الرئيس الخطأ أم الجمهور الخطأ
فايز الفايز
جو 24 : ليس صحيحا أن الولايات المتحدة الأمريكية استيقظت صباح الأربعاء على كارثة لم تكن متوقعة كما وصفها العالم الخارجي، بل إن ما حدث من فوز «دونالد ترمب» برئاسة الولايات المتحدة كان كارثة لغير الأمريكيين، ولكنها متوقعة وجاءت بصنع أيدي جمهور الناخبين الأمريكيين من العرق الأبيض، تماما كما فاز المغمور باراك أوباما «الأفروأمريكي» رئيسا وخسر جون ماكين الرجل القوي، لتدخل البيت الأبيض بشرة سوداء لأول مرة.
لا يمكن نزع نتيجة الإنتخابات عن مساق الماراثون الانتخابي لترمب وهو يحرض الشارع الأمريكي الأبيض ضد الملونينّ والمهاجرين والنساء والمسلمين، ولم تقف أي قوة بوجهه أو تمنعه عن التحريض، ولم يسلم من لسانه أحد حتى أن بنيامين نتنياهو رفض السماح له بزيارة تل أبيب، يا للمفارقة، ولكن لهذا التنصيب الإمبراطوري مدلولات خطيرة.
إن أول مدلولات إنتخاب دونالد ترامب على إفتراض أن نصف الأمريكيين قد فقدوا عقولهم لفترة قصيرة، فإن هذا لا يلغي تنامي النزعة العنصرية البيضاء وتزايد قوة اليمين المتطرف في الشارع الشعبي الأمريكي، الذي حك لهم ترمب على الجلود الملتهبة، فأشبع جوعه بالإنقضاض على أسس التعددية الديمقراطية في المجتمع الأمريكي الرائع، ولهذا المدلول محاذير خطيرة على رأسها اختيار عدد من الشخصيات المتطرفة في طاقمه الحكومي والقيادي، مثل «رودي جولياني» عمدة نيويورك السابق و»نيوت جينجرنيتش» الجمهوري الأكثر تطرفا والذي شتم الفلسطينيين علنا ووصفهم بالإرهابيين.
المدلول الأخطر أن الرئيس المنتخب قد أسس لحركة «إنفصال أخلاقي» مدعومة بروح الكراهية للآخر من نفس المجتمع الأمريكي، وبهذا أعاد ترمب المجتمع الأمريكي الى خمسين عاما بل وأكثر من ذلك،عندما كان المواطنون السود في أمريكا يطردون من المطاعم البيضاء ويمنعون من ركوب الحافلات، وتحتقر النساء، ويمنعن من حقوقهن السياسية حتى مطلع السبعينات رغم إقرار حق النساء البيض بالإقتراع عام 1920، ولعل نضال «مالكوم إكس» الزعيم المسلم متحالفا مع الزعيم»مارتن لوثر كنج» القس المسيحي يعيد للذاكرة صفحات سوداء من التاريخ الأمريكي، الذي حفر قبره الرئيس ترمب على ما يبدو.
إنتخاب ترمب يوضح كم هي الصورة مشوهة لدى الرأي العام الأمريكي تجاه الآخر، ويبدو هذا نتيجة الضخ الإعلامي الذي مارسته ماكينات التضليل الإعلامية والسياسية طيلة عقود مضت، وهذا يوضح موجة الخوف والغضب التي اجتاحت الشباب الأمريكي والمراهقين الذين خرجوا في شوارع المدن للاحتجاج على وصول ترمب عقب كل تصريحاته المهينة للنساء والمكسيكان والمسلمين والدول الأخرى و إعلان رفضه لنظام الرعاية الصحية الذي حققه سلفه أوباما، كما يوضح خشية أنظمة حاكمة في دول العالم الضعيفة من بطش ترمب بها.
