الأزمة السورية تلقي بظلالها على الأردن أيضا
ابراهيم غرايبة
جو 24 : رافق عملية اغتيال اللواء وسام الحسن في لبنان، حادث اشتباك بين الجيش الأردني وجماعات مسلحة، استشهد فيه جندي أردني (محمد عبدالله المناصير)؛ وأعلنت الأجهزة الأمنية الأردنية عن اكتشاف مجموعة مسلحة أردنية جاءت من سورية.
وجاء في إعلان الأجهزة الرسمية أنها مجموعة كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في المراكز التجارية وضد السفارات الأجنبية. وقد نشرت وسائل إعلام، نقلا عن مصادر أميركية، أن العملية جاءت في سياق الرد السوري على الولايات المتحدة ومواقفها من الأزمة السورية، واستهداف الاستقرار في الأردن.
ولا يمكن بالطبع، حتى مع الأخذ بالاعتبار جميع الاحتمالات المنطقية الأخرى، فصل العمليات والأحداث الجارية في الأردن عما يجري في سورية. وإذا أضيف إليها حالة الارتباك والوجوم السائدة في الأردن بسبب ما يجري في الجارة الشمالية، وما صاحبها من انقسام سياسي تحول إلى انقسام داخلي بنكهة طائفية، وإضافة إلى أن النظام السوري في ظروفه وطبيعته وتاريخه يبدو مرشحا لحمل الإرهاب حتى لو كان بريئا! فمن المنطقي أن يجد النظام السوري في توسعة الحرب والصراع فرصة لابتزاز دول الجوار وفرض أمر واقع على العالم. وربما يشعر أن العالم لن يتدخل، وسيكتفي بشيء من الدعم السياسي والمالي وكثير من البلاهة، ومبادرات تثير السخرية والشعور بأن العالم والأمم المتحدة يتسليان بالسوريين!
ويبدو أن ثمة منطقا حتميا يحكم الدكتاتورية؛ النصر التام أو الإعدام، فلا مجال لتسويات أبدا. ويبدو أيضا أن النظام السوري يجد ما يشجعه على مغامرة واسعة، وبخاصة أنه لم يعد يملك إلا خيار الحرب والدمار. ففي إطالة الحرب وتوسعتها، سيكون هو الأقدر على الاستمرار، وترجيح النتائج لصالحه في مواجهة ثورة مسلحة تحتاج إلى جغرافيا آمنة، وإمداد وإيواء وتنظيم وتدريب وتسليح، وفي مواجهة مع دولة راسخة تملك إمكانات وتجارب استخبارية وأمنية وعسكرية هائلة جدا مقارنة بثورة غرة عرضة للاختراق والاستدراج، لأنها ابتداء ثورة سياسية جماهيرية!
ويدرك النظام السوري أنه قادر أيضا على أن يحول لبنان واللبنانيين إلى رهينة ويبتز اللبنانيين والعالم أيضا بلبنان. وبالطبع، فإن بيروت ليست أعز على النظام السوري من حلب وحمص! وكذلك أن يهدد الأردن والأردنيين ويثير الفوضى والنزاع، ويشغل الدولة والمجتمع بصراع وإرهاب! وفي جميع الأحوال، فلم يعد لدى النظام السوري ما يخسره أو يمكن أن يحتفظ به، فهي مغامرة باتجاه واحد وخيار واحد.
ويملك النظام السوري رصيدا من الحظوظ تشجعه على المغامرة؛ فقد كان موشكا على السقوط في أوائل الثمانينيات، ولكنه خرج من الثورة ظافرا بالنصر على الشعب السوري، وظفر بلبنان أيضا. وبدا في أواخر الثمانينيات موشكا على السقوط في صحبة الاتحاد السوفيتي والمنظومة الشيوعية، ولكن صدام حسين أنقذه بغزو الكويت، ليجد حافظ الأسد نفسه في فرصة تاريخية للتحالف مع الغرب المحتاج إليه في حربه مع صدام. وبعد الغزو الأميركي للعراق العام 2003، انسحب النظام السوري على عجل من لبنان محاولا أن يعيد تكييف نفسه، ولكن الورطة الأميركية في العراق منحته قوة جديدة إضافية، وعودة شامتة إلى لبنان.
وإذا دخلت سورية في حرب طويلة منسية، فإن النظام هناك سيكون الطرف الأقوى والأقدر على الكسب بالنقاط، أو على الأقل إطالة عمره.
هناك ردود منطقية وصحيحة على أن النظام السوري لن يستطيع الاستمرار، ولن يتركه العالم يدمر نفسه وشعبه ودول وشعوب الجوار.. ولكن إلى ذلك الحين سوف يدفع السوريون، ثم اللبنانيون، ثم الأردنيون، ثمنا كبيرا للجنون و"النيرونية"!"الغد"
وجاء في إعلان الأجهزة الرسمية أنها مجموعة كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في المراكز التجارية وضد السفارات الأجنبية. وقد نشرت وسائل إعلام، نقلا عن مصادر أميركية، أن العملية جاءت في سياق الرد السوري على الولايات المتحدة ومواقفها من الأزمة السورية، واستهداف الاستقرار في الأردن.
ولا يمكن بالطبع، حتى مع الأخذ بالاعتبار جميع الاحتمالات المنطقية الأخرى، فصل العمليات والأحداث الجارية في الأردن عما يجري في سورية. وإذا أضيف إليها حالة الارتباك والوجوم السائدة في الأردن بسبب ما يجري في الجارة الشمالية، وما صاحبها من انقسام سياسي تحول إلى انقسام داخلي بنكهة طائفية، وإضافة إلى أن النظام السوري في ظروفه وطبيعته وتاريخه يبدو مرشحا لحمل الإرهاب حتى لو كان بريئا! فمن المنطقي أن يجد النظام السوري في توسعة الحرب والصراع فرصة لابتزاز دول الجوار وفرض أمر واقع على العالم. وربما يشعر أن العالم لن يتدخل، وسيكتفي بشيء من الدعم السياسي والمالي وكثير من البلاهة، ومبادرات تثير السخرية والشعور بأن العالم والأمم المتحدة يتسليان بالسوريين!
ويبدو أن ثمة منطقا حتميا يحكم الدكتاتورية؛ النصر التام أو الإعدام، فلا مجال لتسويات أبدا. ويبدو أيضا أن النظام السوري يجد ما يشجعه على مغامرة واسعة، وبخاصة أنه لم يعد يملك إلا خيار الحرب والدمار. ففي إطالة الحرب وتوسعتها، سيكون هو الأقدر على الاستمرار، وترجيح النتائج لصالحه في مواجهة ثورة مسلحة تحتاج إلى جغرافيا آمنة، وإمداد وإيواء وتنظيم وتدريب وتسليح، وفي مواجهة مع دولة راسخة تملك إمكانات وتجارب استخبارية وأمنية وعسكرية هائلة جدا مقارنة بثورة غرة عرضة للاختراق والاستدراج، لأنها ابتداء ثورة سياسية جماهيرية!
ويدرك النظام السوري أنه قادر أيضا على أن يحول لبنان واللبنانيين إلى رهينة ويبتز اللبنانيين والعالم أيضا بلبنان. وبالطبع، فإن بيروت ليست أعز على النظام السوري من حلب وحمص! وكذلك أن يهدد الأردن والأردنيين ويثير الفوضى والنزاع، ويشغل الدولة والمجتمع بصراع وإرهاب! وفي جميع الأحوال، فلم يعد لدى النظام السوري ما يخسره أو يمكن أن يحتفظ به، فهي مغامرة باتجاه واحد وخيار واحد.
ويملك النظام السوري رصيدا من الحظوظ تشجعه على المغامرة؛ فقد كان موشكا على السقوط في أوائل الثمانينيات، ولكنه خرج من الثورة ظافرا بالنصر على الشعب السوري، وظفر بلبنان أيضا. وبدا في أواخر الثمانينيات موشكا على السقوط في صحبة الاتحاد السوفيتي والمنظومة الشيوعية، ولكن صدام حسين أنقذه بغزو الكويت، ليجد حافظ الأسد نفسه في فرصة تاريخية للتحالف مع الغرب المحتاج إليه في حربه مع صدام. وبعد الغزو الأميركي للعراق العام 2003، انسحب النظام السوري على عجل من لبنان محاولا أن يعيد تكييف نفسه، ولكن الورطة الأميركية في العراق منحته قوة جديدة إضافية، وعودة شامتة إلى لبنان.
وإذا دخلت سورية في حرب طويلة منسية، فإن النظام هناك سيكون الطرف الأقوى والأقدر على الكسب بالنقاط، أو على الأقل إطالة عمره.
هناك ردود منطقية وصحيحة على أن النظام السوري لن يستطيع الاستمرار، ولن يتركه العالم يدمر نفسه وشعبه ودول وشعوب الجوار.. ولكن إلى ذلك الحين سوف يدفع السوريون، ثم اللبنانيون، ثم الأردنيون، ثمنا كبيرا للجنون و"النيرونية"!"الغد"