنيفنا بالحريات والتعبير ترصده منظمات دولية محايدة وإذا بنا نتراجع. لا أحد فوق القانون ونرى القانون قد صدأ لعدم استخدامه وتطبيقه على من سرقوا أموالنا وباعوا مقدراتنا.
ما تقدم وغيره الكثير من المثالب والخطايا التي ترتكب بحق المواطن والوطن لهو دفع نحو تثوير الشعب وتهييجه. فمن الخاسر؟؟ الكل سيخسر نظاما ودولة وشعبا لأن طلب التغيير بعد طول الصبر وشدة المعاناة من الصعب إيقافه وإن تم إيقافه سيكون الثمن غاليا ينال منا جميعا.
يقول أحد المصفقين لا يوجد أيتام في الأردن لأن الملك أبو الجميع. والله لقد ألقيت حملا ثقيلا وعبئا مضافا على الملك ولا أظن قولك هذا إطراءا بل تكليفا ومسؤولية ثقيلة. والله إنكم تضعون العراقيل والعوائق أمام الملك. وأقسم بالله أنكم تعملون على إفشاله وتعطيل رؤاه مما يدفع بالناس أخيرا للثوران والتمرد والمكوث بالشوارع.
لقد عزفتم على مقولة الأمن والأمان حتى تخيلها البسطاء منا آية قرآنية. من منا لا يرغب بالأمن والأمان؟؟ فقط هم المتنفعون والمتكسبون الذين يترعرعون على هوان الشعب ويرتقون ويعتلون على أكتاف الكادحين. لكن أعلمكم أن هؤلاء البسطاء قد أدركوا مرامي مقولتكم.
الأمن والأمان تحققا بوعي المواطن المتعلم والمدرك لفقدانهما وهما إنجازان يعود الفضل بهما للجميع ومن شتى المنابت والأصول وليس بفضلكم لوحدكم. لكن أليس هناك من احتياجات ومطالب وحقوق للمواطن على الدولة والنظام والحكومة هي الأخرى لا تقل أهمية عن الأمن والأمان؟؟
ولا نغفل عن الدور الكبير الذي تقوم به أجهزتنا الأمنية من مخابرات وشرطة ودرك وهم جميعا أبناء هذا الشعب بحراثيه ومتعلميه عليهم ما علينا وهم جميعا بعد انتهاء ساعات عملهم ينخرطون مع أهلهم وأصدقائهم وأقاربهم ويتلمسون ويتحسسون همومهم المشتركة ولا بد من أن يتأثروا بها ويتفاعلوا معها بصورة من الصور. والإهتمام بهم جزء من الإهتمام بالشعب وإهمالهم هو إهمال للشعب. وهم ليسوا من جنس آخر أو من كوكب آخر. همهم همنا ومطلبنا مطلبهم وطموحهم جزء من طموحنا. حماهم الله وقوى بأسهم بالحق.
ألم يأتي الوقت لتحقيق احتياجات المواطن بعد إنجاز الأمن والأمان أم توقف الزمن عند هذا؟؟ كفاكم تلاعبا بالمشاعر وهضما للحقوق واستخفافا بالعقول وأنتم أنفسكم تشيدون بوعي المواطن.
الأجهزة الأمنية وعلى رأسها المخابرات تعلم جيدا أن الشعب محتقن ولم يلمس من الحكومات إلا ما يزيده احتقانا وسخطا لا محالة سينفجر. فالأجدر أن تعيروا هذا المواطن الذي طال صبره الإهتمام الذي يليق به قبل أن تخسروه.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.