الشعب يبحث عن المستقبل
جمال الشواهين
جو 24 : هناك كاتب صحفي أكل عليه الدهر وشرب ولم يشبع بعد، رغم ما جناه وهو يبيع قلمه تارة ويؤجره في اخرى، او التهديد به ليظل مستشارا لشركات ومؤسسات اقتصادية استغلالا لمكانته التي نالها دعما مكشوفا بالاساس ليكون بوقا وما زال. وهو في كل مرة يعرج بقلمه على السياسة بدلا من الاقتصاد، يفصح عن مكنوناته واحقاده الطائفية، وهو لا يستطيع اخفاءها ولا اظهارها حتى بشكل ملتو، مستغلا كونه بوقا مقابلا نفث مخزونه من الكراهية. وقد كان ممكنا عدم الاكتراث به لولا انه ينصب نفسه بمكانة ابو العريف والجهبذ، فيواجه كل المعارضة وحراك الشارع بأبشع واسخف ما يمكن، لا لشيء سوى ان اغلبيتهم حركة اسلامية، فتجده متقمصا موقع السحلية التي تتلبد وهي تحاول الاقتحام والاختفاء في آن معا.
الكذب على الاموات سهل، لكنه ليس كذلك على الاحياء، وعندما يعمد هذا إلى القول إن قلة قليلة هي التي تخرج الى الشارع، وانه لولا الحضور الاعلامي لما شاهدهم أحد! فإنه اكثر من اعمى بصر وبصيرة، وهو يدرك كم كان أمر امثاله سخيفا عندما قالوا مرة عن آلاف المتظاهرين ان عديدهم بلغ 678 فقط. وهو إذ يرى بالشعارات السياسة انفلاتاً وخروجاً على الذوق العام، فله أن يتذكر من الذي انفلت وخرج عن الاخلاق تحرشاً ذات رحلة صحفية. وإن كان هناك من يجب ان يراجع نفسه، فإنه الذي يتمادى على الشعب ويقول عنهم بالتواء إنه من الشحادين عندما يصطف لأخذ معونة.
والتمادي بالكذب لا ينتهي، فيتحدث عن الملايين الذين سجلوا للانتخابات لإظهار قلة المعارضة، وسيرى وأمثاله الذين كذبوا في أمر التسجيل أي منزلق ينزلقون، عندما يتابعون التصويت وفيما إذا كان سيتجاوز حاجز المليون. وهو إذ يدرك أن اصحاب السوابق والمطلوبين للعدالة هم الذين يقومون بأعمال الشغب والتخريب، ويريد تحميل المسؤولية عنهم للمعارضة، فإنه يكاد يكون الوحيد الذ يفكر بهذه الطريقة، وجلي انه يريد ان يظهر كمبدع بالاتهام رغم ان غيره اكثر شطارة منه ولم يفلح.
وحضرة صاحب الجناب هذا، يريد ان ينال من أي أمر يخص المعارضة أياً كان حجمه؛ فتجده اساسا ضد تعديل الدستور، وأي اصلاح من اساسه ليظل هباش نباش بالساحة، وهو لا يجد اخيرا سوى الهجوم على نقابة المعلمين؛ لأنها مع منتسبيها من اجل عيش كريم، وهو إذ يهدد بمصير دول الجوار هنا، فإنه يكون بداخله اكثر من وصي على الشعب، لا لشيء سوى أنه يرى الاردنيين بلا مستقبل، ولا يعرفون ماذا يريدون، لكن المستقبل رهن بإرادة الشعب الذي لم يفنك ولا يتفاهد ويتنمر بطلب حقوقه، وليس اي متسلق على اكتافهم.
(السبيل )
الكذب على الاموات سهل، لكنه ليس كذلك على الاحياء، وعندما يعمد هذا إلى القول إن قلة قليلة هي التي تخرج الى الشارع، وانه لولا الحضور الاعلامي لما شاهدهم أحد! فإنه اكثر من اعمى بصر وبصيرة، وهو يدرك كم كان أمر امثاله سخيفا عندما قالوا مرة عن آلاف المتظاهرين ان عديدهم بلغ 678 فقط. وهو إذ يرى بالشعارات السياسة انفلاتاً وخروجاً على الذوق العام، فله أن يتذكر من الذي انفلت وخرج عن الاخلاق تحرشاً ذات رحلة صحفية. وإن كان هناك من يجب ان يراجع نفسه، فإنه الذي يتمادى على الشعب ويقول عنهم بالتواء إنه من الشحادين عندما يصطف لأخذ معونة.
والتمادي بالكذب لا ينتهي، فيتحدث عن الملايين الذين سجلوا للانتخابات لإظهار قلة المعارضة، وسيرى وأمثاله الذين كذبوا في أمر التسجيل أي منزلق ينزلقون، عندما يتابعون التصويت وفيما إذا كان سيتجاوز حاجز المليون. وهو إذ يدرك أن اصحاب السوابق والمطلوبين للعدالة هم الذين يقومون بأعمال الشغب والتخريب، ويريد تحميل المسؤولية عنهم للمعارضة، فإنه يكاد يكون الوحيد الذ يفكر بهذه الطريقة، وجلي انه يريد ان يظهر كمبدع بالاتهام رغم ان غيره اكثر شطارة منه ولم يفلح.
وحضرة صاحب الجناب هذا، يريد ان ينال من أي أمر يخص المعارضة أياً كان حجمه؛ فتجده اساسا ضد تعديل الدستور، وأي اصلاح من اساسه ليظل هباش نباش بالساحة، وهو لا يجد اخيرا سوى الهجوم على نقابة المعلمين؛ لأنها مع منتسبيها من اجل عيش كريم، وهو إذ يهدد بمصير دول الجوار هنا، فإنه يكون بداخله اكثر من وصي على الشعب، لا لشيء سوى أنه يرى الاردنيين بلا مستقبل، ولا يعرفون ماذا يريدون، لكن المستقبل رهن بإرادة الشعب الذي لم يفنك ولا يتفاهد ويتنمر بطلب حقوقه، وليس اي متسلق على اكتافهم.
(السبيل )