من ندعم.. التجار أم مكافحة المخدرات ؟
فايز الفايز
جو 24 : هل سمعتم بحراث الجمال؟ نعم الكثير منا يعرف هذا المثل الذي يضرب لوصف حالة الإحباط التي بتنا نعيشها،هذا ما نعيشه في حياتنا اليومية التي تبذل بعض الأجهزة جهودها المضنية لكبح جماح الخطر في البنية المجتمعية وعلى رأسها إدارة مكافحة المخدرات التي تحتاج كل الدعم والمساندة من المرجعيات العليا والحكومة والمواطنين، الذين تقع عليهم مسؤولية مواجهة المجرمين وإبلاغ الإدارة عن أبنائهم أو أقاربهم أو جيرانهم ممن يتاجرون أو يروجون للمخدرات.
المخدرات.. إنها مادة لا تتجاوز الغرام الواحد من المواد المخدرة المختلفة المستعملة لغاية واحدة هي «التسطيل»، وهذا الغرام يكلف الدولة مئات الملايين من الأموال، وسنوات من العمل المرهق لمكافحته، ويستنزف جهود العاملين في إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية الشقيقة لها، وكل هذا يجري لأن هناك أنفساً أمّارة بالسوء، وأنفسا متعبة من الفراغ الروحي وتمتلك ساعات طويلة من الفراغ، وكلها مهيئة للسقوط في هاوية الإدمان،وهذا ما يصنع مواسم ثمينة للمجرمين من تجار المخدرات وموزعيه، ومع هذا نعرف جميعنا،صغيرنا وكبيرنا، أن المخدرات مرض خطير أخطر من السرطان، ومع هذا لا تكلف الأسّر نفسها مراقبة أبنائها أو تثقيفهم بأخطارها،بل وتتستر عليهم. عندما نقول غرام واحد أو سيجارة واحدة فهذا يعني بداية الطريق لسفر مرّ متعب، وحصاد لحقول الآثام التي يستسهل الكثير من الشباب المسير فيها، حتى نجد أنفسنا أجهزة أمنية وجمركية وحكومة وأسرا ومؤسسات نطارد فيروسات تنخر في بنية المجتمع، تتعامل مع آلاف الكيلوغرامات سنويا وملايين الحبوب المخدرة، وآلاف الضحايا، وآلاف المجرمين، ثم نضع اللوم والمسؤولية على إدارة مكافحة المخدرات، فيما نحن نقوم عن مقاعدنا لنرحب بتجار السمّ والمخدرات ونجلسهم في مجالس حرّمتها عليهم المروءة والأخلاق الحميدة والأنفس السليمة ، والمواطنة الحقة.
تبذل إدارة مكافحة المخدرات جهودا بطولية تعادل جهود مكافحة الإرهاب أو أكثر للحدّ من ظاهرة إنتشار تعاطي المخدرات والمواد الخطرة الأخرى،ويخاطر كوادرها بمواجهة فئة شاذة ليس على مستوى المتعاطين،بل على مستوى التجار الذين يتلذذون بإسقاط أكبر عدد ممكن من المراهقين وطلاب المدارس والجامعات،والمرهقين من تعب الحياة اليومية، وهي تستخدم اليوم فرق مداهمات لأوكار التجار وزرّاع النبتة الشيطانية، وبيوتا تستخدم في تغليف المخدرات الصناعية مثل «الجوكر» الأخطر على مستوى العالم، والذي بات يباع كالعلكة ليضرب مراكز التفكير والإدراك في الدماغ مباشرة، وهذا ما يفسر حالات الإنتحار المتزايدة لدى فئة الشباب والمراهقين.
حصلت إدارة مكافحة المخدرات على الجائزة الأولى التي يمنحها برنامج الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات ومنع الجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث خصصت تلك الجائزة لأفضل دولة تحقق نتائج في مجال مكافحة المخدرات من بين 19 دولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومنذ ذلك الحين تعاظمت إنجازات الإدارة،وباتت بؤر المخدرات وتجارها في إنحسار، وتم حصر المناطق الجغرافية التي يستغلها المهربون والتجار، باستخدام أحدث الطرق الإجرائية والعلمية والتنكولوجية، ومع هذا لا يمكن معالجة سوء التربية في البيوت التي تنتج المدمنين والمتعاطين، لأن مهمة الطبيب في العيادة لا في غرف نوم العائلات والمقاهي والنوادي الليلية وقوارع الطرق.
إن «المكافحة» التي ضبط أبطالها الأشاوس حسب مديرها الفذ العميد أنور الطراونة، أكثر من 13 الف شخص معظمهم من كبار التجار والمروجين والمشاركين الخطرين في النصف الأول من هذا العام 2016، لا يمكنها رسم قوس قزح على أبواب ملايين المواطنين وهم نائمين، بل هي بحاجة الى دعم المواطن أولا حتى لا يكتشف الأب أن ابنه أو ابنته مدمنان لتبدأ رحلة الشقاء والفضيحة التي قد تنتهي بارتكاب جريمة ما لإنهاء ذلك الصراع.
من يرى ذلك العدد الهائل من المراهقين والشباب المتسكعين من الجنسين في المقاهي التي أصبحت العاصمة والمدن تعج بها، يدرك حجم الكارثة الثقافية التي نعيشها،فنشطاء «المقاهي السياحية» من الجنسين يعادلون طلاب المدارس والجامعات، وأكثر بكثير من رواد المراكز العلمية والأندية الثقافية والمكتبات على تواضعها.
