الإدارة الأميركية في مرحلتها الجديدة!
د.سحر المجالي
جو 24 : رحب العالم وبطريقته التقليدية بنتائج الانتخابات الأميركية، التي أفرزت من سيحكم الولايات المتحدة، بل النظام الدولي بأسره للسنوات الأربع القادمة. وبالتالي فإن هناك من يرى أن نظرة العالم الإيجابية وترحيبه بفوز الديمقراطيين له ما يبرره، وأول هذه الأسباب هو الطريقة والأسلوب اللتين قدم فيهما كل حزب لبرنامجه الإنتخابي ونظرته المستقبلية للأحداث المحلية والدولية، سواء في المجال الإقتصادي او السياسي. فهنالك فرق بين طروحات الحزب الديمقراطي، التي تؤكد على تطوير مظلة التأمين الصحي والرعاية الإجتماعية، ووجوب مساهمة القطاع الخاص في حمل مسؤولية التنمية، بالإضافة إلى دعم الفقراء ، والحد من تسلط رأس المال، وتدخل الدولة في اللحظة المناسبة لإنقاذ تعثر الفعاليات الإقتصادية. في حين جاء الحزب الجمهوري بخطاب رأسمالي، لا يلتقي ، لا مع توجهات معظم الشعب الأمريكي ولا مع الأغلبية الساحقة من سكان المعمورة. فقد جاء الجمهوريون بخطاب يؤكد على مبدأ الإحتكار، خاصة في مجال النفط والسلاح، وتقليص حجم الرعاية الصحية والإجتماعية، بإضافة إلى التوجه لإطلاق يد رأس المال في توجيه الحياة الإقتصادية والسياسية في البلاد. هذا في الجانب الإقتصادي- الإجتماعي. أما في الجانب السياسي، فقد خبر العالم الإدارة الديمقراطية، وكان العالم، إلى حد مافي هذه الفترة، بعيداً عن الصراعات الكارثية التي حصلت في العهد السابق. وحتى في الملفات الساخنة اليوم، فإن خطاب الديمقراطيين كان اقل تطرفاً من خطاب الجمهوريين، خاصة ما يتعلق بالملفات، الإيرانية والأفغانية والعراقية، بالإضافة إلى طريقة التعامل مع أسباب ومخرجات الربيع العربي. كما ان ترحيب العالم بالديمقراطيين، ليس حبا في الرئيس « مبارك حسين أوباما» أو استجابة لمغريات بشرته السمراء، وإنما لأن الحزب الديمقراطي في السنوات الأربع الماضية أثبت جدارته على حسن إدارة الاقتصاد الأميركي، وبالتالي الإقتصاد العالمي، والتي أخفق فيها الحزب الجمهوري.
أنني كعربية، لا أجد فرقا في التوجهات السياسية الأمريكة تجاه العرب، سواء حكم الديمقراطيين أو الجمهوريين. وذلك نتيجة لسبب واحد ، وهو مواقفهم الداعمة لإسرائيل، وما يفرزه ذلك من استقطاب وتطرف وعدم استقرار، لا يطال شراره الشرق الأوسط فحسب، بل العالم بأسره، حيث نجد في هذا المجال تطابق طبيعة السياسة الخارجية الأميركية تجاه العرب، من لدن الحزبين، الجمهوري والديمقراطي.
وبما أننا نحن معشر العرب، لا نعتبر من التاريخ، حيث ننسى الأمس ونقبل التعامل مع اليوم على علاته، فإننا نحاول في أحيان كثيرة، ان نبحث عن المبررات ل»الاسواط « التي نالت من جلودنا، وللحراب التي غاصت في أعماقنا، ونحاول جاهدين تلمس الأعذار للذين اعتدوا على كرامتنا. وبالتالي فنحن سعداء إلى حد ما، في فوز الديمقراطيين، لأن واشنطن، وكغيرنا من شذاذ الآفاق، هي مربط خيلنا، كما كانت عاصمة الضباب ذات يوم لأبائنا..وكما كانت الأستانه لأجدادنا ...فمنذ سقوط بغداد الأول 1258 على يد هولاكو لم تقم لنا معشر العرب قائمة.
إننا نأمل من الإدارة الأمريكية في مرحلتها الثانية، أن تعمل باستقلالية، وتعبر عن مصلحة الشعب الأمريكي، وبعيدا عن مقصلة اللوبيات المتعددة والمختلفة . كما نرجو أن تنظر هذه الإدارة بعين العدل والإنصاف والعطف لإقامة دولة فلسطينية على أرضهم المغتصبة فلسطين !!!! وأن تعيد إعمار العراق الذي ساهمت في تدميره وسلخه عن أمته العربية. كما نأمل كذلك أن تتعامل الادراة الجديدة بعقلانية مع الملف الإيراني، وأن تكون أكثر جرأة في إلاعتذار للشعب العراقي عما سببته له من دمار وتخريب وإستلاب حضاري.(الرأي)
أنني كعربية، لا أجد فرقا في التوجهات السياسية الأمريكة تجاه العرب، سواء حكم الديمقراطيين أو الجمهوريين. وذلك نتيجة لسبب واحد ، وهو مواقفهم الداعمة لإسرائيل، وما يفرزه ذلك من استقطاب وتطرف وعدم استقرار، لا يطال شراره الشرق الأوسط فحسب، بل العالم بأسره، حيث نجد في هذا المجال تطابق طبيعة السياسة الخارجية الأميركية تجاه العرب، من لدن الحزبين، الجمهوري والديمقراطي.
وبما أننا نحن معشر العرب، لا نعتبر من التاريخ، حيث ننسى الأمس ونقبل التعامل مع اليوم على علاته، فإننا نحاول في أحيان كثيرة، ان نبحث عن المبررات ل»الاسواط « التي نالت من جلودنا، وللحراب التي غاصت في أعماقنا، ونحاول جاهدين تلمس الأعذار للذين اعتدوا على كرامتنا. وبالتالي فنحن سعداء إلى حد ما، في فوز الديمقراطيين، لأن واشنطن، وكغيرنا من شذاذ الآفاق، هي مربط خيلنا، كما كانت عاصمة الضباب ذات يوم لأبائنا..وكما كانت الأستانه لأجدادنا ...فمنذ سقوط بغداد الأول 1258 على يد هولاكو لم تقم لنا معشر العرب قائمة.
إننا نأمل من الإدارة الأمريكية في مرحلتها الثانية، أن تعمل باستقلالية، وتعبر عن مصلحة الشعب الأمريكي، وبعيدا عن مقصلة اللوبيات المتعددة والمختلفة . كما نرجو أن تنظر هذه الإدارة بعين العدل والإنصاف والعطف لإقامة دولة فلسطينية على أرضهم المغتصبة فلسطين !!!! وأن تعيد إعمار العراق الذي ساهمت في تدميره وسلخه عن أمته العربية. كما نأمل كذلك أن تتعامل الادراة الجديدة بعقلانية مع الملف الإيراني، وأن تكون أكثر جرأة في إلاعتذار للشعب العراقي عما سببته له من دمار وتخريب وإستلاب حضاري.(الرأي)