التقدم الروسي والعجز الأمريكي
أ. د. بسام العموش
جو 24 : بعد تفكك الاتحاد السوفييتي الشيوعي وجدت روسيا نفسها أمام خيارين : العيش كدولة من عروى الدول تحمي نفسها وتلتقط أنفاسها بعد عقود من الفولاذية الظاهرة من الخارج بينما ينخرها سوس القهر والظلم من الداخل ، وبين محاولة استعادة الدور الدولي والبحث عن مناطق النفوذ باعتبارها إحدى الدول الخمس حاكمة العالم . بتولي يلتسين العجوز السلطة لم يستطع فعل شيء سوى قصف البرلمان الروسي بالدبابات !! ثم ذهب يلتسين غير مأسوف عليه من بقايا الشيوعيين ولا من المنادين بالديموقراطية . ثم جاء مدير المخابرات الروسية فلاديمير بوتين فخطف الأبصار وصار رمزاً للروس الراغبين بالديموقراطية والهيبة الدولية . أحبه الشباب والشياب لأنه أعاد لروسيا تأثيرها على الساحة الدولية ولم تعد روسيا بلا هدف . وكان الدرس الليبي قاسياً لبوتين حيث ابتلع الغرب نظام القذافي في وقت وجيز والروس يتفرجون فطار حليف لهم وذهب سوق السلاح منهم !! ولما جاءت القضية السورية تشبثوا بالدور الطليعي ولم يقبلوا التفرد الأمريكي في المسألة بل راحوا يستعينون بالصين لتوحيد الموقف في مجلس الأمن وكان لهم ذلك . وعلى الأرض تحالفوا مع إيران والأسد لتشكيل حلف يحول دون تغير الأوضاع في سوريا ونجحوا في ذلك أيضاً بينما كانت الصفعة لأمريكا التي اكتفت بأخذ الطُعْم الروسي السوري الإيراني المتمثل في السلاح الكيماوي بتحريض
إسرائيل التي لا تأبه لقتل السوريين لبعضهم بعضاً لأن الأولوية إبعاد السلاح الكيماوي بل إن هدف تدمير سوريا بيد السوريين وبخاصة النظام هو أمر في غاية الأهمية لإسرائيل . وقد أكد هذا الموقف الأمريكي أن الولايات المتحدة لاتزال بوصلتها مصلحة إسرائيل أولاً وقبل كل شيء . أما على الجانب الآخر أعني الحلف الروسي السوري الإيراني العراقي الصيني فإن مسألة السلاح الكيماوي في غاية البساطة ، فمن صنع هذا السلاح سيقوم بصناعته مرة أخرى ، ومن تحالف مع سوريا سيؤمن لها هذا السلاح إن كانت المصلحة تقتضي ذلك ، هذا إذا سلمنا أن كل السلاح الكيماوي قد تم تسليمه !!فمن الممكن أن جزءاً منه ما زال مخبئاً في سوريا أو تم نقله إلى العراق أمانة لحين ، برعاية إيرانية . نعم تقدمت روسيا بوتين وتجللت أمريكا أوباما بالعجز بل راح يقترب من إيران مما يعني أنه لا يستطيع فعل شيء في سوريا حتى لا يفسد العلاقة مع إيران . يبدو أن اللعبة قد توقفت هنا بالرغم من جعجعات كيري الذي ذهب نحو القضية الفلسطينية لعله يسجل نجاحاً له ولمعلمه أوباما !!! . كل ذلك و الشعب السوري يسيل دمه منذ ثلاث سنوات دون توقف ودون أن يقنعنا النظام السوري أنها مجرد عصابات إذ لا يعقل أن يستمر صمود العصابات كل هذه السنين .
dr.bassamalomoush@yahoo.com
(الدستور)
إسرائيل التي لا تأبه لقتل السوريين لبعضهم بعضاً لأن الأولوية إبعاد السلاح الكيماوي بل إن هدف تدمير سوريا بيد السوريين وبخاصة النظام هو أمر في غاية الأهمية لإسرائيل . وقد أكد هذا الموقف الأمريكي أن الولايات المتحدة لاتزال بوصلتها مصلحة إسرائيل أولاً وقبل كل شيء . أما على الجانب الآخر أعني الحلف الروسي السوري الإيراني العراقي الصيني فإن مسألة السلاح الكيماوي في غاية البساطة ، فمن صنع هذا السلاح سيقوم بصناعته مرة أخرى ، ومن تحالف مع سوريا سيؤمن لها هذا السلاح إن كانت المصلحة تقتضي ذلك ، هذا إذا سلمنا أن كل السلاح الكيماوي قد تم تسليمه !!فمن الممكن أن جزءاً منه ما زال مخبئاً في سوريا أو تم نقله إلى العراق أمانة لحين ، برعاية إيرانية . نعم تقدمت روسيا بوتين وتجللت أمريكا أوباما بالعجز بل راح يقترب من إيران مما يعني أنه لا يستطيع فعل شيء في سوريا حتى لا يفسد العلاقة مع إيران . يبدو أن اللعبة قد توقفت هنا بالرغم من جعجعات كيري الذي ذهب نحو القضية الفلسطينية لعله يسجل نجاحاً له ولمعلمه أوباما !!! . كل ذلك و الشعب السوري يسيل دمه منذ ثلاث سنوات دون توقف ودون أن يقنعنا النظام السوري أنها مجرد عصابات إذ لا يعقل أن يستمر صمود العصابات كل هذه السنين .
dr.bassamalomoush@yahoo.com
(الدستور)