القدس.. و استمرارية التهويد!
د.سحر المجالي
جو 24 : قبل أن تجف دماء الفلسطينيين في غزة والتي أراقتها آلة الدمار الإسرائيلية، وفي خضم لملمة جراحنا معشر العرب، وأثناء حلمنا في إمكانية الحل السلمي لصراعنا الوجودي مع الحركة الصهيونية ، صحونا على أنباء المخطط الصهيوني الهادف إلى بناء أكثر من 2600 ألف وحدة سكنية-استعمارية في القدس الشرقية ، بهدف الإستمرار في تهويد هذه المدينة العربية المقدسة والي تشكل ذروة سنام الصراع العربي- الصهيوني.
لقد إعتبر زعماء الحركة الصهيونية مدينة القدس منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، عندما تم تحديد فلسطين كوطن قومي لليهود، محور البناء العقائدي الصهيوني، وأساس الإستراتيجية السياسية للحركة الصهيونية. وفي كافة مراحل التطبيق العملي لهذه الإستراتيجية التي بدأت بالتبشير والدعوة، وانتهت بإعلان قيام دولة إسرائيل في فلسطين في 14 أيار 1948 ، كان الهدف المعلن والمستر لإسرائيل هو السيطرة على القدس. حيث استطاعت في عدوان حزيران 1967 إعلانها العاصمة الموحدة والأبدية لدولة إسرائيل!!!!!.
كما سعت الجماعات اليهودية والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية، منذ ذلك التاريخ ، بوضع التصورات والخطط من اجل هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، و وضعت استراتيجيات عملية مدروسة ومتدرجة من اجل تنفيذها، و إزالة هذين المعلمين الإسلاميين الهامين والمؤثرين في واقع وقابل أيام الصراع العربي – الإسرائيلي.
ولأجل الوصول إلى أهدافها التوسعية، قامت السلطات الإسرائيلية منذ البداية بإجراءات من شأنها تهويد مدينة القدس ، كالحفريات تحت المسجد الأقصى وجواره، خصوصا من الناحيتين الغربية والجنوبية، مبررة ذلك بمحاولة البحث عن بقايا أثار الهيكل المزعوم ، الذي تدعي إسرائيل بان سيدنا سليمان عليه السلام بناه في موقع المسجد الأقصى، كما ورد في «التوراة والتلمود» حسب زعمهم. هذه المزاعم لم تجد لها نصيرا أو مؤيدا من قبل المؤرخين و الباحثين سواء أكانوا عربا أو مسلمين أو مستشرقين، ولا حتى من قبل الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم، والأخير يمثل ذاكرة الإنسانية والمصدر الفريد لجميع القصص والروايات التي ارتبطت بحياة الأنبياء وسيرهم .
لقد استمرت المحاولات الإسرائيلية في تدمير، المسجد الأقصى، هذا المعلم العقائدي والإسلامي منذ إحتلاله عام 1967، وكانت البداية على يد المتطرف الصهيوني «دينيس مايكل» الذي قام بإحراقه عام 1969، حيث أتى هذا العمل العدائي على منبر صلاح الدين التاريخي، والذي أعيد بناؤه عام 2007 بأمر من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وذلك بعد ثمانية وثلاثين عاما من العدوان على هذا المسجد، والذي يعتبر من أكثر الجرائم إيلاما للشرف والكرامة العربية بعد استباحة الغرب واحتلالهم لحاضرة الأمة العربية بغداد.
واليوم نشهد تصعيدا أخر في العدوان الإسرائيلي ، يتمثل في التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية و في مدينة القدس الشرقية ،وبعملية كبيرة شملت إزالة أبنية عربية وإسلامية- تراثية. تزامن ذلك مع السياسة الإسرائيلية التهويدية الجديدة للقدس والضفة الغربية والقاضية بهدم الأف المنازل و تشريد ألاف العائلات العربية المقدسية، بالإضافة إلى بناء الآلاف من الوحدات السكنية للمستعمرين اليهود في الضفة الغربية. وهذه السياسة الاستيطانية، التي جاء تصعيدها بعد القرار الأممي بقبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، تعرض إمكانية وجود الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة و ذات السيادة والقابلة للحياة للخطر ، وتجعل من إمكانية جعل القدس العاصمة المستقبلية لكل من إسرائيل وفلسطين مجرد وهم.
