البداية والنهاية مع الجيش
فايز الفايز
جو 24 : كل عام وأنتم بخير، عام جديد ندعو الله فيه أن يُبدل الحال بأحسن حال، فما مرّ على بلادنا العربية خلال ست سنوات عجاف من الحروب والإضطرابات، ها نحن نلمس نتائجه المرّيرة، التي خرج الأردن منها واحة آمنة رغم تهديدات الأشرار والإنهيار الأمني والإجتماعي في دول الجوار، وكان الأردن بحكوماته وشعبه وجيشه وأجهزته الأمنية مثالا يحتذى في إيثارهم ونجدتهم وحسن معاملتهم مع دول الأشقاء وأهمهم سوريا التي وصلت أخيرا لبداية جديدة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، فيما تبقى الجماعات الإرهابية هناك تهدد الأمن والسلم، وهذا يجب أن يعطينا حافزا لنكون أقوى لنبقى القلعة الآمنة.
على باب العام الجديد ظهر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأردنية الفريق محمود الفريحات عبر قناة بي بي سي، وهي أول مرة يظهر فيها مسؤول عسكري أردني بهذا الوزن ليتحدث بكل صراحة وجرأة، فليس عندنا شيء نخشى أو نخجل منه فيما يتعلق بأمن بلدنا وأراضي الجوار، وهذا يقطع الطريق على التأويلات والتخريص والإتهامات التي كانت توجه ولا تزال للأردن، رغم إعلان الأردن رسميا منذ بداية الصراع في سوريا أن لا مطامع ولا غايات ملتوية لنا في سوريا أو غيرها، ورغم التأكيد دائما أن الأردن مع الحل السياسي الذي يحقن دماء السوريين ويضمن الأمن على الأراضي والحدود الشمالية.
تصريحات الفريق فريحات يجب أن تفهم في سياقها الصحيح، وهي رسالة الى الداخل قبل الخارج، واختصارها: يرجى العلم بأن حماية الأراضي الأردنية، جغرافيا وديمغرافيا وأمنا وعبر الحدود، هو أولوية قصوى ومهمة عظمى وشرف يغسل بالدم، وأن القوات المسلحة ليست فرقة كشافة بل هي راصد لكل تحركات الأهداف التي تشكل خطرا على السلم والأمن العربي والعالمي، ورغم التهاون الدولي مع الجماعات الإرهابية في أراضي الجوار، فإن الأردن حقق إنجازات فائقة في حفظ الأمن عبر الشريط الحدودي الطويل مع سوريا والعراق برغم سقوط تلك المساحات الشاسعة تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والحشود الشعبية العمياء.
فريحات الذي كان قائدا للمنطقة الشمالية يعرف جيدا حجم التحديات التي يجب أخذها بعين الإعتبار، فرغم التفاؤل الحذر بعام جديد سيندحر تنظيم داعش الإرهابي فيه، يبقى الخطر متربصا خارج حدودنا، ولذلك يجب البدء بتنسيق عمليات الحماية سياسيا وعسكريا واستخباريا، خصوصا بعد سيطرة الجيش السوري على مناطق الصراع الأقوى في الشمال والغرب، حيث تبقى المنطقة الجنوبية ملتهبة رغم الصمت المريب، فما يسمى جيش خالد بن الوليد لم يضع سلاحه بعد، وعلى المواطنين في شمال وطننا أن يكونوا عونا وعينا لجيشنا، فهم خط دفاع ثان للوطن بحسهم الوطني والأمني.
سياسيا، علينا أن لا ننسى أن تركيا التي كانت بوابة العبور الكبرى لدخول المقاتلين وخروج المهاجرين لأوروبا، وصل نظامها برئاسة طيب أردوغان الى مرحلة الحقيقة، مصلحة تركيا أولا، فرضخ أخيرا الى طاولة الإتفاقات وحقق مع روسيا وإيران إتفاق وقف إطلاق النار بعلم دول عربية، وقبله أعاد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأوقف دعمه للمقاتلين في حلب، وهذه براغماتية سياسية يجب فهمها جيدا، فالأردن الذي كانت تتهمه جميع أطراف الصراع، لم يلعب على ثلاثة حبال، كانت مهمته الرئيسة تحقيق الأمن على وعبر الحدود، وهذا يتطلب التنسيق مع جميع الأطراف داخل وخارج سوريا، خصوصا وأنه احتضن ما يقارب مليون ثمانمئة ألف لاجئ سوري على أراضيه، ومن مصلحتنا أن يتحقق السلام في سوريا دون وجود أي مليشيات من أي جنسية لا تخضع للضبط والإنضباط العسكري والسياسي.
داخليا تبقى الروح الوطنية العالية التي يتمتع بها أبناء شعبنا حافزا قويا للجميع كي نحافظ على أمن وطننا ودعم قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ليبقى الأردن بلدا آمنا كالعادة رغم المحاولات الشريرة هنا وهناك، فالأردن خاض أقسى وأخطر من هذه العمليات الإرهابية المجنونة وخرج منها أقوى وأكثر تكاتفا ولحمّة دون تفريق بين أطياف شعبنا أو التشكيك بوطنية وإخلاص الآخرين، فالجيش الأردني كان هو البداية وسيبقى بعون الله سدا منيعا لهذا البلد رغم ظروفنا الصعبة.
على باب العام الجديد ظهر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأردنية الفريق محمود الفريحات عبر قناة بي بي سي، وهي أول مرة يظهر فيها مسؤول عسكري أردني بهذا الوزن ليتحدث بكل صراحة وجرأة، فليس عندنا شيء نخشى أو نخجل منه فيما يتعلق بأمن بلدنا وأراضي الجوار، وهذا يقطع الطريق على التأويلات والتخريص والإتهامات التي كانت توجه ولا تزال للأردن، رغم إعلان الأردن رسميا منذ بداية الصراع في سوريا أن لا مطامع ولا غايات ملتوية لنا في سوريا أو غيرها، ورغم التأكيد دائما أن الأردن مع الحل السياسي الذي يحقن دماء السوريين ويضمن الأمن على الأراضي والحدود الشمالية.
تصريحات الفريق فريحات يجب أن تفهم في سياقها الصحيح، وهي رسالة الى الداخل قبل الخارج، واختصارها: يرجى العلم بأن حماية الأراضي الأردنية، جغرافيا وديمغرافيا وأمنا وعبر الحدود، هو أولوية قصوى ومهمة عظمى وشرف يغسل بالدم، وأن القوات المسلحة ليست فرقة كشافة بل هي راصد لكل تحركات الأهداف التي تشكل خطرا على السلم والأمن العربي والعالمي، ورغم التهاون الدولي مع الجماعات الإرهابية في أراضي الجوار، فإن الأردن حقق إنجازات فائقة في حفظ الأمن عبر الشريط الحدودي الطويل مع سوريا والعراق برغم سقوط تلك المساحات الشاسعة تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والحشود الشعبية العمياء.
فريحات الذي كان قائدا للمنطقة الشمالية يعرف جيدا حجم التحديات التي يجب أخذها بعين الإعتبار، فرغم التفاؤل الحذر بعام جديد سيندحر تنظيم داعش الإرهابي فيه، يبقى الخطر متربصا خارج حدودنا، ولذلك يجب البدء بتنسيق عمليات الحماية سياسيا وعسكريا واستخباريا، خصوصا بعد سيطرة الجيش السوري على مناطق الصراع الأقوى في الشمال والغرب، حيث تبقى المنطقة الجنوبية ملتهبة رغم الصمت المريب، فما يسمى جيش خالد بن الوليد لم يضع سلاحه بعد، وعلى المواطنين في شمال وطننا أن يكونوا عونا وعينا لجيشنا، فهم خط دفاع ثان للوطن بحسهم الوطني والأمني.
سياسيا، علينا أن لا ننسى أن تركيا التي كانت بوابة العبور الكبرى لدخول المقاتلين وخروج المهاجرين لأوروبا، وصل نظامها برئاسة طيب أردوغان الى مرحلة الحقيقة، مصلحة تركيا أولا، فرضخ أخيرا الى طاولة الإتفاقات وحقق مع روسيا وإيران إتفاق وقف إطلاق النار بعلم دول عربية، وقبله أعاد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأوقف دعمه للمقاتلين في حلب، وهذه براغماتية سياسية يجب فهمها جيدا، فالأردن الذي كانت تتهمه جميع أطراف الصراع، لم يلعب على ثلاثة حبال، كانت مهمته الرئيسة تحقيق الأمن على وعبر الحدود، وهذا يتطلب التنسيق مع جميع الأطراف داخل وخارج سوريا، خصوصا وأنه احتضن ما يقارب مليون ثمانمئة ألف لاجئ سوري على أراضيه، ومن مصلحتنا أن يتحقق السلام في سوريا دون وجود أي مليشيات من أي جنسية لا تخضع للضبط والإنضباط العسكري والسياسي.
داخليا تبقى الروح الوطنية العالية التي يتمتع بها أبناء شعبنا حافزا قويا للجميع كي نحافظ على أمن وطننا ودعم قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ليبقى الأردن بلدا آمنا كالعادة رغم المحاولات الشريرة هنا وهناك، فالأردن خاض أقسى وأخطر من هذه العمليات الإرهابية المجنونة وخرج منها أقوى وأكثر تكاتفا ولحمّة دون تفريق بين أطياف شعبنا أو التشكيك بوطنية وإخلاص الآخرين، فالجيش الأردني كان هو البداية وسيبقى بعون الله سدا منيعا لهذا البلد رغم ظروفنا الصعبة.