طلاب البلقاء ...خاصرة الوطن وفساد الدولة
ان اكثر ما اساءني في احداث جامعة البلقاء قصر النظر في تشخيص المشكلة وطرح الحلول وما رافق ذلك من صب الزيت على النار لمآرب انتخابية او مشيخة او مخترة او همل وزعران كالأعشاب الضارة تتصيد الهفوات والاخطاء للعمل من الحبة قبة وتستعرض بطولات دونكيشوتية تدمي النسيج الاجتماعي والتعايش الديمغرافي وتترك جراحا يطول الشفاء منها .
طلاب البلقاء والجامعات عامة خراجات لدمامل المجتمع من تقدم او تخلف حضاري وتؤخذ عند الامم المتحضرة كمقياس لمستوى التقدم والطموح واستشعار المستقبل .
ان نحصر الامر بالحادثة بحد ذاتها قصر نظر ونية مبيتة لعدم الحل وترك الامر لمسرح دمى العرائس تحركه بين فترة واخرى مصالح شخصية انتخابية وشللية وباحثي زعامة فقدوها عند نسائهم قبل المجتمع .
العنف الجامعي مرض لغدد صماء شديدة الحساسية من فساد الدولة وتفكك المجتمع وتراجع منظومة الاخلاق العامة والحلقة الاخيرة من اغتيال نظام الدولة (الذي تحكمت به مراكز القوى) للوطن وقيمه ومبادئه وتحول الامر الى منطقة حرة تحركها المصالح المادية وتحافظ عليها انظمة امنية مقابل حقوق مكتسبة ومنافع شخصية (ولاء مدفوع الاجر ).
كيف نجرم طالب في فورة شبابه مندفع قليل الحلم والتجربة ونترك الحكم لمنظومة فساد تاصلت في التعامل بتعيين رؤساء الجامعات وعزلهم كتعيين الفئة الرابعة رئيس كفاءته رضا الاجهزة الامنية اومراكز القوى المتنفذة في كل ما يخدم تفكك الدولة وافساد المجتمع .
استاذة تم تعيين اغلبهم بالواسطة والمحسوبية وكفاءة علمية وتعليمية من دول العلم فيها تجارة فاسدة وحكومات مقياس الكفاءة لمسؤوليها المحسوبية والمصالح الشخصية وتغاضت عن برامج غربية وصهيونية تفتك بنسيج المجتمع وقيمه الاخلاقية والدينية نحو قيم مادية دخيلة وانماط استهلاك مفرط لخدمة الاستعمار الاقتصادي مقابل منح تجد طريقها لجيوب الفاسدين جهارا نهارا .
وبعد فأن في البلقاء والوطن اهل حل ورأي نثق بهم وبخبرتهم وتجربتهم وسداد رأيهم وندعوا رويبضات صنعتهم مرحلة الفساد والمفسدين الى الواجهة في غفلة من الزمن كالاعشاب الضارة تكبر حينما تكبر اكوام القمامة او في غفلة من صاحب الحقل .
ان وطننا عصي من الفتن وفي البلقاء رجال نثق بقدرتهم على وأد الفتن .