تواجه الأمة اليوم كل ذلك التحدي، دون أن نسمع عن وقفة عربية أو أسلامية مسؤولة، تجاه هذا العدوان الذي يستهدف عقيدة الأمة، بل، وبكل أسف، نسمع ونشاهد احترابا عربيا- عربيا ، وقتال الأخ لأخيه، والعدو مستمر في تحديه لهذه الأمة ووجودها.
(الراي )
لقد إعتبر زعماء الحركة الصهيونية مدينة القدس منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، عندما تم تحديد فلسطين كوطن قومي لليهود، محور البناء العقائدي الصهيوني، وأساس الإستراتيجية السياسية للحركة الصهيونية. وفي كافة مراحل التطبيق العملي لهذه الإستراتيجية التي بدأت بالتبشير والدعوة، وانتهت بإعلان قيام دولة إسرائيل في فلسطين في 14 أيار 1948 ، كان الهدف المعلن والمستر لإسرائيل هو السيطرة على القدس. حيث استطاعت في عدوان حزيران 1967 إعلانها العاصمة الموحدة والأبدية لدولة إسرائيل!!!!!.
كما سعت الجماعات اليهودية والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية، منذ ذلك التاريخ ، بوضع التصورات والخطط من اجل هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، و وضعت استراتيجيات عملية مدروسة ومتدرجة من اجل تنفيذها، و إزالة هذين المعلمين الإسلاميين الهامين والمؤثرين في واقع وقابل أيام الصراع العربي – الإسرائيلي.
ولأجل الوصول إلى أهدافها التوسعية، قامت السلطات الإسرائيلية منذ البداية بإجراءات من شأنها تهويد مدينة القدس ، كالحفريات تحت المسجد الأقصى وجواره، خصوصا من الناحيتين الغربية والجنوبية، مبررة ذلك بمحاولة البحث عن بقايا أثار الهيكل المزعوم ، الذي تدعي إسرائيل بان سيدنا سليمان عليه السلام بناه في موقع المسجد الأقصى، كما ورد في «التوراة والتلمود» حسب زعمهم. هذه المزاعم لم تجد لها نصيرا أو مؤيدا من قبل المؤرخين و الباحثين سواء أكانوا عربا أو مسلمين أو مستشرقين، ولا حتى من قبل الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم، والأخير يمثل ذاكرة الإنسانية والمصدر الفريد لجميع القصص والروايات التي ارتبطت بحياة الأنبياء وسيرهم .
لقد استمرت المحاولات الإسرائيلية في تدمير، المسجد الأقصى، هذا المعلم العقائدي والإسلامي منذ إحتلاله عام 1967، وكانت البداية على يد المتطرف الصهيوني «دينيس مايكل» الذي قام بإحراقه عام 1969، حيث أتى هذا العمل العدائي على منبر صلاح الدين التاريخي، والذي أعيد بناؤه عام 2007 بأمر من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وذلك بعد ثمانية وثلاثين عاما من العدوان على هذا المسجد، والذي يعتبر من أكثر الجرائم إيلاما للشرف والكرامة العربية بعد استباحة الغرب واحتلالهم لحاضرة الأمة العربية بغداد.
واليوم نشهد تصعيدا أخر في العدوان الإسرائيلي ، يتمثل في التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية و في مدينة القدس الشرقية ،وبعملية كبيرة شملت إزالة أبنية عربية وإسلامية- تراثية. تزامن ذلك مع السياسة الإسرائيلية التهويدية الجديدة للقدس والضفة الغربية والقاضية بهدم الأف المنازل و تشريد ألاف العائلات العربية المقدسية، بالإضافة إلى بناء الآلاف من الوحدات السكنية للمستعمرين اليهود في الضفة الغربية. وهذه السياسة الاستيطانية، التي جاء تصعيدها بعد القرار الأممي بقبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، تعرض إمكانية وجود الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة و ذات السيادة والقابلة للحياة للخطر ، وتجعل من إمكانية جعل القدس العاصمة المستقبلية لكل من إسرائيل وفلسطين مجرد وهم.
تواجه الأمة اليوم كل ذلك التحدي، دون أن نسمع عن وقفة عربية أو أسلامية مسؤولة، تجاه هذا العدوان الذي يستهدف عقيدة الأمة، بل، وبكل أسف، نسمع ونشاهد احترابا عربيا- عربيا ، وقتال الأخ لأخيه، والعدو مستمر في تحديه لهذه الأمة ووجودها.
(الراي )