كلام الملك
أ. د. بسام العموش
جو 24 : كلام جلالة الملك أمام عدد من المسؤولين رسائله واضحة وعناوين المرسل إليهم أكثر وضوحاً:
فالملك في صورة حديث الناس وهواجسهم، فهو متابع لما يقال وما يجري من اجتماعات، وهذا أمر هام للناس والدولة برمتها ، فالمسؤول ليس آخر من يعلم، بل ربما نبه من لا يهتم أو كان غير متابع . أراد الملك القول لمتطرفي الصهاينة المؤمنين بأن الدولة الفلسطينية قائمة في الأردن بأن كلامهم مرفوض رسمياً وشعبياً، مرفوض من الموالين والمعارضين . وحتى لو لم تقل حكومة الصهاينة ذلك فهو موجه لها بعد طرحها يهودية الدولة، كما أراد الملك أن يميز بين الكيان الأردني والكيان الفلسطيني المنشود ولا يعارض ذلك موضوع الوصاية فهي شيء مؤقت الى لحظة الوصول الى الحل .
وأراد الملك أن يبعث برسائل للداخل الأردني، فالوشوشات والهمس والصراخ والحديث غير المستند الى حقائق لا بد أن يتوقف وإلا .... هذا يعني أن الملك منزعج من هؤلاء لأن كلامهم في نظره ليس مبنيا على أساس بل هو هواجس وتخوفات وهذه الهواجس من حيث المبدأ مشروعة فالعاقل يحسب حساب السلبيات ولا يضع نفسه في خانة الإيجابيات لأن المعادلة لا يصنعها طرف واحد، لكن الملك لا يريد أن نصل في هواجسنا الى الشكوك التي يختفي خلفها الاتهام والدخول للنوايا مع أن المصرح به كثير ولهذا قال الملك : دعونا نشاهد تقريراً إعلامياً ثم نعلق وهذا ما كان، إذْ حشدت الدائرة الإعلامية في الديوان الملكي مقاطع لجلالة الملك وفي مناسبات متعددة تأكيده على أن فلسطين هي فلسطين والأردن هو الأردن، وأن فكرة الوطن البديل لا مكان لها إلا في نفوس البعض .
بعث الملك برسائل للجالسين على الطاولة فمنهم من كان يتحدث على شاكلة من طالهم النقد الملكي، وبعث لعدد من المتقاعدين الذين بدأت جهات عديدة تحاول استقطابهم من داخلهم ومن خارجهم، بعث الملك برسالة واضحة للاتجاهات السياسية المعنية؛ إذْ لم يحصر الملك كلامه في الشخصيات المستقلة بل أشار بوضوح الى تجمعات حزبية دون ذكر كلمة حزب .
غضب الملك وصل الى حد التهديد بإظهار المعنيين وذكرهم بالاسم وليس أبلغ من هذا التهديد، وبخاصة أنه صادر من الملك نفسه .
لكن المحصلة الهامة التي نتجت عن هذا الحديث هي ارتياح الكثيرين من الحديث الملكي؛ إذْ تولدت طمأنينة عندهم، بالرغم من أن بعض الناس لم يبق لهم ليصدقوا سوى أن يقسم لهم الملك !!! وهذا غير معروف في عالم السياسة !!!!.
أعتقد أن التدخل الملكي كان نتيجة لتقصير المسؤولين في مصارحة الناس ومكاشفتهم على الهواء مباشرة وإلا ما فائدة كل الحديث عن الشفافية التي أخذت وقتاً وجهداً غير بسيط؟!.
dr.bassamalomoush@yahoo.com
(الدستور)
فالملك في صورة حديث الناس وهواجسهم، فهو متابع لما يقال وما يجري من اجتماعات، وهذا أمر هام للناس والدولة برمتها ، فالمسؤول ليس آخر من يعلم، بل ربما نبه من لا يهتم أو كان غير متابع . أراد الملك القول لمتطرفي الصهاينة المؤمنين بأن الدولة الفلسطينية قائمة في الأردن بأن كلامهم مرفوض رسمياً وشعبياً، مرفوض من الموالين والمعارضين . وحتى لو لم تقل حكومة الصهاينة ذلك فهو موجه لها بعد طرحها يهودية الدولة، كما أراد الملك أن يميز بين الكيان الأردني والكيان الفلسطيني المنشود ولا يعارض ذلك موضوع الوصاية فهي شيء مؤقت الى لحظة الوصول الى الحل .
وأراد الملك أن يبعث برسائل للداخل الأردني، فالوشوشات والهمس والصراخ والحديث غير المستند الى حقائق لا بد أن يتوقف وإلا .... هذا يعني أن الملك منزعج من هؤلاء لأن كلامهم في نظره ليس مبنيا على أساس بل هو هواجس وتخوفات وهذه الهواجس من حيث المبدأ مشروعة فالعاقل يحسب حساب السلبيات ولا يضع نفسه في خانة الإيجابيات لأن المعادلة لا يصنعها طرف واحد، لكن الملك لا يريد أن نصل في هواجسنا الى الشكوك التي يختفي خلفها الاتهام والدخول للنوايا مع أن المصرح به كثير ولهذا قال الملك : دعونا نشاهد تقريراً إعلامياً ثم نعلق وهذا ما كان، إذْ حشدت الدائرة الإعلامية في الديوان الملكي مقاطع لجلالة الملك وفي مناسبات متعددة تأكيده على أن فلسطين هي فلسطين والأردن هو الأردن، وأن فكرة الوطن البديل لا مكان لها إلا في نفوس البعض .
بعث الملك برسائل للجالسين على الطاولة فمنهم من كان يتحدث على شاكلة من طالهم النقد الملكي، وبعث لعدد من المتقاعدين الذين بدأت جهات عديدة تحاول استقطابهم من داخلهم ومن خارجهم، بعث الملك برسالة واضحة للاتجاهات السياسية المعنية؛ إذْ لم يحصر الملك كلامه في الشخصيات المستقلة بل أشار بوضوح الى تجمعات حزبية دون ذكر كلمة حزب .
غضب الملك وصل الى حد التهديد بإظهار المعنيين وذكرهم بالاسم وليس أبلغ من هذا التهديد، وبخاصة أنه صادر من الملك نفسه .
لكن المحصلة الهامة التي نتجت عن هذا الحديث هي ارتياح الكثيرين من الحديث الملكي؛ إذْ تولدت طمأنينة عندهم، بالرغم من أن بعض الناس لم يبق لهم ليصدقوا سوى أن يقسم لهم الملك !!! وهذا غير معروف في عالم السياسة !!!!.
أعتقد أن التدخل الملكي كان نتيجة لتقصير المسؤولين في مصارحة الناس ومكاشفتهم على الهواء مباشرة وإلا ما فائدة كل الحديث عن الشفافية التي أخذت وقتاً وجهداً غير بسيط؟!.
dr.bassamalomoush@yahoo.com
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على 
