نستذكر انتصار الارادة الوطنية في ظل الانتكاسات
فاروق العبادي
جو 24 :
تعريب الجيش كان قرار فاصلا بتاريخ إرادة وتحرر القرار الوطني وعبر عن شعور مكبوت وتتويجا لعقود من النضال الوطني وليحاكي الرغبة الشعبية والحراك السياسي الوطني التي كان الحسين ينتظر اللحظة المناسبة لتتويج الامر جهارا ورغبة شخصية بازالة المعيقات امام قرارات تم اجهاضها مرارا لتقاطعها مع مخططات ترسم بالخفاء لمستقبل المنطقة ككل.
بقناعة تأريخ الوقائع التاريخية كان هذا القرار بداية النهاية لما تبقى من الاستعمار البريطاني بالمنطقة ومحفزا الغير للجرأة باتخاذ قرارات مشابهة وان كان صاحبها التطبيل والتزمير حينها مثل تاميم قناة السويس التي لولا الحرب الباردة وسيال اللعاب الامريكي للحلول مكان البريطاني والمصالح المتأتية لهذا الدور لكان كارثة كما قرار اغلاق مضائق تيران 67.
بعيدا عن التفاصيل هو قرار للملك حسين شخصيا اتخذ وتم بعزم وارادة حذر من عواقبها الحاشية وترددوا وكان سرعة وسرية التنفيذ هي العامل الحاسم بالنجاح.
اما اليوم فاغلب اعداءنا نمور من ورق تجعلهم الحكومات اسودا لقمع الاصوات الوطنية المنادية بعدة امور ابرزها وقف فساد مراكز القوى ومحاولة وقف اغتيال ونحر الدولة الوطنية فكرا وديمغرافيا لصالح المشروع الصهيوني واعوانه بعد تدجين الحكومات وغربلة المتولين لها والمناصب العليا عموما بالاذعان مضمونا والخصي حرية وكرامة من مجرد التفكير باتخاذ قرارات وطنية تتعارض مع رغبات مصالح المشروع الصهيوني وترتيبات مرحلة البنولكس الاقتصادي لمصلحة (شايلوك).
نعم ثم نعم ... نعيش مرحلة الانتكاسات صنعناها بايدينا ونشارك بصمت مقزز على استمرارها حتى التسحيج اصبح باهتا ولم يعد يستمع له احدا وفقدنا كل ما يعبر عن ذاتنا قوميا ودينيا واجتماعيا.
من يتجرأ على وقف الانتكاسات قبل مرحلة الانحطاط ونصبح مجرد حديقة خلفية لدولة اسرائيل..؟