2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عقد على ضياع العراق...ماذا بعد؟؟

د.سحر المجالي
جو 24 : لم يكن التاسع من نيسان عام 2003 يوما عاديا على عاصمة أبي جعفر المنصور، وحاضرة الدولة العباسية بغداد، ففي مثل هذا اليوم دخلت القوات الغربية-الغازية بغداد، متذرعة بأشباه الحقائق ونواقص المعلومات، التي أثبتت الأيام زيفها وعدم مصداقيتها، من اجل تبرير احتلالها للعراق، حيث تذرعت بوجود اسحله الدمار الشامل ، على الرغم من مرور اثنتي عشرة سنة عن قيام فرق التفتيش بالبحث عنها في العراق ابتداء من 1990، وادعائها بان القيادة العراقية السابقة على علاقة بتنظيم القاعدة، وذلك من اجل أعطاء تبرير للرأي العام العالمي بضرورة غزو العراق للقضاء على ما يسمي بالإرهاب ، وان هذه القيادة تمثل «نظام دكتاتوري ارتكب جرائم بحق الشعب العراقي» ، وأنها جاءت من اجل تحقيق الديمقراطية والأمن والآمان والرفاهية للشعب العراقي. هذا الشعب الذي لم يشهد منذ فجر التاريخ وحتى هذه اللحظة، ما يمر به من استكانة سياسية وفقدان للأمن والآمان، وظلامية لمستقبل أجيالة وتيه لحاضره وضبابية لغده .
لقد مارست القوة الغازية خططا تدميرية للعراق لم يشهد التاريخ الاستعماري مثيلاً لشراستها وحقدها. فقد استباحت أرض العراق وشعبه ، ونهبت ثرواته وخياراته وكنوزه وأثاره، وقامت بتدمير بنيته التحتية و تهجير الملايين من أبنائه من أصحاب الكفاءات والخبرات والعلماء ، بالإضافة إلى إعدام قادته بطرق وحشية بعد محاكمات هزلية. بل كرست فكرة الاستحواذ المذهبي على مقدرات السلطة، فظهر المشروع السياسي الطائفي، والمليشيات التي تم دمجها في جهازي الشرطة والحرس الوطني، والذين يدينون بالولاء لأحزابهم وطوائفهم، وخلقت القوة الغازية بإحتلالها للعراق فوضى سياسية دفعت بالعراق نحو خارطة التقسيم إلى كيانات مذهبية، وذلك من اجل إضعاف السلطة المركزية ، وتمييع الهوية الوطنية –القومية العراقية ، وبالتالي توزيع خيرات العراق كما يريد الاحتلال .
وبعد مرور عقد على احتلال بغداد وضياع العراق ، أثبتت إستراتيجية الغزاة فشلها، وإنسحبت من المشهد، بعدما تبين لها أن حربها على العراق قد وصلت إلى طريق مسدود بنتائجه التي أريد لها أن تتجاوز ساحة العراق، وذلك لما حققه الشعب العراقي ومقاومته الوطنية من صمود وإنتصارات ميدانية ضد قوات الاحتلال، و الذين فشلوا في كشف خطط المقاومة الوطنية وتحييدها. فقد أعلنت قيادة القوات الغازية في العراق عن فشلها في السيطرة على العراق ، بل أن الكثير من نخبة ضباطهم أعلنوا عن إستيائهم من الحرب ، وإعترفوا بأنهم يواجهون انهياراً يفوق الانهيار الذي أصابهم في مقتل على الأرض الفيتنامية، وذلك لنقص الأفراد ، وانخفاض روح معنويات الجنود، وتبدد الإرادة السياسية، على الرغم من إصرار ساسة الغزاة، ، على المضي في مشروعهم التدميري للعراق ، الأرض والإنسان والتأريخ والقيم، حتى تحقيق أهدافهم الشريرة، التي وبكل أسف تحقق الكثير منها بمساعدة أطراف إقليمية لها مصلحة في أن يحصل ما حصل للعراق. ....وللحديث بقية!!!!
الراي
تابعو الأردن 24 على google news