الغد الممكن تقديره.. والغد الممكن تخيله
ابراهيم غرايبة
جو 24 :
ثمة ما يمكن تقدير أو اقتراح حدوثه في تداعيات وتطبيقات العلوم والتقنية. وثمة ما يمكن تخيله بناء على سند واقعي أو فلسفي. ولكنا نحتاج دائما أن ننظر في تداعيات ذلك، وشبكة تأثيره في حياتنا وعلاقاتنا.
ثمة مدخل بسيط بأسئلة ضرورية، ستقودنا إلى نتائج وأفكار منطقية: إلى أين تمضي بنا العلوم والتقنية؛ الحوسبة، والتصغير، والدمج، والتقنية الحيوية؟ هي اقتراحات، ومؤكد أن هناك مداخل وأفكارا كثيرة جدا للتقدير والتخيل. والسؤال ببساطة: ماذا يمكن للحاسوب أن يعمله بدلا من الإنسان؟ وماذا يمكن أن ينجزه مما كان الإنسان عاجزا عن فعله؟ والمسار المقدر والمتخيل في ذلك أن الحاسوب يكاد يتحول إلى إنسان أو قد يكون كذلك أو قريبا منه، وكلما عرف الإنسان نفسه حوّل هذه المعرفة إلى برامج حاسوبية، أي ترميز المعارف والخبرات (وربما الأشياء) إلى سلسلة من الآحاد والأصفار.
ودمج الأجهزة السابقة ببعضها في جهاز واحد، وتعدد وظائفها وتعديها إلى وظائف جديدة كانت من قبل بشرية أو أمنية بشرية، يفتح المجال لسلسلة طويلة من التطبيقات والأفكار. فعندما يكون جهاز واحد صغير محمول قادر على التقاط المحطات الفضائية والاتصالات الهاتفية والتشبيك مع الانترنت والأقمار الصناعية، إضافة إلى كونه حاسوبا متقدما، ويمكن أن يقدم أيضا خدمات أخرى كثيرة، مثل قياس الحرارة والضغط والسكري، والتفاعل الشخصي والعاطفي.. يتحول هذا الجهاز إلى مساعد بإمكانيات هائلة، يؤدي لك جميع/ معظم أعمالك، ويوفر لك ما تحتاج إليه من خدمات ومعلومات ورعاية صحية واجتماعية وعاطفية.
وتصغير الأجهزة إلى مستويات ميكروية سيتيح للإنسان إنجاز ما لم يكن قادرا على انجازه من قبل، والوصول إلى أمكنة ونقاط كانت تبدو عصية على الوصول، في الفضاء وأعماق الأرض وقنوات المياه والبحار.. وفي داخل جسم الإنسان نفسه، بإمكانيات وقدرات ذكية وهائلة لإجراء العمليات الجراحية وإزالة الأورام وصيانة وتبديل الخلايا وتعديل الجينات.
التشبيك سوف ينقل حياة الإنسان وأعماله وعلاقاته ومصالحه إلى شبكة الإنترنت، المكاتب والمتاجر والأعمال والمؤتمرات والتعليم والمؤسسات الحكومية والبنوك والانتخابات والتواصل والعلاقات الاجتماعية.. وربما لاحقا النقل والمواصلات والسياحة والسفر.
إلى أين ستمضي بنا التقنية الحيوية والاستنساخ والتقنيات والمعارف الجينية؟ لنتخيل إمكانية تزويد الإنسان بالمعارف كما يمكن تنزيلها في الكمبيوتر؛ تقديم شرائح صغيرة جدا مجهرية في المطاعيم والحقن، لكنها تحمل قواميس وقصائد وكتبا وموسوعات يمكن للدماغ تشغيلها واستعادتها واستخدامها! لنتخيل مصنعا صغيرا محمولا للنسيج ينتج القماش والألياف من الطبيعة والضوء! وجهازا يبني البيوت وناطحات السحاب لا يتجاوز راحة اليد ويستخدم للبناء مواد متاحة مما في الفضاء والطبيعة! وجهازا صغيرا يستخرج الذهب والفضة والمعادن من الفضاء والهواء المحيط،ِ تركنه في زاوية صغيرة من البيت ويقدم لك سبائك الذهب والفضة والحديد والنحاس والنفط أيضا، وأجهزة صغيرة براحة اليد تحول أشعة الشمس إلى أخشاب وعطور وزيوت وأكسجين وماء، وأجهزة صغيرة مجهرية في المجاري والمصارف تكرر الماء وتعيده نقيا سائغا للشاربين، وأجهزة شتى ذكية وجميلة في بيوتنا ومكاتبنا تساعدنا في أعمالنا وتنجز لنا كل شيء.. وأجهزة ذكية تبدل وتطور الأجسام وتجدد الخلايا والأعضاء وتعالج الأمراض كلها.. وتطيل الحياة والأعمار.
لنتخيل أجهزة وتقنيات تغير المناخ والطقس؛ ولنتخيل أجهزة وأدوية تغير الإنسان وترتقي وتسمو به وبسلوكه؛ ولنتخيل قدرة الإنسان على تحويل نفسه ومتاعه والأشياء كلها الى آحاد وأرقام تسبح في الإنترنت ثم تعيد تشكيل نفسها.. كما حُوّلت الأصوات والنصوص والصور إلى منظومة من الآحاد والأصفار ثم يعاد تشكيلها كما كانت مرة أخرى.
السؤال ببساطة: هذا التقدم التقني والارتقاء الإنساني الذي يطيل العمر ويؤدي إلى الارتقاء والسمو النفسي والروحي والاجتماعي الذي يعيد تنظيم الحياة والعلاقات من غير عنف أو إكراه أو سلطة أو حروب ومعارك، ويسمح بتصحيح الأخطاء وردّ الحقوق، هذا التقدم أليس هو الحياة المثالية أو الجنة الأرضية التي وعدت بها الاشتراكية؟ ألا يبدو ذلك اليوم ممكن التحقيق؟
( الغد )
ثمة ما يمكن تقدير أو اقتراح حدوثه في تداعيات وتطبيقات العلوم والتقنية. وثمة ما يمكن تخيله بناء على سند واقعي أو فلسفي. ولكنا نحتاج دائما أن ننظر في تداعيات ذلك، وشبكة تأثيره في حياتنا وعلاقاتنا.
ثمة مدخل بسيط بأسئلة ضرورية، ستقودنا إلى نتائج وأفكار منطقية: إلى أين تمضي بنا العلوم والتقنية؛ الحوسبة، والتصغير، والدمج، والتقنية الحيوية؟ هي اقتراحات، ومؤكد أن هناك مداخل وأفكارا كثيرة جدا للتقدير والتخيل. والسؤال ببساطة: ماذا يمكن للحاسوب أن يعمله بدلا من الإنسان؟ وماذا يمكن أن ينجزه مما كان الإنسان عاجزا عن فعله؟ والمسار المقدر والمتخيل في ذلك أن الحاسوب يكاد يتحول إلى إنسان أو قد يكون كذلك أو قريبا منه، وكلما عرف الإنسان نفسه حوّل هذه المعرفة إلى برامج حاسوبية، أي ترميز المعارف والخبرات (وربما الأشياء) إلى سلسلة من الآحاد والأصفار.
ودمج الأجهزة السابقة ببعضها في جهاز واحد، وتعدد وظائفها وتعديها إلى وظائف جديدة كانت من قبل بشرية أو أمنية بشرية، يفتح المجال لسلسلة طويلة من التطبيقات والأفكار. فعندما يكون جهاز واحد صغير محمول قادر على التقاط المحطات الفضائية والاتصالات الهاتفية والتشبيك مع الانترنت والأقمار الصناعية، إضافة إلى كونه حاسوبا متقدما، ويمكن أن يقدم أيضا خدمات أخرى كثيرة، مثل قياس الحرارة والضغط والسكري، والتفاعل الشخصي والعاطفي.. يتحول هذا الجهاز إلى مساعد بإمكانيات هائلة، يؤدي لك جميع/ معظم أعمالك، ويوفر لك ما تحتاج إليه من خدمات ومعلومات ورعاية صحية واجتماعية وعاطفية.
