jo24_banner
jo24_banner

عاصمة الخلافة الشرق أوسطية

فايز الفايز
جو 24 : هل سأل سائل: لماذا لم تقع في إيران ومنذ سنوات أي عملية إرهابية أوسلسلة تفجيرات لإستهداف مقرات رسمية؟ لماذا لايوجد في إيران المترامية الأطراف أي عنصر ينتمي لتنظيم «داعش» أو«القاعدة» الأم ليقوم بتفجيرات فيها كما وقع في عمان والسعودية والكويت وأنقرة واسطنبول وبروكسل وباريس؟ لماذا إيران وحدها بمنأى عن كل تلك التهديدات، فيما تفجيرات المساجد القديمة كانت فردية من أشخاص لاتنظيم،حتى هجمات تنظيم داعش في العراق كانت تتوقف عند حدود النفوذ الإيراني هناك؟
مائتان وثمانية عشر فقرة تضمنها البيان الختامي لمؤتمر منظمة العالم الإسلامي الذي أنهى أعماله في العاصمة التركية، لم تثر أي فقرة من البيان حفيظة أحد من دول العالم سوى إيران التي غادر رئيسها حسن روحاني القمة غاضبا،وغضب روحاني هو بلا شك يغضب أصدقاءه وعملائه في المنطقة، والسبب هي الفقرات التي أدانت تدخلات إيران في دول المنطقة ودعمها للمليشيات والأطراف العسكرية، ونددت باستهداف البعثات السعودية ،ولكن في الوقت الذي شعر به البعض بنشوة الإنتصار، لم يتذكر أن القادة الإيرانيين قد شعروا بنشوة أكثر في طهران، فإيران حصلت أخيرا على منظومة صواريخ إس 300 الروسية.
مؤتمرات القمم العربية والإسلامية، لم يعد لها أي قيمة بعد كل ما حصل للعالم العربي والإسلامي، هذا ما تأكدت منه الشعوب العربية، لأنها قمم كلام وبيانات تشبه محاضرات التاريخ وعلوم السياسة والبيوجغرافيا الأمنية ، ولكن إيران هي الدولة الوحيدة التي تمتلك بضاعتها لتبيعها في كل مناسبة، ففي ظل إنشغال المؤتمرين بالحديث عن الخلافات والصراعات في العالم الإسلامي، كان قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني «قاسم سليماني» يعقد مفاوضاته مع القادة العسكريين في موسكو للإفراج عن باقي بنود الصفقة العسكرية لإيران،ويحثهم على سرعة توريد الصواريخ والأسلحة الى سوريا.
المؤتمرون « الله يحفظهم» لم يتركوا شاردة ولا واردة تخص مصائب العالم الإسلامي من أقصى بلاد تايلند والفلبين ومونمار شرقا حتى البوسنة والهرسك غربا وغينيا وغامبيا جنوبا ، وكشمير الباكستانية أيضا الى ناجورني كارباخ المجاورة لقاعات المؤتمر، وقد ذكرّونا بالكم الهائل من الخيبات التي يعانيها العالم الإسلامي في ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، من قتل وتشريد وحرمان إنساني طال بقاؤه ، ولم ينته شيء منه حتى اليوم منذ بداية القرن الماضي حتى اليوم ، فيما أغنى بلاد المسلمين وأكثرها تحضرا وهي الشرق الأوسط باتت ينابيع دم.
وحدها إيران التي تمتلك القدرة العجيبة على التعايش مع تحدياتها، ففي ظل الحظر الإقتصادي والعسكري عليها لثلاثين عاما وأكثر إستطاعت وبديناميكية أن تقلب الطاولات جميعها على رؤوس الجميع، و تحت ستار السرية والعمل الدؤوب إستطاعت أن تنتزع الإتفاق بشأن برنامجها النووي مع واشنطن والدول الكبرى ، وهذا ليس هو المهم، بل إن رفع الحظر عنها كان الأهم، حيث استطاعت خلال فترة وجيزة من استقطاب الإستثمارات وعقد الصفقات التجارية والعسكرية، ولا أحد يتحدث عن مصائبها الداخلية.
في قراءة سريعة للبيانات الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان الغربية وتقارير الخارجية الأمريكية ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هامة كـ»هيومن رايتس ووتش» لم يتطرق أحد منهم في السنوات الأخيرة كثيرا لمدى بشاعة الإجراءات الرسمية التي تنتهجها طهران ضد المعارضين داخل إيران، ولا وجبات الإعدام الضخمة التي تستهدف في الأغلب معارضيها والأقلية السنيّة هناك خصوصا في مقاطعات الأهواز العربية السنية الواقعة تحت الإحتلال الإيراني منذ زمن بعيد،ومع هذا فإن الخارجية الأمريكية تتعامل اليوم مع طهران على إنها عاصمة « الخلافة الشرق أوسطية» الجديدة، شئنا أم أبينا، فالبحر أمامنا..
زعماء العالم الإسلامي يبدو أنهم لا يريدون أن يفهموا أن عصر الكلام والحرب الباردة قد ولى، والبكائيات على جدار التاريخ لم يعد باباُ للغفران واستمطار السلام، فالعالم في تسارع متزايد نحو متغيرات تلغي كل إرث عصر القرن العشرين ومخلفات التركة الإستعمارية، وفي سبيل تحقيق ذلك لا بد من التخلص من كل المعوقات السياسية والجغرافية أمام طاولة القرار العالمي الجديد، وفي زمن القوة العظمى لإسرائيل، فلا بد لهم من صنع «توازنات قومية سياسية» تركيا جنوبها،والبحث جار عن إخراج إيران من تحت الطين لتنبت كعاصمة خلافة قومية شرق أوسطيةهي ثالثة الأثافي السياسية الأقوى،ونحن نندد ونتوعد.
Royal430@hotmail.com

الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير