أزمة نظام أم مشكلة مسيرات؟
جمال الشواهين
جو 24 : يدعي الزميل أبو طير بمقاله في «الدستور» أن قيادياً اسلامياً أسر إليه بصراحة أنه لم يبق امام الحركة الاسلامية سوى استغلال الاوضاع الاقتصادية المزرية للناس؛ من أجل تجييشهم الى الشارع، وانها الورقة الوحيدة المتاحة امام الحركة الاسلامية، مطالباً المعنيين بالتوقف عند معنى ذلك؛ لخطورته الشديدة. وهذا الكلام المبطن بالحرص، فيه اشد التحريض على المعارضة برمتها، ويضاف الى سلسلسة الاتهامات التي تكال بالجملة لها؛ بسبب موقفها من الانتخابات النيابية، والخشية من أن تستمر في كسب الشارع إليها.
طوال السنوات الماضية، اتسم أداء المعارضة بالعمل القانوني في اعلان مواقفها، والتعبير عنها بشتى المظاهر التي ابرزها المسيرات والاعتصامات والمهرجانات وما الى ذلك، ولم يحدث أبداً أنها هددت أحداً، وعلى العكس من ذلك هي التي تعرضت -وما زالت- للتهديد والمنع والارهاب!
وإذ يقول أبو طير إن سبعة آلاف مسيرة لم تتمكن من أن تؤدي إلى شيء حتى الآن، وهذا صحيح تماماً؛ لأن كل شيء على حاله، فإن ذلك يعني أن السلطة هي التي ترفض مطالب الاصلاح، وتدفع بالناس الى الشارع دون اعتبار لهم، مهما بلغ حجم احتجاجهم.
في ذات المكان يدعي زميل آخر أن المال السياسي يضرب الاخوان، وأن الخلافات بينهم على أشدها، مدعياً الحرص عليهم بمعاقبة المتورطين بأشد العقوبات الحزبية، والعودة الى الرشد الذي يمثله عبد اللطيف عربيات واسحق الفرحان، وكأن باقي المخضرمين ليسوا من ذات السوية داخل الجماعة، أو أن القيادات الحالية فاقدة له، مطالباً بإنهاء الخلاف والكشف عنه كحريص على تماسك الحركة!
كل يحرض على طريقته، وبما يستطيع من استخدام للمصطلحات، ولو أن أحداً يحصي ما كتب ضد المعارضة يوم امس، لخرج بحصيلة ونتيجة مفادها تلاميذ الشيخ الواحد.
المعارضة لن تعدم الوسائل للتعبير عن نفسها، والهجوم المنظم عليها يكشف عمن هو المأزوم. أما الأخطر من المال السياسي فهو المال القذر الذي يُمنح أعطيات عن خدمات تشبهه تماما، والأخطر من ورقة الأوضاع الاقتصادية المزرية للناس ذهاب رئيس الوزراء الجديد إلى البحث في سياسات الدعم الحكومي على طريق سلفه!
(السبيل)
طوال السنوات الماضية، اتسم أداء المعارضة بالعمل القانوني في اعلان مواقفها، والتعبير عنها بشتى المظاهر التي ابرزها المسيرات والاعتصامات والمهرجانات وما الى ذلك، ولم يحدث أبداً أنها هددت أحداً، وعلى العكس من ذلك هي التي تعرضت -وما زالت- للتهديد والمنع والارهاب!
وإذ يقول أبو طير إن سبعة آلاف مسيرة لم تتمكن من أن تؤدي إلى شيء حتى الآن، وهذا صحيح تماماً؛ لأن كل شيء على حاله، فإن ذلك يعني أن السلطة هي التي ترفض مطالب الاصلاح، وتدفع بالناس الى الشارع دون اعتبار لهم، مهما بلغ حجم احتجاجهم.
في ذات المكان يدعي زميل آخر أن المال السياسي يضرب الاخوان، وأن الخلافات بينهم على أشدها، مدعياً الحرص عليهم بمعاقبة المتورطين بأشد العقوبات الحزبية، والعودة الى الرشد الذي يمثله عبد اللطيف عربيات واسحق الفرحان، وكأن باقي المخضرمين ليسوا من ذات السوية داخل الجماعة، أو أن القيادات الحالية فاقدة له، مطالباً بإنهاء الخلاف والكشف عنه كحريص على تماسك الحركة!
كل يحرض على طريقته، وبما يستطيع من استخدام للمصطلحات، ولو أن أحداً يحصي ما كتب ضد المعارضة يوم امس، لخرج بحصيلة ونتيجة مفادها تلاميذ الشيخ الواحد.
المعارضة لن تعدم الوسائل للتعبير عن نفسها، والهجوم المنظم عليها يكشف عمن هو المأزوم. أما الأخطر من المال السياسي فهو المال القذر الذي يُمنح أعطيات عن خدمات تشبهه تماما، والأخطر من ورقة الأوضاع الاقتصادية المزرية للناس ذهاب رئيس الوزراء الجديد إلى البحث في سياسات الدعم الحكومي على طريق سلفه!
(السبيل)