وتصغير الأجهزة إلى مستويات ميكروية سيتيح للإنسان إنجاز ما لم يكن قادرا على انجازه من قبل، والوصول إلى أمكنة ونقاط كانت تبدو عصية على الوصول، في الفضاء وأعماق الأرض وقنوات المياه والبحار.. وفي داخل جسم الإنسان نفسه، بإمكانيات وقدرات ذكية وهائلة لإجراء العمليات الجراحية وإزالة الأورام وصيانة وتبديل الخلايا وتعديل الجينات.
التشبيك سوف ينقل حياة الإنسان وأعماله وعلاقاته ومصالحه إلى شبكة الإنترنت، المكاتب والمتاجر والأعمال والمؤتمرات والتعليم والمؤسسات الحكومية والبنوك والانتخابات والتواصل والعلاقات الاجتماعية.. وربما لاحقا النقل والمواصلات والسياحة والسفر.
إلى أين ستمضي بنا التقنية الحيوية والاستنساخ والتقنيات والمعارف الجينية؟ لنتخيل إمكانية تزويد الإنسان بالمعارف كما يمكن تنزيلها في الكمبيوتر؛ تقديم شرائح صغيرة جدا مجهرية في المطاعيم والحقن، لكنها تحمل قواميس وقصائد وكتبا وموسوعات يمكن للدماغ تشغيلها واستعادتها واستخدامها! لنتخيل مصنعا صغيرا محمولا للنسيج ينتج القماش والألياف من الطبيعة والضوء! وجهازا يبني البيوت وناطحات السحاب لا يتجاوز راحة اليد ويستخدم للبناء مواد متاحة مما في الفضاء والطبيعة! وجهازا صغيرا يستخرج الذهب والفضة والمعادن من الفضاء والهواء المحيط،ِ تركنه في زاوية صغيرة من البيت ويقدم لك سبائك الذهب والفضة والحديد والنحاس والنفط أيضا، وأجهزة صغيرة براحة اليد تحول أشعة الشمس إلى أخشاب وعطور وزيوت وأكسجين وماء، وأجهزة صغيرة مجهرية في المجاري والمصارف تكرر الماء وتعيده نقيا سائغا للشاربين، وأجهزة شتى ذكية وجميلة في بيوتنا ومكاتبنا تساعدنا في أعمالنا وتنجز لنا كل شيء.. وأجهزة ذكية تبدل وتطور الأجسام وتجدد الخلايا والأعضاء وتعالج الأمراض كلها.. وتطيل الحياة والأعمار.
لنتخيل أجهزة وتقنيات تغير المناخ والطقس؛ ولنتخيل أجهزة وأدوية تغير الإنسان وترتقي وتسمو به وبسلوكه؛ ولنتخيل قدرة الإنسان على تحويل نفسه ومتاعه والأشياء كلها الى آحاد وأرقام تسبح في الإنترنت ثم تعيد تشكيل نفسها.. كما حُوّلت الأصوات والنصوص والصور إلى منظومة من الآحاد والأصفار ثم يعاد تشكيلها كما كانت مرة أخرى.
السؤال ببساطة: هذا التقدم التقني والارتقاء الإنساني الذي يطيل العمر ويؤدي إلى الارتقاء والسمو النفسي والروحي والاجتماعي الذي يعيد تنظيم الحياة والعلاقات من غير عنف أو إكراه أو سلطة أو حروب ومعارك، ويسمح بتصحيح الأخطاء وردّ الحقوق، هذا التقدم أليس هو الحياة المثالية أو الجنة الأرضية التي وعدت بها الاشتراكية؟ ألا يبدو ذلك اليوم ممكن التحقيق؟
( الغد )