2024-08-21 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ما هو أنكى من قصة "الضمان"

ابراهيم غرايبة
جو 24 : "دخل اللص منزلا ليسرقه، فوجد أنه منزله" (جلال الدين الرومي).في قصة مؤسسة الضمان الاجتماعي، كما الكازينو والفوسفات والبوتاس وأراضي الدولة واختيار المسؤولين وعزلهم (فارس شرف على سبيل المثال)، وما نعرفه وما لا نعرفه من التجاوزات والإهمال والتقصير؛ نجد أننا دائما في مواجهة السؤال الذي لم نغادره بعد، ولم نقدم له إجابة مُرضية منذ العام 1921: العلاقة بين الدولة والمواطنين؛ كيف وماذا ترى النخب السياسية نفسها والمواطنين والموارد العامة؟ كيف ينظر المواطنون إلى أنفسهم وإلى الدولة والموارد العامة؟.. هل يصدق رئيس الوزراء أن الضرائب تُجمع من المواطنين لأجل إنفاقها على النحو الذي يعكس ولاية المواطنين دافعي الضرائب على الموارد والمؤسسات؟ هل تؤمن النخب السياسية في الأردن بالمادة 24 من الدستور الأردني "الأمة مصدر السلطات"؟لم يعد ممكنا الجدل حول السياسات والبرامج والتشريعات والقرارات، في ظل الشعور الثقيل والراسخ بأن الأمة ليست مصدر السلطات، وأن المؤسسات العامة والأموال العامة ليست مؤسسات عامة ولا موارد عامة، وأن إدارتها وتنظيمها تحركهما دوافع ليس من بينها ولاية المواطنين. ولا فائدة بعد ذلك حتى لو انتصرت الحكومة في ملف الضمان الاجتماعي وكسبت القضية ضد الشركة القطرية أمام المحاكم السويسرية. ولا أهمية من دون العقد المنظم للسلطة وعلاقتها بالشعب والأرض والموارد على أساس المادة 24 من الدستور؛ حتى لو عادت إلى الخزينة كل الأموال المنهوبة والمهدورة، وسُددت الديون وتحقق نمو اقتصادي مناسب، وتحسن الأداء العام، وبُنيت مدارس كافية مدفأة ومزودة بأفضل المناهج والإدارات والمباني والمختبرات، وأقيمت أفضل وأكفأ مؤسسات التأمين الصحي والرعاية الصحية والاجتماعية!ماذا لو لم تنشر قصة "الضمان" في وسائل الإعلام؟ ما مصير القصص والحالات التي تظهر بين فترة وأخرى؟ ماذا يوجد مما لا يعرفه المواطنون؟ ما أهمية إدارة عامة نزيهة في غياب المواطنين ومشاركتهم؟ من أين جاء هذا الشعور الكاسح بالوصاية على المواطنين والمجتمعات؟المسألة الأساسية في أزمة الحكومات والإدارة العامة، والتي ما تزال هي نفسها منذ تسعين عاما، شعور النخبة السياسية والحكومات بالوصاية على الناس ومواردهم. ولا أهمية بعد ذلك لإصلاح وتحديث غير مستمد من تنظيم اجتماعي للمواطنين ومؤسساتهم الاجتماعية؛ البلديات والمصالح والتجمعات والقطاعات الاجتماعية والمهنية. المشكلة أننا دولة بلا مجتمعات ولا مدن ولا أسواق.. ولا أمل للناس إلا في إصلاح يهبط من السماء، أو مسؤول ابن حلال، يعشق الإصلاح ويؤمن به، مثلما يؤمن بأهمية الحفاظ على البوم المرقط.
(الغد)

تابعو الأردن 24 على google news