jo24_banner
jo24_banner

جلالة الملك

أ. د. بسام العموش
جو 24 :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تألم الأردنيون فخرجوا للشارع بروح حضارية يريدون الاصلاح فرارا" من الخراب ، فوطنهم عزيز عليهم لا يريدون أن ينكسر فيه لوح زجاج ولا تخلع فيه شجرة رغم أن السياسات الحكومية تكسر قلوبهم وتحاول أن تخلع انتماءهم . الحكومات ليس لديها من سياسة اقتصادية الا الاقتراض والبصبصة على ما تبقى في جيوب الناس أو قل ما بقي لهم من رواتب لا تسمن ولا تغني من لهيب الأسعار والضرائب . الناس يا جلالة الملك تغلي حيث ضاقت بهم السبل وأصابتهم الحيرة وصار الواحد منهم يفكر في الرحيل ولكن الى أين ؟ لا توجد وظائف لعامة الناس لكنها تظهر فجأة اذا أرادت الحكومة تفصيل وظيفة للمحاسيب والشلل وبرواتب فلكية . تدرك الحكومات أن البطالة في البلد هي بطالة حملة الشهادات ولكنها لم تذهب لعملية جراحية في التعليم لتوجيهه ليكون تعليما" يتبعه عمل . يراقب الناس مديونية البلد فيرونها في تصاعد مستمر ويكفي أن نقول إن الحكومة قبل السابقة قد استدانت ستة مليارات !! وحتى الحكومة الحالية - كما الحكومات السابقة-
ستقدم الموازنة بعجز حيث صار العجز ركنا" من أركان الموازنة التي يتم تمريرها في البرلمان بالكولسة وكأننا لا ندري بأننا نتآمر على البلد والأجيال القادمة حيث سنورثها مديونية عالية مع أن الرسول ص طلب منا أن نورث لأبنائنا ما يعينهم
" انك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس " ومن سيعطينا دون مقابل ؟! . الحكومة التي تأتي فجأة يبادر رئيسها المكلف الى البحث في الأصحاب والجيران والجارات وتصبح الحقائب الوزارية مثل المأدبة التي تحلق حولها مصابون بالجوع لينهش كل واحد ما يستطيع !! فصارت الحكومات للاسترضاء والترضية وللحصول على اللقب والامتيازات في ظل غياب تام لبرنامج وطني لم يخطر على بال الرئيس المكلف فضلا" عن وزرائه !! .
جلالة الملك.
لا يرى الناس ابداعا" ليشكروه وليس ذلك بحثا" عن المثالب ولا انكارا" لما تحقق عبر المائة سنة ولكن لان الناس ترى التراجع يوما" بعد يوم في ازدياد .
المناصب توزع وفق العلاقات لا الكفاءات ومثال ذلك - ومن وحي عملي الأكاديمي - رئاسة الجامعات حيث شاهدنا بأم أعيننا تحول بعض الجامعات الى مكان مقاولات سياسية واقتصادية في وضح النهار !!
جلالة الملك
اعتذر للكتابة العلنية لأنني طلبت مقابلة جلالتكم منذ سنتين وحتى اليوم دون جدوى فاضررت للكتابة للمرة الثانية ناصحا" مذكرا" لا طامعا" ولا مستجديا" .
الظروف حولنا -وأنتم أدرى بها مني - صعبة جدا" ولن تنتظر أحدا" وعلى رأي وزير خارجية أمريكي أسبق ( القطار منطلق فمن أحب أن يركب فليفعل ) فها هي صفقة القرن على وشك أن يفرضها ترمب ، وها هي سوريا والعراق ففيهما ما فيهما مما ننتظر !! وها هي السعودية تمر بأصعب ظروفها منذ تأسيسها ، ويهودية الدولة معلنة فهل كل ذلك يتم التعامل معه بحكومات لا تملأ عيون الشعب وليس عندها ما تقدم سوى الضغط الاقتصادي على الناس وليس الانقاذ الاقتصادي للناس والبلد !!
نعم الوضع خطير ويتطلب المكاشفة والمصارحة مع جلالتكم لا مع حكومة العلاقات العامة ذات الوعود الوردية التي لا تستند الى علم ودراية وأرقام حقيقية . حكومات تعجز عن بناء طريق لا تتجمع فيه المياه ، ولا تخدم الناس بالصرف الصحي حتى صارت الحفر الامتصاصية تغتال أطفالنا كل يوم ولا يرف للحكومة جفن بينما لو يحدث ما حدث عندنا لطارت واستقالت قيادات في العالم المتحضر .
في وطني جندي على الحدود امتلأت رئتاه بالغبار وأكل جلده البرد يتقاضى القليل بينما حيتان يأكلون الأخضر واليابس ويضربون بسيف هذا وذاك فصرنا كما قال رئيس وزراء أسبق : عندنا فساد وليس عندنا فاسدون !!! . عندنا مسؤولون يقايضون المواقف بالمنافع الشخصية، وآخرون يستقوون بدول مجاورة !! والخلايا النائمة تنتظر ساعة الصفر وقد وقفنا على حالات الاختراق الخطير الذي يهدد أمننا ومستقبلنا .
الحل بيد جلالتكم ولا بد من سرعة التحرك فأنتم رئيس كل السلطات ، أنتم من يكلف الرؤساء ، وأنتم من يحل مجلس الأمة، وأنتم من تتحول توجيهاته الى أعمال تنفيذية على أرض الواقع .
أدعو الله لكم بالتوفيق والحفظ والسداد .
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير