الشيطان مجدداً في سيناء
فايز الفايز
جو 24 : يصف جميع المعلقين والمحللين والضاربين بالرمل ما جرى في «بئر العبد» شمال سيناء أنه عمل إرهابي من قبل التكفيريين الجهاديين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: جهاد ضد من؟ سيقولون ضد اليهود الصهاينة الذين احتلوا أرض المسلمين، إذا لماذا تقتلون المسلمين الأبرياء في منطقة لا تبعد أكثر من ثلاثمئة كيلومتر عن تل أبيب، وأقل من ذلك بكثير عن قواعد عسكرية لجيش الصهاينة، ولماذا تقتلون الأقباط دون أدنى وعي، فعن أي جهاد يتحدثون؟
ما دمنا رأينا كيف يباع البشر من اللاجئين الهاربين من ظلم الحياة في ليبيا في مزاد علني ليصل سعر الرجل بثلاثمئة دولار، فعلينا أن نعترف إن الحضارة العربية قد إنهزمت منذ تفرقنا أشتاتا وباتت كل دولة عربية تنابز العالم بشوفينية كاذبة، ولهذا وصلنا الى مفاجأة جديدة على مسرح الإرهاب الذي أثبتنا للعالم أننا الحاضنة الغبية له، فتفجير مسجد الروضة في سيناء أول من أمس الجمعة يفضح كل طوابق السياسة الإجتماعية والطرق الدينية والأحكام العسكرية والخطط الإقتصادية التي أوصلتنا الى هذا الجنون وتلك البشاعة في استهداف المدنيين دون أي رادع أو وازع أخلاقي.
عملية الروضة التي أدت الى مصرع ثلاثمئه وخمسة مواطنين مصريين خلال ساعة واحدة، هي نقطة سوداء كبيرة في ذاكرة الإجرام العربية، فالمسجد تم تصنيفه على أنه معقل للمسلمين الصوفية و القرية التي هو فيها ينتشر فيها الطريقة الصوفية الجريرية، وهذا باعتقادي كان المبرر لقتل كل أولئك البشر الأبرياء و مرخصّا من قبل فتاوى تكفيرية لا يمكن أن توضع في خانة البشر الأسوياء، ولو استعرضنا كل التاريخ السابق للعمليات الهجومية على مساجد الشيعة في العراق وباكستان وافغانستان وكنائس المسيحيين، ما يقابلها من عمليات قتل وتدمير للمسلمين السنة، نجدها جميعا مرخصة باسم الرب، ولكن الله تعالى عصم دماء البشر إلا بحق، ولهذا نخرج نحن العرب من قائمة المؤمنين بالله الى قائمة أتباع المشايخ المؤمنين بطريقتهم.
ما حدث في مصر الشقيقة مؤلم وكارثي وغير مسبوق، بعد خمسين عملية إرهابية إجرامية استهدفت الجنود المصريين والكنائس والأقباط والحافلات السياحية هذا العام، وهذا دليل جديد على أن الفاعلين منحرفون نفسيا ولا علاقة لهم بالدين الإسلامي الذي يحرم القتل والغدر، و العملية الأخيرة بلا شك مرتبطة بالعمل السياسي إذ تأتي قبيل العام الجديد حيث التحضير لانتخابات رئاسية جديدة وهي أيضا تحرج الرئاسة العليا السياسية والعسكرية والأمنية، وتدلل على فشل المسؤولين في وضع خطط النهوض بمدن الأطراف وسكان بوادي سيناء، فسيناء هي بلاد شاسعة ممتدة من مياه البحر الأبيض حتى البحر الأحمر، وهي معبر وموئل للعصابات وتجار المخدرات التي هي أفضل حاضنة للإرهابيين.
لذا لم يعد مقبولا بقاء الحال كما هو عليه من خلال معالجة القضايا الإجتماعية في العالم العربي بالحلول الأمنية والعسكرية والبطش دون العمل الحقيقي والسريع لإصلاح الإقتصاد والتطوير العلمي وفتح أبواب الديمقراطية والحرية الإختيارية للناس في تمثيل أنفسهم، ليؤمن الفرد بأنه جزء من التغيير والحكم المحلي والبناء الوطني، وليشعر المواطن العربي أن موارد الإقتصاد تعود عليه بالمنافع بشكل مباشر دون تمييز ولا تصنيف ولا استئثار أو احتكار للسلطة، والأهم إنتشال الشباب من الظل أو الظلام الى مراكز متقدمة في التخطيط والعمل، وهذا مفتاح لمواجهة التطرف والخلاص من فكرة الإنتقام.
من سمح بسقوط دول مثل ليبيا وقبلها سقوط الدولة العراقية بذلك الشكل المريع لم يفهم سوى غاياته الضيقة، ففي العراق ولد الشيطان الكبير من كل الطوائف والملل، وهو اليوم يولد في سيناء مجددا وسيبتلع ما تبقى من مركزية للدولة المصرية التي هي أهم ركائز البناء العربي، وإذا بقي السماح للمتسللين من أراضي الجوار مسكوتا عنه، فنحن على موعد جديد مع عمليات وحشية ضد أبرياء جدد، ولهذا يجب التركيز على تحصين البناء الإجتماعي في تلك المحافظات الشمالية، وهذا ينطبق على بقية الدول العربية التي باتت دولا عسكرية بلباس مدني، وباتت عاجزة فعلا عن حماية التنمية البشرية في ظل مؤشرات فقر وبطالة مخيفة.
