الفلسفة الشهيدة
ابراهيم غرايبة
جو 24 : كان ثمة إجماع يوم أمس على أن حال الفلسفة في الأردن والوطن العربي ليست بخير، وأن هناك تواطؤا على إقصاء الفلسفة من المناهج التعليمية في المدارس والجامعات، ومهارات الحياة والتفكير بعامة.
هذه هي خلاصة ندوة حال الفلسفة في الأردن، والتي نظمها أمس مركز "تعلم واعلم للدراسات"، بالمشاركة مع الجامعة الأردنية/ مركز الدراسات الاستراتيجية، وتحدث فيها الأساتذة اخليف الطراونة، وأحمد ماضي، وموسى شتيوي، وخديجة العزيزي، وهشام غصيب، وجريس سماوي، وتوفيق شومر، وحسني عايش، وحزام قدورة.
كأن ثمة نفورا أو عداء تجاه الفلسفة، تشترك فيه النخب من كل التيارات والاتجاهات الفكرية والقيادية؛ فلا أحد تقريبا يرغب في وجودها في المدارس والجامعات، برغم أن ذلك، كما يقول د. توفيق شومر، أثر تأثيرا سلبيا وواضحا على مستوى مهارات التفكير لدى طلبة الجامعات الأردنية، وأفقدهم القدرة على الإبداع والتحليل والنقد! وربما (بل ومؤكد) أن تغييب الفلسفة عن المناهج والثقافة مسؤول عن التطرف والعنف السلوكي والثقافي، كما الديني أيضا، وغياب التسامح والحوار، والقدرة على فهم الآخر!
حال الفلسفة في الأردن والوطن العربي ليست بخير، بل هي حال مزرية.
وليس مفهوما لم انتُزعت الفلسفة من المناهج التعليمية، ولم لا تكون متطلبا أساسيا ومكملا لمهارات المعرفة والبحث العلمي في جميع التخصصات، كما هو شأن المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم!
وبرغم أن الإسلاميين والمتدينين يعادون الفلسفة، فإن تحميلهم وحدهم المسؤولية، كما ألاحظ دائما في الندوات والكتابة، يعفي الفاعل والمسؤول الحقيقي عن تغييب الفلسفة.
فقد تواطأ وزراء التربية والتعليم بعد د. إسحق فرحان، منذ أوائل السبعينيات، على تغييب الفلسفة من المناهج التعليمية. كما تواطأ جميع رؤساء الجامعات الأردنية، الحكومية والخاصة، على تغييب الفلسفة واستبعادها من التدريس كمتطلب للدراسة الجامعية والتخصصات، أو كتخصص مستقل؛ فلا تدرس الفلسفة اليوم إلا في الجامعة الأردنية.
كما تتعرض الفلسفة لحملة غوغائية من التشهير والسخرية والرفض، برغم أنها في جميع الدول والحضارات المتقدمة أساس التفكير العلمي. وكما قال الحكماء العرب من قبل، فإن العلم شجرة جذرها الفلسفة. لماذا يحدث لدينا هذا الإقصاء؟
ولماذا يساهم في ذلك أساتذة تخرجوا من جامعات عريقة ومهمة في أوروبا والولايات المتحدة، تعتبر الفلسفة متطلبا ضروريا وأساسيا للتعليم، ولكنهم يمارسون في الأردن موقفا سلفيا متشددا من الفلسفة، برغم أنه ليسوا إسلاميين؟
(الغد)
هذه هي خلاصة ندوة حال الفلسفة في الأردن، والتي نظمها أمس مركز "تعلم واعلم للدراسات"، بالمشاركة مع الجامعة الأردنية/ مركز الدراسات الاستراتيجية، وتحدث فيها الأساتذة اخليف الطراونة، وأحمد ماضي، وموسى شتيوي، وخديجة العزيزي، وهشام غصيب، وجريس سماوي، وتوفيق شومر، وحسني عايش، وحزام قدورة.
كأن ثمة نفورا أو عداء تجاه الفلسفة، تشترك فيه النخب من كل التيارات والاتجاهات الفكرية والقيادية؛ فلا أحد تقريبا يرغب في وجودها في المدارس والجامعات، برغم أن ذلك، كما يقول د. توفيق شومر، أثر تأثيرا سلبيا وواضحا على مستوى مهارات التفكير لدى طلبة الجامعات الأردنية، وأفقدهم القدرة على الإبداع والتحليل والنقد! وربما (بل ومؤكد) أن تغييب الفلسفة عن المناهج والثقافة مسؤول عن التطرف والعنف السلوكي والثقافي، كما الديني أيضا، وغياب التسامح والحوار، والقدرة على فهم الآخر!
حال الفلسفة في الأردن والوطن العربي ليست بخير، بل هي حال مزرية.
وليس مفهوما لم انتُزعت الفلسفة من المناهج التعليمية، ولم لا تكون متطلبا أساسيا ومكملا لمهارات المعرفة والبحث العلمي في جميع التخصصات، كما هو شأن المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم!
وبرغم أن الإسلاميين والمتدينين يعادون الفلسفة، فإن تحميلهم وحدهم المسؤولية، كما ألاحظ دائما في الندوات والكتابة، يعفي الفاعل والمسؤول الحقيقي عن تغييب الفلسفة.
فقد تواطأ وزراء التربية والتعليم بعد د. إسحق فرحان، منذ أوائل السبعينيات، على تغييب الفلسفة من المناهج التعليمية. كما تواطأ جميع رؤساء الجامعات الأردنية، الحكومية والخاصة، على تغييب الفلسفة واستبعادها من التدريس كمتطلب للدراسة الجامعية والتخصصات، أو كتخصص مستقل؛ فلا تدرس الفلسفة اليوم إلا في الجامعة الأردنية.
كما تتعرض الفلسفة لحملة غوغائية من التشهير والسخرية والرفض، برغم أنها في جميع الدول والحضارات المتقدمة أساس التفكير العلمي. وكما قال الحكماء العرب من قبل، فإن العلم شجرة جذرها الفلسفة. لماذا يحدث لدينا هذا الإقصاء؟
ولماذا يساهم في ذلك أساتذة تخرجوا من جامعات عريقة ومهمة في أوروبا والولايات المتحدة، تعتبر الفلسفة متطلبا ضروريا وأساسيا للتعليم، ولكنهم يمارسون في الأردن موقفا سلفيا متشددا من الفلسفة، برغم أنه ليسوا إسلاميين؟
(الغد)