2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

" وأييش " يعني ...!!!

حمزة المحيسن
جو 24 :

فاجأني صديقي " الأسترالي " بجوابه " وإييش يعني SO WHAT " بعد ان قمت بعرض سيرتي الذاتية عليه ، فصديقي هذا ما زال عالقا بذهنه نفس الإجابة التي رد فيها عليه مدربه في مجال مهارات الأتصال حينما بدا حياته العملية ، فالإسم واللقب لا يعني شيء بالنسبة إليه إذا لم يكن مقرونا بإنجازات ذات تأثير ملموس على أرض الواقع يحس بها أو يلمسها كل من كان بالمجتمع او المحيط الذي يعيش فيه ...!!!!

هذه العبارة الإستفهامية " وإييش يعني " جعلتني أقوم بمراجعة كل الألقاب التي تحفل بها حياتنا العامة في كافة مجالات الحياة كالبيك والباشا والسيد والأسطا والمعلم والشيخ ، فما وجدته ان اغلب هذه الألقاب هي دخيلة على ثقافة امتنا العربية وأغلبها كان مكتسبا من الثقافة التركية التي سادت منطقتنا حينما كانت الأمة العربية تحت ولاية الحكم العثماني لغاية تصنيف الناس إلى عدد من المستويات الإجتماعية وعلى ضوء المسمى والتصنيف ينال الشخص المكانة والإحترام والتقدير وفي الأغلب يعتبر وجيها آنذاك إذا ما كان يحمل لقب " باشا " ...!!!!

للأسف الشديد وبعد زوال الحكم العثماني من منطقتنا العربية إلا أننا ما زلنا نقدس هذا الموروث بشكل غير طبيعي ، فالبعض يشعر بالإهانة إذا لم تبادر بوضع لقب يرقى بمكانته الشخصية والمرموقة بالمجتمع وحينما تطالع السيرة الذاتية لشخصه الكريم وعلى أساس قاعدة " وإييش يعني " ستجد أن صفحته بيضاء ولا يوجد له أثر ملموس على صعيد الوطن والمجتمع وجل ما كسبناه هو مجرد لقب يبقى ملتصقا بأذهاننا إلى أن يواري صاحبه الثرى ..!!!

في زمن الرسول محمد صلَ الله عليه وسلم كانت الألقاب والكنى التي اطلقها على صحابته تسجل سيرة ذاتية مقرونة بتفرد صاحبها بأثر وصفة فيها التميز على مدار التاريخ للأمة والعباد ، فأبو بكر كان صديقا لانه صدق الرسول في الرخاء والشدة وعمر بن الخطاب كان فاروقا لتفرده بالتفريق بين الحق والباطل وإمامنا علي كرم الله وجهه كان فدائي الهجرة بعد ان وهب جسده فداء لرسول الله ونام في منامه أثناء الهجرة ، فكلهم نالوا شرف التكريم بأرفع الألقاب التي ما زالت تخلد ذكراهم وطيب مسعاهم في بناء حضارة الأمة الإسلامية فأستحقوها عن جدارة وإستحقاق ....!!!!

وعلى صعيد العلوم فان العلماء الذين شرفوا الأمة العربية والإسلامية بعلومهم ومكتشفاتهم كأبن سينا والرازي مثلا فهؤلاء ما عرفهم العالم أجمع بألقابهم بل بأسماءهم ومنجزاتهم العلمية التي ما زالت منهلا لكل طلاب العلوم ...!!!!

ينبغي علينا أن نعترف بان ثقافة الألقاب في زماننا الراهن هي بمثابة طلاء سكبناه على عيوبنا وإخفاقاتنا وآن الأوان أن نعمل كأمة للعمل والنهوض من نكباتها لبعث الحياة في سيرتها من جديد ، من خلال توجيه النشأ في أمتنا للتفرد والإنطلاق في كافة مجالات الحياة والعلوم بهدف بناء الأمة بدلا من توجيهه لعشق اللقب الذي طغى على قلوبنا وزاد في أوصافه إلى حد العجب ...!!!!

تابعو الأردن 24 على google news