ندعو الله أن يحمي مصر وشعب مصر من ذلك البلاء الشيطاني الذي حلّ بها، وأن يختار لها دوما من يقودها لتعود أم الدنيا كما كانت.
ما دمنا رأينا كيف يباع البشر من اللاجئين الهاربين من ظلم الحياة في ليبيا في مزاد علني ليصل سعر الرجل بثلاثمئة دولار، فعلينا أن نعترف إن الحضارة العربية قد إنهزمت منذ تفرقنا أشتاتا وباتت كل دولة عربية تنابز العالم بشوفينية كاذبة، ولهذا وصلنا الى مفاجأة جديدة على مسرح الإرهاب الذي أثبتنا للعالم أننا الحاضنة الغبية له، فتفجير مسجد الروضة في سيناء أول من أمس الجمعة يفضح كل طوابق السياسة الإجتماعية والطرق الدينية والأحكام العسكرية والخطط الإقتصادية التي أوصلتنا الى هذا الجنون وتلك البشاعة في استهداف المدنيين دون أي رادع أو وازع أخلاقي.
عملية الروضة التي أدت الى مصرع ثلاثمئه وخمسة مواطنين مصريين خلال ساعة واحدة، هي نقطة سوداء كبيرة في ذاكرة الإجرام العربية، فالمسجد تم تصنيفه على أنه معقل للمسلمين الصوفية و القرية التي هو فيها ينتشر فيها الطريقة الصوفية الجريرية، وهذا باعتقادي كان المبرر لقتل كل أولئك البشر الأبرياء و مرخصّا من قبل فتاوى تكفيرية لا يمكن أن توضع في خانة البشر الأسوياء، ولو استعرضنا كل التاريخ السابق للعمليات الهجومية على مساجد الشيعة في العراق وباكستان وافغانستان وكنائس المسيحيين، ما يقابلها من عمليات قتل وتدمير للمسلمين السنة، نجدها جميعا مرخصة باسم الرب، ولكن الله تعالى عصم دماء البشر إلا بحق، ولهذا نخرج نحن العرب من قائمة المؤمنين بالله الى قائمة أتباع المشايخ المؤمنين بطريقتهم.
ما حدث في مصر الشقيقة مؤلم وكارثي وغير مسبوق، بعد خمسين عملية إرهابية إجرامية استهدفت الجنود المصريين والكنائس والأقباط والحافلات السياحية هذا العام، وهذا دليل جديد على أن الفاعلين منحرفون نفسيا ولا علاقة لهم بالدين الإسلامي الذي يحرم القتل والغدر، و العملية الأخيرة بلا شك مرتبطة بالعمل السياسي إذ تأتي قبيل العام الجديد حيث التحضير لانتخابات رئاسية جديدة وهي أيضا تحرج الرئاسة العليا السياسية والعسكرية والأمنية، وتدلل على فشل المسؤولين في وضع خطط النهوض بمدن الأطراف وسكان بوادي سيناء، فسيناء هي بلاد شاسعة ممتدة من مياه البحر الأبيض حتى البحر الأحمر، وهي معبر وموئل للعصابات وتجار المخدرات التي هي أفضل حاضنة للإرهابيين.
لذا لم يعد مقبولا بقاء الحال كما هو عليه من خلال معالجة القضايا الإجتماعية في العالم العربي بالحلول الأمنية والعسكرية والبطش دون العمل الحقيقي والسريع لإصلاح الإقتصاد والتطوير العلمي وفتح أبواب الديمقراطية والحرية الإختيارية للناس في تمثيل أنفسهم، ليؤمن الفرد بأنه جزء من التغيير والحكم المحلي والبناء الوطني، وليشعر المواطن العربي أن موارد الإقتصاد تعود عليه بالمنافع بشكل مباشر دون تمييز ولا تصنيف ولا استئثار أو احتكار للسلطة، والأهم إنتشال الشباب من الظل أو الظلام الى مراكز متقدمة في التخطيط والعمل، وهذا مفتاح لمواجهة التطرف والخلاص من فكرة الإنتقام.
من سمح بسقوط دول مثل ليبيا وقبلها سقوط الدولة العراقية بذلك الشكل المريع لم يفهم سوى غاياته الضيقة، ففي العراق ولد الشيطان الكبير من كل الطوائف والملل، وهو اليوم يولد في سيناء مجددا وسيبتلع ما تبقى من مركزية للدولة المصرية التي هي أهم ركائز البناء العربي، وإذا بقي السماح للمتسللين من أراضي الجوار مسكوتا عنه، فنحن على موعد جديد مع عمليات وحشية ضد أبرياء جدد، ولهذا يجب التركيز على تحصين البناء الإجتماعي في تلك المحافظات الشمالية، وهذا ينطبق على بقية الدول العربية التي باتت دولا عسكرية بلباس مدني، وباتت عاجزة فعلا عن حماية التنمية البشرية في ظل مؤشرات فقر وبطالة مخيفة.
ندعو الله أن يحمي مصر وشعب مصر من ذلك البلاء الشيطاني الذي حلّ بها، وأن يختار لها دوما من يقودها لتعود أم الدنيا كما كانت.