jo24_banner
jo24_banner

مقتضيات النزاهة

أ. د. بسام العموش
جو 24 : أفتخر ببلدي حين نتحدث عن حقوق الإنسان وأنشأنا لذلك مركزاً وطنياً، وتحدثنا عن حماية الأسرة وصار في جهاز الأمن مختصون بهذا الشأن، وتحدثنا عن مكافحة الفساد وولدت على أرضنا هيئة مكافحة الفساد، ووقفت الهيئة الخيرية الهاشمية شامخة تقول وتفعل وتمتد أياديها إلى غزة كما تمتد إلى جيوب الفقر الداخلية وصارت لها ممارسات دولية . واليوم نعلن عن منظومة النزاهة وميثاقها رسمياً؛ ما يجعلنا أمام تحد جديد لنحول الشعار والكلام إلى واقع وتطبيق.

إن النزاهة لها مقتضيات سلوكية على أرض الواقع فهي على المحك وللناس أعين وألسن، ولن يطول بنا الزمن لنقول هناك خطط خمسينية، فالنزاهة وصف يلحق كل فعل تقوم به الإدارة الحكومية أولاً لأنها المسؤولة عن الجميع فهي أم السلطات، إنها المسؤولة عن الإدارات والأحزاب والجمعيات والنوادي، إنها المسؤولة عن العطاءات والأموال والجامعات والسفراء والبلديات والأمانات ومجالس الإدارات والشركات، إنها مسؤولة عن كل شيء، فالنزاهة يجب أن تظهر في كل شيء : إذا عين السفراء نريد أن نعرف، وإذا صار فلان محافظاً فلا بد من معرفة سر الانتقاء، وحين ينزل فلان رئيساً لجامعة فلا بد من البيان والتبرير، بل إذا صار فلان رئيساً للوزراء أو خرج واستقالت حكومته فلا بد أن نعرف لينتهي مسلسل الحكومات التي تأتي وتذهب دون أن نعرف السبب.

النزاهة تفتح كل الأبواب إذا كنا جادين فيما نقول !! النزاهة تقودنا لمصارحة الناس عن الكازينو والمعبر والفوسفات وكل القضايا التي حصل فيها الجدل. يجب أن تعتاد الأجيال على طريقة جديدة بعيدة كل البعد عن الألعاب السحرية الخفية التي مارسناها مرة باسم المصلحة العامة وتارة ندعي أنها "من فوق"، وثالثة لم يستطع القوم إخفاء العورة بل سرنا فيها على سياسة هذا الموجود ومن لا يعجبه فالحائط موجود. نريد لأبنائنا صورة أفضل فالدول تتطور، والنزاهة فرصتنا للتطور، وأذكر بموضوع المنحة الخليجية التي رفضت تسليمنا الدعم نقداً بل طالبتنا بمشاريع محددة لتتبناها هي مباشرة، فهذا الأسلوب ما وصلت إليه الدول الخليجية معنا إلا لأننا أسأنا لبلدنا والقصة معروفة عند السياسيين الذين يتداولون قصة ذلك المسؤول الذي جلب مبلغاً بسيطاً.
(بضعة ملايين)!!! فقيل له أين المبلغ فقال: إنها كتبت لي!! للعلم ثقافتنا الإسلامية تنطلق من حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(هلا جلست في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى إليك؟!) بالنزاهة سنعرف كيف باع فلان قصراً، وكيف صار لفلان قصر في البسفور، ومن أين بنى فلان قصراً في دمر دمشق.... أقول سنعرف فقد تكون من حر مال أبيه !!! المهم أن نعرف بشفافية.


dr.bassamalomoush@yahoo.com


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير