jo24_banner
jo24_banner

الإبراهيمي يحرث البحر

أ. د. بسام العموش
جو 24 : رغم شهادة الجميع بقدرة الإبراهيمي الدبلوماسية إلا أن مهمته في سورية لا يمكن أن تسفر عن شيء، لأن بحر الدم قد أغرق النظام السوري ولا يمكن لعقارب الساعة أن ترجع إلى الوراء ولا أن تمد له حبل الإنقاذ. فقد تلطخت يداه بالدماء ولا يمكن لمن أوقع زلزالاً بأرقام تفوق مقياس ريختر على كافة المدن السورية أن يكون جزءاً من الحل، وأي نقاش أو أية مبادرة تبقي النظام على ما هو عليه هي رحلة في الخيال وسباحة في الوهم.
يجب أن يدرك الإبراهيمي أن القطار قد فات عند الطرفين، أعني النظام الذي يدمر كل شيء من البشر والحجر والشجر والأثر والمقدس ، ويقابله الشعب السوري الذي اكتوى ولم يعد لديه وقت للكلام لأنه مشغول بالدفاع عن النفس والعرض والشرف والكرامة ولا تهمه مكوكيات الإبراهيمي الذي يتحرك بين دمشق وطهران في محاولة صعبة وبرغبة أن تطول وساطته حتى لا يقع فيما وقع فيه كوفي عنان.
هل كان عنان متسرعاً ولا يملك النفس الطويل بينما يملك ذلك الإبراهيمي ؟! وهل غيّر النظام السوري لهجته مع الإبراهيمي، أم أن الطرح الرسمي نفسه لم يتغير ؟ وهل يقدر النظام على المغامرة بوجوده وتقديم التنازل الذي يريده الشعب، أعني تنحي الأسد ؟ لن يفعل ذلك إلا إذا سقط الدعم الخارجي الروسي والإيراني.
لقد سمعنا من المناضل حسن نصر الله أن حزبه لم يقاتل بعد في سورية !! وهذا يعني أنه مستعد لذلك حينما تأمر طهران ، هذا إن صدقنا أنه لم يقاتل بعد .
المفاوضات مع الإبراهيمي في دمشق وطهران إنما هي لشراء الوقت وليست لتقديم التنازل ، كما أنها فرصة اللعب على حبال السلمية والاستثمار الإعلامي، فما الذي يريده الإبراهيمي ؟ هل منع القنابل العنقودية ؟ وهل يملك منع الأسلحة الكيماوية ؟ سيوفر الإبراهيمي ، دون قصد، الغطاء اللازم لكل جريمة وكل مذبحة تتم ضد الشعب السوري المسكين . وستتيح حركة الإبراهيمي الوقت لوضع مساحيق الزينة على وجه النظام مع إدراك الجميع أن الطلاء لا يستطيع إخفاء الحقيقة، لأن المدن المدمرة والأعراض المنتهكة والمهجرين اللاجئين في الداخل والخارج كلها تزيل هذه المساحيق التي لا يمكن أن تسعف النظام الدموي بحال من الأحوال.
مهمة الإبراهيمي ليست صعبة بل مستحيلة، لأن الشعب قد قرر والنظام لا يستطيع التراجع حتى لو كان بين الطرفين هدنة احتراما لعيد الأضحى، الذي لن يُطالب السوريون فيه بأضاحي العيد من الأكباش، لأن الشعب السوري يضحي بالروح حيث شلال الدم القاني الذي لم يتوقف منذ سنتين وبالتالي هو شعب لا ينتظر يوم عيد الأضحى، فعن أي عيد يتحدث القوم ؟؟ .



العرب اليوم
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير