ماذا يريد الأمريكان في المنطقة؟
أ. د. بسام العموش
جو 24 : يتحرك كيري وزير خارجية أمريكا بإصرار على تحقيق شيء ما في الملف الفلسطيني ، الذي يعاني من الركود ، بسبب الرفض الصهيوني والانقسام الفلسطيني وانشغال العرب بربيعهم كل على طريقته. حسب المعلومات، فإن الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس أوباما وجون كيري يريدان الوصول إلى تسوية نهائية في الشأن الفلسطيني ، تكون بدايته جلب الأطراف إلى طاولة التفاوض حتى لو استمر بناء المستوطنات، فهي مسألة شكلية لأنك بدون المجيء إلى الطاولة يستمر بناء المستوطنات، أما إذا جئت فإن موضوع التفاوض سيشمل المستوطنات كل المستوطنات التي بنيت بعد عام 1967. والحل المطروح هو حل الدولتين ، لأن الصهاينة يرفضون حلّ الدولة الواحدة. والدولة الفلسطينية هي غزة، وما تجود به الحكومة الصهيونية ، ويتم ترويض الفلسطينيين له الذين عليهم أن يقبلوا المتاح قبل أن لا يجدوا شيئاً، فالعرب ضعفاء وانشغل كل قطر بأوضاعه ، ولم يعد في القاموس العربي شيء من الحديث عن القوة ، فقد صار هذا من الماضي. نعم يريد الأمريكان تحقيق سلام يرضي الصهاينة ، ويقدم "بقايا وطن" يتم تجميعه ومن ثم ربطه مع الأردن في اتحاد كونفدرالي، حيث الأرضية جاهزة عند المعنيين
أما على الصعيد السوري فهل شاخ الثعلب الأمريكي وعاد الدب الروسي للمنطقة وهذه المرة بغير السلاح الأيديولوجي ، ولكن بسلاح المصالح وأسواق السلاح والحضور الدولي؟؟ يبدو أن الأمريكان قد حزموا أمرهم تجاه بشار الأسد ، وأنه لا يستطيع الاستمرار في الحكم ، لكن لا يزال له دور وهو تدمير سورية بالكامل ، وحتى يتم ترويض المعارضة السورية وضرورة دفعها للثمن وهو التخلص من السلفيين بعد استغلال بطولاتهم القتالية ضد بشار. إن سورية المدمرة ستكون في مصلحة أمريكا، حيث سيهرول الحكم الجديد أياً كان رموزه إلى أحضان الدافعين لإعادة بناء ما دمّره الأسد ، ومن الممكن الاتفاق مسبقاً مع الروس على استمرار اعتبار الأرض السورية منطقة سلاح روسي من باب الاتفاق،لأن الروس والأمريكان لن يتقاتلا لزرقة عيني بشار، ولكنها لعبة شد الحبل ليحصل كل فريق على أكبر حصة من الكعكة، وكعكة الروس السلاح، وكعكة الأمريكان إضعاف المنطقة برمتها، وجعلها تتوسل باستمرار للعم سام الراعي الرسمي لدويلة "إسرائيل".
أما مصر فلتبق في تخبطها، فقد احترم العالم الانتخابات التي جاءت بالإخوان ،ولكن لن يُترك الإخوان دون إخضاع وترويض ، وتحت عنوان المرونة سيجد الإخوان أنفسهم راغبين أو مضطرين للخضوع ، فهذا شعب يقرب من تسعين مليون نفس يعيش فقراً وبلده مثقلة بالديون، فهذا هو الذي خلفه مبارك للإخوان ، ولهذا رأينا سرعة التعامل مع البنك الدولي والصندوق الدولي ، لأن مصر بحاجة إلى المليارات، ورأينا سرعة إرسال السفير إلى تل أبيب ،وما عادت الهتافات في هذا المجال لها لزوم ،لأن "فقه الضرورة" هو المناسب لهذه المرحلة!! الأمر أصعب من ذلك بكثير حيث تبدأ القصة من عدم وجود تصور للحكم لدى الإخوان ، لأنهم بالأمس كانت رموزهم في السجون ومنهم مرسي نفسه، ولهذا يتعامل الإخوان بالقطعة مع مسائل الحكم!! ولن يتركهم الآخرون ومنهم الأمريكان ليلتقطوا أنفاسهم ، ولهذا استنمر البرادعي وعمرو موسى وكل الدمى التي يُدفع لها وتقوم هي بدورها بالرش على الشباب الجائع والملثم وعصابات النظام السابق ، ممن استعملهم مبارك في موقعة الجمل، واليوم في معركة التحرير. كنت أتمنى أن يظهر زعيم مصري يخالف الإخوان ليقول نعترف بالنظام الجديد ، وسنعطيه فرصة لنرى ماذا سيفعل مرسي للمصريين، لكننا رأينا خصومة مكشوفة غير حضارية وبرموز أكل عليها الدهر وشرب ، لأن هذه الرموز هي التي تقبل البيع والشراء ، ولو آل إليها الأمر لكانت في غاية الخضوع كما كان حسني مبارك.