فليقل لنا مسؤول ما: كيف يستطيع العميد انور الطراونة ورفاقه أن ينظفوا البحر الميت من الملح باستخدام «إسفنجة جلّي الصحون» بينما القوانين تعاندهم، والأسر لم تعد تربي تربية صالحة، والأمانة والبلديات لا تزال ترخص لمحال السهر والأرجيلة دون ضبط ولا مواعيد إغلاق مبكرة، والتدخلات «للطبطبة» والضغوطات للتساهل تجري من وجهاء المجتمع، فهل من سامع.
المخدرات.. إنها مادة لا تتجاوز الغرام الواحد من المواد المخدرة المختلفة المستعملة لغاية واحدة هي «التسطيل»، وهذا الغرام يكلف الدولة مئات الملايين من الأموال، وسنوات من العمل المرهق لمكافحته، ويستنزف جهود العاملين في إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية الشقيقة لها، وكل هذا يجري لأن هناك أنفساً أمّارة بالسوء، وأنفسا متعبة من الفراغ الروحي وتمتلك ساعات طويلة من الفراغ، وكلها مهيئة للسقوط في هاوية الإدمان،وهذا ما يصنع مواسم ثمينة للمجرمين من تجار المخدرات وموزعيه، ومع هذا نعرف جميعنا،صغيرنا وكبيرنا، أن المخدرات مرض خطير أخطر من السرطان، ومع هذا لا تكلف الأسّر نفسها مراقبة أبنائها أو تثقيفهم بأخطارها،بل وتتستر عليهم. عندما نقول غرام واحد أو سيجارة واحدة فهذا يعني بداية الطريق لسفر مرّ متعب، وحصاد لحقول الآثام التي يستسهل الكثير من الشباب المسير فيها، حتى نجد أنفسنا أجهزة أمنية وجمركية وحكومة وأسرا ومؤسسات نطارد فيروسات تنخر في بنية المجتمع، تتعامل مع آلاف الكيلوغرامات سنويا وملايين الحبوب المخدرة، وآلاف الضحايا، وآلاف المجرمين، ثم نضع اللوم والمسؤولية على إدارة مكافحة المخدرات، فيما نحن نقوم عن مقاعدنا لنرحب بتجار السمّ والمخدرات ونجلسهم في مجالس حرّمتها عليهم المروءة والأخلاق الحميدة والأنفس السليمة ، والمواطنة الحقة.
تبذل إدارة مكافحة المخدرات جهودا بطولية تعادل جهود مكافحة الإرهاب أو أكثر للحدّ من ظاهرة إنتشار تعاطي المخدرات والمواد الخطرة الأخرى،ويخاطر كوادرها بمواجهة فئة شاذة ليس على مستوى المتعاطين،بل على مستوى التجار الذين يتلذذون بإسقاط أكبر عدد ممكن من المراهقين وطلاب المدارس والجامعات،والمرهقين من تعب الحياة اليومية، وهي تستخدم اليوم فرق مداهمات لأوكار التجار وزرّاع النبتة الشيطانية، وبيوتا تستخدم في تغليف المخدرات الصناعية مثل «الجوكر» الأخطر على مستوى العالم، والذي بات يباع كالعلكة ليضرب مراكز التفكير والإدراك في الدماغ مباشرة، وهذا ما يفسر حالات الإنتحار المتزايدة لدى فئة الشباب والمراهقين.
حصلت إدارة مكافحة المخدرات على الجائزة الأولى التي يمنحها برنامج الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات ومنع الجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث خصصت تلك الجائزة لأفضل دولة تحقق نتائج في مجال مكافحة المخدرات من بين 19 دولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومنذ ذلك الحين تعاظمت إنجازات الإدارة،وباتت بؤر المخدرات وتجارها في إنحسار، وتم حصر المناطق الجغرافية التي يستغلها المهربون والتجار، باستخدام أحدث الطرق الإجرائية والعلمية والتنكولوجية، ومع هذا لا يمكن معالجة سوء التربية في البيوت التي تنتج المدمنين والمتعاطين، لأن مهمة الطبيب في العيادة لا في غرف نوم العائلات والمقاهي والنوادي الليلية وقوارع الطرق.
إن «المكافحة» التي ضبط أبطالها الأشاوس حسب مديرها الفذ العميد أنور الطراونة، أكثر من 13 الف شخص معظمهم من كبار التجار والمروجين والمشاركين الخطرين في النصف الأول من هذا العام 2016، لا يمكنها رسم قوس قزح على أبواب ملايين المواطنين وهم نائمين، بل هي بحاجة الى دعم المواطن أولا حتى لا يكتشف الأب أن ابنه أو ابنته مدمنان لتبدأ رحلة الشقاء والفضيحة التي قد تنتهي بارتكاب جريمة ما لإنهاء ذلك الصراع.
من يرى ذلك العدد الهائل من المراهقين والشباب المتسكعين من الجنسين في المقاهي التي أصبحت العاصمة والمدن تعج بها، يدرك حجم الكارثة الثقافية التي نعيشها،فنشطاء «المقاهي السياحية» من الجنسين يعادلون طلاب المدارس والجامعات، وأكثر بكثير من رواد المراكز العلمية والأندية الثقافية والمكتبات على تواضعها.
فليقل لنا مسؤول ما: كيف يستطيع العميد انور الطراونة ورفاقه أن ينظفوا البحر الميت من الملح باستخدام «إسفنجة جلّي الصحون» بينما القوانين تعاندهم، والأسر لم تعد تربي تربية صالحة، والأمانة والبلديات لا تزال ترخص لمحال السهر والأرجيلة دون ضبط ولا مواعيد إغلاق مبكرة، والتدخلات «للطبطبة» والضغوطات للتساهل تجري من وجهاء المجتمع، فهل من سامع.