jo24_banner
jo24_banner

غزة..كان الله في عونك !!

د.سحر المجالي
جو 24 :

أستذكر في هذه الايام المؤلمة لكل ضمير عربي حي ، الخليفة العباسي المعتصم بالله ، عندما وصل إلى مسامعه استغاثة تلك الماجدة العربية- المسلمة والتي وقعت في أسر الروم، فقالت كلمتها المشهورة « وامعتصماه» ، فكانت الإجابة «لبيك»، ونادى بالإستعداد للحرب، فجاء فتح حصن عموريه. هذا الإنتصار العظيم الذي عم صداه بلاد المسلمين، جاء نتيجة استغاثة امرأة مسلمة بالمعتصم بالله. فكم نساء عربيات و أطفال و شيوخ و شباب قابعون في سجون الإحتلال الإسرائيلي يستغيثون « واعرباه» و لكن........لا مجيب.
واليوم نحن أمام أكثر من مليون ونصف المليون من أخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة، يتعرضون منذ 15 تشرين الثاني- نوفمبر2012، بالرغم من إتفاق التهدئة الذي توصل إليه الذئب مع الحمل، لأبشع صور العقاب الجماعي. إنه حصار ظالم ضد شعب اعزل، فلا دواء ولا غذاء ولا ماء ولا حتى كهرباء، وبالرغم من أن ألأردن قدم ما في وسعه للأخوة في غزة، إلا أن آلاف المرضى من الأطفال والنساء والأطفال معرضون للموت نتيجة لنقص الإمدادات الطبية. لقد تعطلت الحياة نتيجة للتصعيد العدواني الإسرائيلي تجاه الشعب العربي الفلسطيني، لا لشيء، إلا لأن هذا الشعب عبر عن رفضه للإحتلال وسياساته العدوانية التي تستهدفه، سواء من خلال فرض الحصار أو إغلاق المعابر أو الإغتيالات.
إن غزة تعاني من كارثة إنسانية، وفي ظل صمت عربي وتواطوء دولي ودعم أمريكي متواصل للحكومة الإسرائيلية. فسياسة العنف والإرهاب التي تمارسها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها، هي سياسة تركيع لهذا الشعب وإذلال لإرادته، مستغلة الإختلال البين في القوة بين الشعب الفلسطيني الأعزل والآلة العسكرية الإسرائيلية، وتعطل الإرادة العربية. ففي الوقت الذي تعتبر فيه إسرائيل هي الأكبر والأقوى عسكرياً في المنطقة، فإنه في المقابل لا وجود سيادي للسلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض، ولا صوت عربي ملب النداء. هذا الإختلال الواضح بين القوى، يجعل الطرف الإسرائيلي أكثر قدرة على ممارسة سياسة الأمر الواقع، وتحديد أشكال الصراع وتوجيهه بالطريقة التي تخدم مصالحه، بغض النظر عن تطابق ذلك مع أبسط مبادئ الشرعية الدولية أو مفهوم الحق والعدل حقوق الإنسان.
كما أصبحت سياسة إسرائيل التوسعية، وتعاملها اليومي مع الشعب الفلسطيني واضحا لدى كل المراقبين والمحللين الدوليين، حيث تغلب على هذه الممارسات تواصل ممنهج لسلب الحقوق الفلسطينية، الأمر الذي يؤشر بان سياسة «السلام المفقود» بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد وصلت إلى طريق مسدود . حيث سياسة العنف الإسرائيلية أتت على ما تبقى من إرادة الشعب الفلسطيني، وقوضت أركان كل منجز وطني له، من مدارس وجامعات ومؤسسات اهلية وإعلامية ، وحرمته من حق العيش بأرضه بأمان وسلام، الأمر الذي لن يقود إلا إلى مزيد من الدمار وغياب مطلق للأمن والسلام لكلا الطرفين: الإسرائيلي والفلسطيني، وعلى حد سواء.
إن سياسة العنف والإرهاب الرسمي التي تمارسها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، لا تخدم سوى الأطراف المعادية للسلام، لذلك يقع العبء الأكبر على الولايات المتحدة الأمريكية الراعية للعملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث لابد لها من اتخاذ موقف حيادي في سياستها تجاه أطراف الصراع ، لتبقى شريكاً نزيهاً وحيادياً لعملية السلام ، فهي وحدها، الولايات المتحدة، القادرة على حماية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته على أرضه بأمان وسلام، وهذا ما يسعى إليه الأردن في كل حراكه، العربي والإقليمي والدولي.
(الراي)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير