إليك أيها القمر
جمال الشواهين
جو 24 : وأين في غيرك يا شام يموت الحجر لما أصبح الطرب فيك من صوت النار وانفجارات لا تهدأ، وهي تعزف من بنادق ودبابات وهدير طائرات محملة بألحان عبئت في براميل، ومايسترو الجوقة برتبة مقاتل او قاتل. ولو أن سعيد عقل يعود اليوم لكتب، على من غيرك ياشام نبكي اليوم، وما عدت سلاما حتى مطلع الفجر؟.
وإن باب الحارة زاد لك يا شام في القلوب عشقا لما أعاد من التاريخ ماضيا لأبطال وكنت واعدة لمستقبل، فإن حارات الزعران اليوم تقفل على قهر منك عليك، وقد أضاعت معها أهلها لما أصبح العقيد فيها شبيحا او مرتزقا وبلا حاجة لام زكي لكثرة عقمها وعقها معا. ثم ما عاد صيفك موعدا، وهو ينقضي بلا نغمات تعتق، ويرشف اليوم الجمر في المساءات الحمر، وليس في الانخاب الا الدم مقطرا من أوردتك التي تتقطع بلا ظلال ياسمين.
ومن الحمدية الى مدحت باشا وحتى الميدان تبكي الأسواق روادا غابوا، والأموي يسأل عن مصلين، والنوفرة خالية من ضيوفها، وباب توما شبه خال. والبحرات ما عادت سبعا، والماء فيها ليس نفسه، والصالحية ابتعدت عن الحمرا خوفا متبادلا، وفندق الشام بلا وفود اعتادها من كل صوب وحدب تناصر ولا تنتصر اليوم.
والبكاء دمع على ميت، لكنه على الحي دم، وإن أنت يا شام الآن جريحة فإنك لا تموتين أبدا. ومرار في القلب وغصة بالحلق لا يكفي عليك، والقهر موصول الى ان ترجعي يوما اليك، وتعود معك الدنيا كما كانت. ولم يعد مهما بعد كل هذا الالم كل الوجع، ولا كل الخوف او الحزن عليك، وعساك ألا تقتلي أكثر، وأن ينتهي فلم الذبيحة الأمريكي الذي يتابعه الإسرائيلي مبتسما، ونحن ببله ليس فيه خجلا.
السبيل
وإن باب الحارة زاد لك يا شام في القلوب عشقا لما أعاد من التاريخ ماضيا لأبطال وكنت واعدة لمستقبل، فإن حارات الزعران اليوم تقفل على قهر منك عليك، وقد أضاعت معها أهلها لما أصبح العقيد فيها شبيحا او مرتزقا وبلا حاجة لام زكي لكثرة عقمها وعقها معا. ثم ما عاد صيفك موعدا، وهو ينقضي بلا نغمات تعتق، ويرشف اليوم الجمر في المساءات الحمر، وليس في الانخاب الا الدم مقطرا من أوردتك التي تتقطع بلا ظلال ياسمين.
ومن الحمدية الى مدحت باشا وحتى الميدان تبكي الأسواق روادا غابوا، والأموي يسأل عن مصلين، والنوفرة خالية من ضيوفها، وباب توما شبه خال. والبحرات ما عادت سبعا، والماء فيها ليس نفسه، والصالحية ابتعدت عن الحمرا خوفا متبادلا، وفندق الشام بلا وفود اعتادها من كل صوب وحدب تناصر ولا تنتصر اليوم.
والبكاء دمع على ميت، لكنه على الحي دم، وإن أنت يا شام الآن جريحة فإنك لا تموتين أبدا. ومرار في القلب وغصة بالحلق لا يكفي عليك، والقهر موصول الى ان ترجعي يوما اليك، وتعود معك الدنيا كما كانت. ولم يعد مهما بعد كل هذا الالم كل الوجع، ولا كل الخوف او الحزن عليك، وعساك ألا تقتلي أكثر، وأن ينتهي فلم الذبيحة الأمريكي الذي يتابعه الإسرائيلي مبتسما، ونحن ببله ليس فيه خجلا.
السبيل