هل هؤلاء أردنيون؟

جو 24 : يجب أن يتوقف المسؤولون في الأردن عند ظاهرة " عبدة الشيطان " التي تقع سنوياً في الأردن تحت سمع وبصر الأردنيين كافة ، فما هذا الذي يجري عندنا ؟! هل هؤلاء أردنيون ؟ أجزم أن الإجابة ( لا ) حتى لو تناسلوا من آباء اردنيين، فهذا العمل لا يقبله إنسان شريف ، ولا يقبله الأردنيون ، ولا يرضى به أب عنده من الكرامة حظ قليل ، ولا يجوز أن يرخصه مسؤول .

من رخص لهذه الفئة هذا العمل ؟ يجب أن يوضح ذلك للرأي العام ، ويجب أن يحاكم على هذا الترخيص ، فالفساد ليس محصوراً في سرقة المال بل يشمل سرقة العقول وسرقة الشباب وسرقة الدين والأخلاق ، وأين القسم الذي يؤديه المسؤولون أمام الملك وعلى كتاب الله بأنهم سيقومون بالواجب وخدمة الأمة ، فهل هذه خدمة للأمة ؟ هل تمييع شبابها وتركهم للصرعات الغربية خدمة للأمة ؟ وهل يظن مسؤول لديه عقل أن هذه الأفعال تخدم المجتمع ؟ أم أنها تدمره ! وهل دولة الرئيس المحافظ على صلاته يقبل بهذه الجريمة ؟ وهل يرضى وزير الداخلية المصلي والمحترم أن يقع هذا في الداخل الأردني ؟ أين المسؤولون أم هم مشغولون بتحضير الصعقة الكهربائية لجيوب الناس ؟ هل يريدون منا أن ننشغل بعبدة الشياطين وننسى الشياطين الكثيرة التي تتربص بهذا البلد الصامد امام الأعاصير التي تهب من كل مكان ؟ يا أيها المسؤولون كما حارب رجال الأمن الأبطال لصوص السيارات في الجنوب فزرعوا فينا الامل بأن هيبة الدولة موجودة وأن الأمن غير فلتان فإننا نطالب بإغارة لرجال الأمن على من يعتدي على الدين والدستور والأخلاق والعادات والتقاليد . وإذا كانت الحكومة قد أغلقت قناة فضائية فهل هي عاجزة عن إغلاق مقهى ؟.

نريد غارة أمنية يقوم بها الأشاوس حتى لا يميع المجتمع الذي يحكمه هاشمي ينتمي إلى البيت النبوي الشريف ، ألم يسمع دولة الرئيس ووزير الداخلية خطاب جلالة الملك في مضارب بني هاشم اعتزازه بالانتساب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل تحمي الحكومة هذا الانتساب أم تترك الحبل على الغارب ليعزف العازفون في المجالس والمنتديات كما يحلو لهم ؟ والله لو كانت لدينا أحزاب تغار على الدين لجعلت من هذه المهزلة قضية تسقط من ورائها حكومات ، ووالله لوكنت نائباً لمارست كل الصلاحيات الممكنة لمعرفة من هو المسؤول الذي يرضى بهذا . أين رعاية الشباب ؟ وأين التلفزيون الأردني من فضح هؤلاء وتعريف الناس بهم من قبل علماء الدين وعلماء الاجتماع ؟ أين المسؤولون عن البرامج الدينية ؟ لماذا يحصرون انفسهم في الحيض والنفاس والمقابر والطلاق ودم البعوض ؟ ديننا يشمل كل الحياة ، لماذا لا يطرح هذا الموضوع بكل صراحة وقوة ؟ إنه ليس موضوعاً سياسياً بل هو موضوع اخلاقي اجتماعي يهدد كيان المجتمع ، أليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عنواناً كبيراً من عناوين الدين الإسلامي ؟ إنني أحذر من السكوت على هذا الأمر لأن كل صمت من المسؤولين لا يعني بالضرورة صمت آخرين يغارون على دينهم وسيمارسون ما يرونه مناسباً وعندها سيقع المحظور ولن يكون للمسؤولين أي عذر.


(العرب اليوم)