فهل يمكننا أن نتنبأ بمستقبل بلادنا إبتداء من العام المقبل، أو كيف سيكون عالمنا العربي في ظل حكم ترمب الذي يعشق الدكتاتوريات، ورغم الحديث عن مبادئ الدولة الأمريكية ومؤسساتها الراتبة والدولة العميقة التي تحكم القرار داخليا بشكل متوازن، فإن القرار الخارجي هو بيد الرئيس وله الحق في تحريك الجيش الأمريكي لأي مكان في العالم لثلاثة أشهر دون موافقة الكونغرس، وبالمناسبة فقد سيطر الجمهوريون على مجلسي النواب والشيوخ، وهذا يحرك دوافع الخشية من القادم الأمريكي الجديد.
إن ترمب «المشاكس» يبدو أجمل وهو يتكلم بكل وضوح وصراحة عن نواياه، بعكس أسلافه الذين باعونا الفستق الفارغ بحلاوة اللسان، فخمس سنوات مضين من حكم أوباما ووزير خارجيته ودفاعه، تم تدمير بلدان عربية رئيسة بعدما دمرت قرارات جورج بوش العراق، وهي ليبيا وسوريا واليمن وحُشرت مصر في الزاوية الضيقة، وشلّت مفاوضات السلام وحق الفلسطينيين في الأمن، وكل ذلك كان يجري والتصريحات الرسمية الأمريكية تجري كالدم الفاسد في العروق المتيبسة.
الخلاصة أن ترمب قد انتهج طريقا جديدا في علوم الحرب العالمية، و لن يكون مضطرا الى استخدام الجيوش والأساطيل، بل سيستخدم حربا مالية واقتصادية ومقايضات لن تنتهي مع الأصدقاء المفترضين قبل الخصوم، ولعل قانون «جاستا» للقرصنة المالية ضد السعودية جاء تحضيرا لما هو قادم، تماما كما كانت عمليات القتل المتعمد للسود في عدد من الولايات الأمريكية دون محاكمات للقتلة دليلا واضحا على تنامي النزعة العنصرية البيضاء ضد مكونات وطنية أخرى، وهذا خطر كبير قد يضرب أمريكا العظمى بمقتل وقد يفسخها، إلا إن تغيرت أفعال الرئيس الجديد بعكس أقواله وتصريحاته السابقة، فهل سيثبت أنه الرئيس الأفضل للولايات المتحدة أم الرئيس الخطأ ؟!
لا يمكن نزع نتيجة الإنتخابات عن مساق الماراثون الانتخابي لترمب وهو يحرض الشارع الأمريكي الأبيض ضد الملونينّ والمهاجرين والنساء والمسلمين، ولم تقف أي قوة بوجهه أو تمنعه عن التحريض، ولم يسلم من لسانه أحد حتى أن بنيامين نتنياهو رفض السماح له بزيارة تل أبيب، يا للمفارقة، ولكن لهذا التنصيب الإمبراطوري مدلولات خطيرة.
إن أول مدلولات إنتخاب دونالد ترامب على إفتراض أن نصف الأمريكيين قد فقدوا عقولهم لفترة قصيرة، فإن هذا لا يلغي تنامي النزعة العنصرية البيضاء وتزايد قوة اليمين المتطرف في الشارع الشعبي الأمريكي، الذي حك لهم ترمب على الجلود الملتهبة، فأشبع جوعه بالإنقضاض على أسس التعددية الديمقراطية في المجتمع الأمريكي الرائع، ولهذا المدلول محاذير خطيرة على رأسها اختيار عدد من الشخصيات المتطرفة في طاقمه الحكومي والقيادي، مثل «رودي جولياني» عمدة نيويورك السابق و»نيوت جينجرنيتش» الجمهوري الأكثر تطرفا والذي شتم الفلسطينيين علنا ووصفهم بالإرهابيين.
المدلول الأخطر أن الرئيس المنتخب قد أسس لحركة «إنفصال أخلاقي» مدعومة بروح الكراهية للآخر من نفس المجتمع الأمريكي، وبهذا أعاد ترمب المجتمع الأمريكي الى خمسين عاما بل وأكثر من ذلك،عندما كان المواطنون السود في أمريكا يطردون من المطاعم البيضاء ويمنعون من ركوب الحافلات، وتحتقر النساء، ويمنعن من حقوقهن السياسية حتى مطلع السبعينات رغم إقرار حق النساء البيض بالإقتراع عام 1920، ولعل نضال «مالكوم إكس» الزعيم المسلم متحالفا مع الزعيم»مارتن لوثر كنج» القس المسيحي يعيد للذاكرة صفحات سوداء من التاريخ الأمريكي، الذي حفر قبره الرئيس ترمب على ما يبدو.
إنتخاب ترمب يوضح كم هي الصورة مشوهة لدى الرأي العام الأمريكي تجاه الآخر، ويبدو هذا نتيجة الضخ الإعلامي الذي مارسته ماكينات التضليل الإعلامية والسياسية طيلة عقود مضت، وهذا يوضح موجة الخوف والغضب التي اجتاحت الشباب الأمريكي والمراهقين الذين خرجوا في شوارع المدن للاحتجاج على وصول ترمب عقب كل تصريحاته المهينة للنساء والمكسيكان والمسلمين والدول الأخرى و إعلان رفضه لنظام الرعاية الصحية الذي حققه سلفه أوباما، كما يوضح خشية أنظمة حاكمة في دول العالم الضعيفة من بطش ترمب بها.
فهل يمكننا أن نتنبأ بمستقبل بلادنا إبتداء من العام المقبل، أو كيف سيكون عالمنا العربي في ظل حكم ترمب الذي يعشق الدكتاتوريات، ورغم الحديث عن مبادئ الدولة الأمريكية ومؤسساتها الراتبة والدولة العميقة التي تحكم القرار داخليا بشكل متوازن، فإن القرار الخارجي هو بيد الرئيس وله الحق في تحريك الجيش الأمريكي لأي مكان في العالم لثلاثة أشهر دون موافقة الكونغرس، وبالمناسبة فقد سيطر الجمهوريون على مجلسي النواب والشيوخ، وهذا يحرك دوافع الخشية من القادم الأمريكي الجديد.
إن ترمب «المشاكس» يبدو أجمل وهو يتكلم بكل وضوح وصراحة عن نواياه، بعكس أسلافه الذين باعونا الفستق الفارغ بحلاوة اللسان، فخمس سنوات مضين من حكم أوباما ووزير خارجيته ودفاعه، تم تدمير بلدان عربية رئيسة بعدما دمرت قرارات جورج بوش العراق، وهي ليبيا وسوريا واليمن وحُشرت مصر في الزاوية الضيقة، وشلّت مفاوضات السلام وحق الفلسطينيين في الأمن، وكل ذلك كان يجري والتصريحات الرسمية الأمريكية تجري كالدم الفاسد في العروق المتيبسة.
الخلاصة أن ترمب قد انتهج طريقا جديدا في علوم الحرب العالمية، و لن يكون مضطرا الى استخدام الجيوش والأساطيل، بل سيستخدم حربا مالية واقتصادية ومقايضات لن تنتهي مع الأصدقاء المفترضين قبل الخصوم، ولعل قانون «جاستا» للقرصنة المالية ضد السعودية جاء تحضيرا لما هو قادم، تماما كما كانت عمليات القتل المتعمد للسود في عدد من الولايات الأمريكية دون محاكمات للقتلة دليلا واضحا على تنامي النزعة العنصرية البيضاء ضد مكونات وطنية أخرى، وهذا خطر كبير قد يضرب أمريكا العظمى بمقتل وقد يفسخها، إلا إن تغيرت أفعال الرئيس الجديد بعكس أقواله وتصريحاته السابقة، فهل سيثبت أنه الرئيس الأفضل للولايات المتحدة أم الرئيس الخطأ ؟!