زعماء إلى الأبد بالانتخابات

جو 24 : انتخابات على وقع النار والدم ويريد المالكي أن يصدق العالم وجود ديمقراطية في العراق، والحال نفسه في سورية وأقل منه في مصر التي ستجري انتخابات على وقع الاحتجاجات المستمرة. اما الجزائر فان انتخاباتها من نوع « أصر يصر إصرارا «، إذ إن سنوات بوتفليقة التي تجاوزت الثمانين لم تثنه عن الترشح، مصدقا انه سيحكم بالفعل وليس غيره من وراء ستار. وفي ليبيا التي تبحث عن نفسها ولم تستطع بعد لملمة ذاتها؛ فانتخاباتها المنتظرة ستجرى وسط السيطرة المتنقلة على الموانئ وتهريب النفط لاظهار ديمقراطية أسوأ من تلك التي كانت مخصصة للجان الثورية.
والسودان ايضا في مرحلة حوار من أجل إجراء انتخابات، ولبنان مثله، بفارق اعلان سمير جعجع خوضها قبل اعلان اي توافق كما جرت العادة فيه دائما. وانتقالا الى دول الخليج حيث تستمر الكويت منفردة ومتميزة بالمجال الانتخابي رغم استنساخهم قانون الصوت الواحد، في حين تريح الأخرى نفسها من إجرائها باعتبارها وجع رأس لا يلزم السعودية اكثر ما يكون.
كل الانتخابات العربية المنتظرة ليس بمقدورها سوى اعادة انتخاب نفس الزعيم ليظل يحكم الى الابد، ولم يحدث قط ان فاز غيره، والمرة الوحيدة التي اختلفت تلك التي لم يشارك بها مبارك لما كان معزولا، وقد اسقطت التجربة لتعود الانتخابات فيها الى مجاريرها التي كانت تسيل فيها، ومع ذلك يكون مطلوبا من الشعوب تكبد العناء والتوجه للصناديق تحت طائلة المسؤولية رغم معرفة النتجية قبل الفرز دائما.
في العالم نماذج للديمقراطية العربية أبرزها في كوريا الشمالية التي تكرر انتخاب زعيمها، وهذه تختلف عنها من حيث ما تمتلكه من قوة تظهرها دولة بالفعل، وهي تتطابق تماما مع الدول الافريقية التي تنتخب امبراطورا او ملكا الى الابد ايضا يورث السلطة كما تورث عربيا.
امريكا تنتخب رئيسها لفترة محددة، ومثلها بريطانيا وفرنسا، اما روسيا فلها طريقة تناوبية تنقلية من والى الرئاسة ورئاسة الوزراء، في حين تستمر الصين بقصة الحزب الشيوعي الحاكم، وهذه هي الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن وتتحكم بالعالم ولا تكترث لاي انتخابات او عدمها، والوحيدة التي تدرك انعدام شرعية زعماء الى الابد بالانتخابات.