jo24_banner
jo24_banner

الملك مع الحراك والإصلاح

جمال الشواهين
جو 24 : الوطن للشعب وليس لأيّ حاكم، تلك هي الحكاية التي يجب إعادة صياغتها، غير أنّ الأمر يلزمه أحراراً وليس مسلوبي الإرادة، الشعوب هي صاحبة القرار والكلمة الفصل، وذلك عندما تكسر أصنامها، وتشق طريقها نحو الحرية وتنهي عهد العبودية.
الخائفون وحدهم الذين يعتادون الطاعة ويستمرؤون الذل، فيرون بما اعتادوه عادياً وما استمرؤوه حرصاً، وهؤلاء يحدثون بما فات على الناس من التردي، ويريدونه أن يبقى، فلا همة لهم، ولا يعرفون الطموح، ولا يرون حال الدنيا وأين هم منها.
المنافقون هم الذين لا يفقهون، ولا يعلمون ويكذبون، وهم من يرون في قرارة أنفسهم قلة الحيلة والوسيلة، فيتخذون ظهوراً لهم ليست ظهورهم، فيتبعون، دون وجل أو خجل، الفاسقين والفاسدين والسراقين، وهم الذين يقولون القول كما الببغاوات ثم يمدحون ويتزلّفون، ومهما قيل عنهم هنا يظل أقل من نقطة في بحر ممّا أورده القرآن الكريم عنهم.
والمصيبة بهؤلاء أنّهم أكثر من يكونوا عبئاً على الناس والأوطان، والأكثر سرعة للانتقال من موقع لآخر لنفاق جديد في كل مرة.
يقول الملك أنّه مع الإصلاح ومحاربة الفساد ومع الحراك، وينبغي استخدام العقل وتغليب الحوار من أجل التقدم للأمام.
كلام واضح ولا لبس فيه، غير أنّ مقابلة من يدفع لعرقلة وإعاقة كل ذلك تحت يافطة اسم الملك ورفع صورته، فكيف يمكن أن يستوي مثل هذا الأمر، وهل من يقفون في وجه الحراك وحماية الفساد، ولا يعرفون الحوار ولا لغة العقل هم حقاً من فريق الولاء، وأيّ ولاء هذا الذي يفكّر بعيداً جداً عما يفكّر به الموالي له؟
في تقرير نشرته المواقع الإخبارية مؤخراً أعدّته جهات أوروبية، جاء فيه أنّ الملك يواجه حالة من عدم الرضا، وأنّ عجلة الإصلاح تسير بسرعة السلحفاة، ويقلل من أهمية ما قام به الأردن من إصلاحات، وأنّ هناك مخاطر بجرّ البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار. والتقرير يحثّ الدول الأوروبية على سياسة أكثر صراحة مع الأردن، لإحداث إصلاحات قبل فوات الأوان، وأنّه على أوروبا مساعدة الأردن للانتقال إلى ديمقراطية برلمانية حقيقية، وأنّ الجهود الأوروبية في هذا المسار لا تؤخذ على محمل الجد في الأردن، إضافة لأمور أخرى أوردها التقرير بذات المعنى ولا تقل أهمية.
يظن البعض أننا بالأردن في جزيرة معزولة عن الدنيا، أو أننا الأكثر حسناً وجمالاً وأناقة وقدرات، ويصدّقون ذلك.
لم يعد الوقت للعنجهية الكاذبة، والاعتداد بالموروث البالي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه من تردّي وتخلُّف عن ركاب الأمم، وكفى الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم تخريباً وتعطيلاً، وهؤلاء هم الذين سيخرّبون الدنيا هنا، وأكثر من ذلك يعبثون بأمن كل الوطن واستقراره أيضاً.
السبيل
تابعو الأردن 24 على google news