في المحطات الثلاث (فلسطين، سورية، مصر) يستنزف الأمريكان المنطقة إلى آخر حدّ ممكن، والمصلحة الكبرى ستكون في جيب "إسرائيل" و"إسرائيل" فقط .
b.alomosh@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)
أما على الصعيد السوري فهل شاخ الثعلب الأمريكي وعاد الدب الروسي للمنطقة وهذه المرة بغير السلاح الأيديولوجي ، ولكن بسلاح المصالح وأسواق السلاح والحضور الدولي؟؟ يبدو أن الأمريكان قد حزموا أمرهم تجاه بشار الأسد ، وأنه لا يستطيع الاستمرار في الحكم ، لكن لا يزال له دور وهو تدمير سورية بالكامل ، وحتى يتم ترويض المعارضة السورية وضرورة دفعها للثمن وهو التخلص من السلفيين بعد استغلال بطولاتهم القتالية ضد بشار. إن سورية المدمرة ستكون في مصلحة أمريكا، حيث سيهرول الحكم الجديد أياً كان رموزه إلى أحضان الدافعين لإعادة بناء ما دمّره الأسد ، ومن الممكن الاتفاق مسبقاً مع الروس على استمرار اعتبار الأرض السورية منطقة سلاح روسي من باب الاتفاق،لأن الروس والأمريكان لن يتقاتلا لزرقة عيني بشار، ولكنها لعبة شد الحبل ليحصل كل فريق على أكبر حصة من الكعكة، وكعكة الروس السلاح، وكعكة الأمريكان إضعاف المنطقة برمتها، وجعلها تتوسل باستمرار للعم سام الراعي الرسمي لدويلة "إسرائيل".
أما مصر فلتبق في تخبطها، فقد احترم العالم الانتخابات التي جاءت بالإخوان ،ولكن لن يُترك الإخوان دون إخضاع وترويض ، وتحت عنوان المرونة سيجد الإخوان أنفسهم راغبين أو مضطرين للخضوع ، فهذا شعب يقرب من تسعين مليون نفس يعيش فقراً وبلده مثقلة بالديون، فهذا هو الذي خلفه مبارك للإخوان ، ولهذا رأينا سرعة التعامل مع البنك الدولي والصندوق الدولي ، لأن مصر بحاجة إلى المليارات، ورأينا سرعة إرسال السفير إلى تل أبيب ،وما عادت الهتافات في هذا المجال لها لزوم ،لأن "فقه الضرورة" هو المناسب لهذه المرحلة!! الأمر أصعب من ذلك بكثير حيث تبدأ القصة من عدم وجود تصور للحكم لدى الإخوان ، لأنهم بالأمس كانت رموزهم في السجون ومنهم مرسي نفسه، ولهذا يتعامل الإخوان بالقطعة مع مسائل الحكم!! ولن يتركهم الآخرون ومنهم الأمريكان ليلتقطوا أنفاسهم ، ولهذا استنمر البرادعي وعمرو موسى وكل الدمى التي يُدفع لها وتقوم هي بدورها بالرش على الشباب الجائع والملثم وعصابات النظام السابق ، ممن استعملهم مبارك في موقعة الجمل، واليوم في معركة التحرير. كنت أتمنى أن يظهر زعيم مصري يخالف الإخوان ليقول نعترف بالنظام الجديد ، وسنعطيه فرصة لنرى ماذا سيفعل مرسي للمصريين، لكننا رأينا خصومة مكشوفة غير حضارية وبرموز أكل عليها الدهر وشرب ، لأن هذه الرموز هي التي تقبل البيع والشراء ، ولو آل إليها الأمر لكانت في غاية الخضوع كما كان حسني مبارك.
في المحطات الثلاث (فلسطين، سورية، مصر) يستنزف الأمريكان المنطقة إلى آخر حدّ ممكن، والمصلحة الكبرى ستكون في جيب "إسرائيل" و"إسرائيل" فقط .
b.alomosh@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)