هيبة الدولة
أ. د. بسام العموش
جو 24 : بداية أقدم توضيحاً لمن لا يعرف الفرق بين الحكومة والدولة ، فالحكومة إدارة عابرة سبيل نختلف معها أو نتفق، نحجب عنها أو نمنحها الثقة، نعارضها أو نؤيدها فهذا كله مقبول بل واجب. أما الدولة فهي الأرض والشعب والنظام والجيش والأمن والمقدرات فهذه كلها لنا، وعليه فهناك فرق بين من يعارض الحكومة ومن يعارض الوطن وأمنه واستقراره. لاحظنا في الآونة الأخيرة أن هيبة الدولة قد اهتزت فصار هناك تطاول على البلد وأمنه واستقراره ووجد بيننا من يحرق كل المراكب ويدعو للفوضى ويخترق الأمن ويقتل ببساطة ويلفع ذلك باسم الحرية والديمقراطية!!!!!! وصار الاستهتار عنواناً واضحاً واختلط الأمر على الناس وصار الحليم حيراناً ، رأينا تعطيل المدارس باسم إضراب المعلمين الذين نريد لهم الحقوق ونسي دعاة الإضراب أن الضربة توجه لأبنائنا ولعلمنا ولمستقبلنا، وأن هناك طرقاً كثيرة يمكن استخدامها للوصول إلى الهدف المنشود وهو حقوق وكرامة المعلم. رأينا العراك النيابي الذي لا يعبر عن ديمقراطية بل فوضى لأن النائب لا يجوز أن يبيع مواقفه للمدح أو الطمع، وإذا كان تجمع أفراد الأسرة ينجم عنه خلافات فكيف بمئة وخمسين نائباً لهم ميول ومشارب وآراء. ورأينا ازدياد حالات القتل لأبسط الأسباب وصارت جامعاتنا مسرحاً للسلاح وإسالة الدماء، وعدنا إلى أيام داحس والغبراء ويكفي أن أشير إلى تزويرنا لمفهوم العشائرية ونقله من الكرم والجود والنخوة إلى التهجير والجلوة التي ما أنزل الله بها من سلطان فكيف نسمح في القرن الواحد والعشرين ونحن الشعب المتعلم أن نؤذي النساء والأطفال ومن لا ذنب له مع أن القانون يضمن حق من اعتدي عليه مضافاً له الحق العشائري الذي قبله ذوو المتهم؟؟؟!!!! إن الحكومة مطالبة بالمحافظة على هيبة الدولة كما هو مطلب من الناس أنفسهم، ولا يجوز أن تتغير عدة حكومات ويبقى المهجرون باسم الجلوة ممنوعين عن بيوتهم دون أن يلتفت إليهم أحد!!! إن هيبة الدولة لا تتحقق بالعصا لكن بتطبيق القانون على الجميع وليس هناك متنفذ ولا واصل ولا دغري ولا حوت، فلتأخذ الحكومة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعْتُ يدها".
b.alomosh@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)
b.alomosh@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)