النسور والمصري والحافظ
أغرب ما في رئيس الوزراء عبدالله النسور كلامه العام في المسائل ذات التخصص والتحديد، وهو إذ يتنبأ امام الاعيان بأن العام الجديد سيكون عام خير وازدهار، فإنه كمن يذكر الناس بالأجداد والجدات والزمن الجميل الذي كانت فيه كل الاشياء على بساطتها الحقيقية، والايمان بالنعم من الله بلا نوازع عليها أبدا بقدر ما هي نعم حقا وقناعات في النفوس.
آنذاك كان القول الجميل، وبعث نوافذ الامل له مكانة، غير أنها ما عادت الان جراء كل انواع البغي على كل الاشياء، وإذ يعتقد النسور انه بالامكان الاعتماد عليها، فإنه ليس اكثر من واهم وحسب، وإنما يكون اقرب الى افتقاده لمعرفة أي عصر هو، او انه يعرف ويستغل المورث الانساني والاخلاقي لامور عكسها، والا كيف له ان يصدق ان هناك من سيصدقه ان العام الجديد سيكون عام خير وازدهار وامره مكشوف انه في احسن الحالات يتمنى، وطالما ليس هناك اي قواعد مادية للامر، ثم كيف لاقتصاد مأزوم وميزانية تعاني العجز المزمن، ومديونية خارجية صاعدة كما الصاروخ أن تبشر بعام خير وازدهار؟!!
اما قول رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري -ردا على ما سمعه من النسور بالمحدد- إن الاستماع الى رؤية الحكومة حول الموازنة ينسجم مع المسؤولية الوطنية لمجلس الاعيان، فإنه قول فيه شفاء لكل خطيب او متفوه، فالكلام واضح بأنه مجرد استماع وليس اي امر آخر، ولا يظن احد ان الاعيان يصدقون قصة عام الخير والازدهار المزعومة، وانما الامر برمته بالنسبة لهم مجرد بروتوكولات في اجتماع مع الحكومة من وزن رسمي.
في حين أن ادعاء وزير المالية سليمان الحافظ امام الاعيان بقوله عن استراتيجية لمعالجة الخسارة الكبيرة لشركة الكهرباء وتخفيضها، فإن الخشية انه يهيئ لبيع الشركة الى الضمان الاجتماعي بمبلغ 480 مليون دينار، ليعاد بيعها لاحقا بأكثر من مليار، برقم معلن انذاك يقف عند قيمة الشراء ويسجل الفرق كعمولات.
ثم أي خير ممكن ان يتحقق من حكومة انتقالية ليس لديها مجرد برنامج عمل وتعمل بسبب فقدانه بالقطاعي ويوم بيوم، وأي ازدهار ذاك الذي سيتأتى من «حارة كل من ايده اله»، واكثر من ذلك انهم يغنون كل على مواله، يعني جد مش طبيعي!
(السبيل )