أيتنازل العرب عن القدس؟!
فايز الفايز
جو 24 : اليوم يحبس أهل الحكم والسياسة، ممن يحملون هَمَ مستقبل القدس وفلسطين، أنفاسهم في انتظار هذا الأسبوع الثقيل، والسؤال هو: هل سيعترف الرئيس ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل وينسف التاريخ كله؟ فيما الإجابة غير مهمة عند عرب دمروا بلادهم بأيديهم، وآخرين لا يهمهم أصلا ماذا يحدث غرب «نهر الأردن»، فالأجيال القديمة ماتت والأجيال الجديدة نست، والصراعات والحروب أعادت بلادنا الى ما قبل ظهور الرسول الأعظم محمد عليه السلام، فمن سيمنع ترمب أن يقرّ قانونا تأخر سبعة وعشرين عاما ليقول لنا العرب ما الذي فعلوه من أجل القدس طيلة خمسين عاما مضت غير التصريحات والقصائد السياسية والعزف على ربابة العشاق، فيما معابر نهر الأردن تشهد أنها الرئة الوحيدة للفلسطينيين، خمسون عاما بدأت باحتلال القدس، فضلا عن باقي الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان، وترك الجيش الأردني دون إسناد أو عتاد أو دعم مالي، حتى بات واضحا حينها أن غالبية الجمهوريات بقيادة عبد الناصر تنازلت عن كرامتها وأرضها تشفيا بالحكم الهاشمي إذا لم يكن تشفيا بالأردن كدولة هي الوحيدة التي صنعت حكما عربيا على أرض فلسطين، واحتضن نصف الشعب الفلسطيني كمواطنين ليس عليهم رقيب ولا لهم كفيل.
وحده أنور السادات الذي وافق على شن حرب لاستعادة الكرامة ومعه الرئيس حافظ الأسد، وليته لم يفعل، فقد فشلا وانتصر الجيش الإسرائيلي مجددا، ولكن السادات كان ذكيا ليخرج من المأزق، فقد طوى صفحة التاريخ وأعلن الذهاب الى القدس «مفاتحا وليس فاتحا»، ووقع معاهدة السلام واستعاد أرض سيناء بلا أي سيادة عسكرية عليها، ومع هذا لم تقاتل أي دولة عربية إسرائيل بعده، ما جعل الأردن وحيدا يدير ملف القدس، مثخنا بالجراح الموجعة، والإتهامات له بالخيانة وكأنه القوة العظمى في هذا الكون، فيما المساعدات المالية للأردن كانت تقودها السعودية فقط، حين يتلكأ الأشقاء أو غالبيتهم.
الأردن عندما يتولى الدفاع عن مشروع إقامة الدولة الفلسطينية وعن القدس الشرقية كعاصمة منشودة لتلك الدولة فهو ينطلق من الإرث التاريخي والمصير الواحد لهذه البقعة من الأرض العربية، وليس ترفا ما يبذله جلالة الملك عبدالله من جهود جبارة في سبيل ذلك، بل هو مؤمن بأن لا سلام ولا أمن ولا استقرار للمنطقة ما لم تنته الحرب الباردة مع إسرائيل الى اتفاق ملزّم ومعترف به دوليا تعود فيه إسرائيل الى حدود كيانها الأول، وتنسحب من كافة مناطق الضفة الغربية وتخلي جميع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية بما فيها أراضي المنطقة ج، ولهذا كانت زيارته الأخيرة الى واشنطن ولقاءاته مع المسؤولين وأقطاب الكونغرس، للتأكيد أن الدعم الأعمى لإسرائيل لن يفضي الى المزيد من الفشل و إعادة بناء منظومة الصراع من جديد، وأن حكومة نتنياهو ستفرح بأي تنازلات أميركية لصالحها، ولكنها ستفجرّ قنبلة كونية لا رادع لها.
كثير من القيادات العربية هي خارج دائرة التفكير بأي حل للقضية الفلسطينية حاليا، والقيادات الكبيرة والوازنة باتت تخشى التغلغل الإيراني في المحيط العربي، دون أن يعترفوا بأخطاء التاريخ، ولهذا يحاولون أن يعيدوا الهدوء الى حالة الغليان السياسي ما بين الفلسطينيين وإسرائيل خشية من إستغلال إيران للوضع الراهن، ولكن ما سيحصل فعلا هو أن إيران هي الرابح الوحيد إذا قدم العرب تنازلاتهم لإسرائيل وأعطوها طوق النجاة، وستستقطب إيران كل الجماهير العربية الساخطة حينها في إسرائيل نفسها يعلم الكثير من السياسيين أن أي اعتراف أميركي رسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيهدد أمن كيانهم وسيعيدها الى تاريخ الحروب القديمة، وسيجعلها معزولة مجددا أمام العالم، وفي الأمس لم يعارض القرار الأممي الذي نفى عن إسرائيل أي علاقة لها بالقدس سوى الولايات المتحدة وكندا ودولتين هامشيتين، وهذا يجب أن تفهمه العواصم العربية أن أي تفاهمات من وراء ظهر أهل القضية والصمت عن أي إعلان بأن القدس عاصمة لإسرائيل يعني أن إسرائيل ستبتلعهم أمنيا وسياسيا في الدور القادم.
لهذا ستكون خيارات الأردن مفتوحة أبعد من حدوده الجغرافية والدبلوماسية إذا حاول أي طرف نزع سيادته على القدس أو التفريط بحق العودة، أو عقد أي صفقة من وراء ظهره، فاتفاقيات أوسلو الأولية أجبرت الأردن على معاهدة وادي عربة، واليوم سيكون الأردن مجبرا على اتخاذ أي قرار يحمي مصالحه العليا في أي مكان.
وحده أنور السادات الذي وافق على شن حرب لاستعادة الكرامة ومعه الرئيس حافظ الأسد، وليته لم يفعل، فقد فشلا وانتصر الجيش الإسرائيلي مجددا، ولكن السادات كان ذكيا ليخرج من المأزق، فقد طوى صفحة التاريخ وأعلن الذهاب الى القدس «مفاتحا وليس فاتحا»، ووقع معاهدة السلام واستعاد أرض سيناء بلا أي سيادة عسكرية عليها، ومع هذا لم تقاتل أي دولة عربية إسرائيل بعده، ما جعل الأردن وحيدا يدير ملف القدس، مثخنا بالجراح الموجعة، والإتهامات له بالخيانة وكأنه القوة العظمى في هذا الكون، فيما المساعدات المالية للأردن كانت تقودها السعودية فقط، حين يتلكأ الأشقاء أو غالبيتهم.
الأردن عندما يتولى الدفاع عن مشروع إقامة الدولة الفلسطينية وعن القدس الشرقية كعاصمة منشودة لتلك الدولة فهو ينطلق من الإرث التاريخي والمصير الواحد لهذه البقعة من الأرض العربية، وليس ترفا ما يبذله جلالة الملك عبدالله من جهود جبارة في سبيل ذلك، بل هو مؤمن بأن لا سلام ولا أمن ولا استقرار للمنطقة ما لم تنته الحرب الباردة مع إسرائيل الى اتفاق ملزّم ومعترف به دوليا تعود فيه إسرائيل الى حدود كيانها الأول، وتنسحب من كافة مناطق الضفة الغربية وتخلي جميع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية بما فيها أراضي المنطقة ج، ولهذا كانت زيارته الأخيرة الى واشنطن ولقاءاته مع المسؤولين وأقطاب الكونغرس، للتأكيد أن الدعم الأعمى لإسرائيل لن يفضي الى المزيد من الفشل و إعادة بناء منظومة الصراع من جديد، وأن حكومة نتنياهو ستفرح بأي تنازلات أميركية لصالحها، ولكنها ستفجرّ قنبلة كونية لا رادع لها.
كثير من القيادات العربية هي خارج دائرة التفكير بأي حل للقضية الفلسطينية حاليا، والقيادات الكبيرة والوازنة باتت تخشى التغلغل الإيراني في المحيط العربي، دون أن يعترفوا بأخطاء التاريخ، ولهذا يحاولون أن يعيدوا الهدوء الى حالة الغليان السياسي ما بين الفلسطينيين وإسرائيل خشية من إستغلال إيران للوضع الراهن، ولكن ما سيحصل فعلا هو أن إيران هي الرابح الوحيد إذا قدم العرب تنازلاتهم لإسرائيل وأعطوها طوق النجاة، وستستقطب إيران كل الجماهير العربية الساخطة حينها في إسرائيل نفسها يعلم الكثير من السياسيين أن أي اعتراف أميركي رسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيهدد أمن كيانهم وسيعيدها الى تاريخ الحروب القديمة، وسيجعلها معزولة مجددا أمام العالم، وفي الأمس لم يعارض القرار الأممي الذي نفى عن إسرائيل أي علاقة لها بالقدس سوى الولايات المتحدة وكندا ودولتين هامشيتين، وهذا يجب أن تفهمه العواصم العربية أن أي تفاهمات من وراء ظهر أهل القضية والصمت عن أي إعلان بأن القدس عاصمة لإسرائيل يعني أن إسرائيل ستبتلعهم أمنيا وسياسيا في الدور القادم.
لهذا ستكون خيارات الأردن مفتوحة أبعد من حدوده الجغرافية والدبلوماسية إذا حاول أي طرف نزع سيادته على القدس أو التفريط بحق العودة، أو عقد أي صفقة من وراء ظهره، فاتفاقيات أوسلو الأولية أجبرت الأردن على معاهدة وادي عربة، واليوم سيكون الأردن مجبرا على اتخاذ أي قرار يحمي مصالحه العليا في أي مكان.