"حابس " عاشق الوطن بالكلمة والبارود ...!!
في سيرته الذاتية لم يترك خلفه قصرا أو( فللا") مليونية في (دابوق) أو في أي منطقة من مناطق علية القوم ، ولا شركة مقاولات تدر عليه دخلا تقاعديا بآلاف الدولارات ، ليتبضع في أسواق بريطانيا وفرنسا وأشهر المولات في العالم ، أو يملك أرصدة بملايين الدولارات في حسابات سرية أو وهمية في البنوك والمصارف السويسرية ولا حتى سيارات من نوع ( الليكزس) أو (الهمر ) ، ليجول فيها مختالا على ( الجاهات والعطوات) ، و لم يسعى لعمل صالون سياسي يتاجر فيه بشعارات وطنية زائفة ،ليتفرد بالجلوس وسط المجالس ، وما كان يعاني من حالة نرجسية فيدفع لمن يكتب لكي يكتبوا عنه ، ترفع أن يهتف أو يعادي غيره بسيف وقوة عشيرته الجليلة والكبيرة للباطل ،نظيف اليد لم يغسل الأموال أو يهربها بالطائرات ، نزيها في حياته فالوطن بالنسبة إليه لم يكن مزرعة يحرث ويحصد منها ما يشاء بالباطل ولم يكن كذلك بالنسبة إليه " حقيبة سفر " ...!!!!
نعم هو الجنرال " حابس " ، وإن لم يترك خلفه القصور والفلل فقد ترك مخزون من العشق والمحبة إليه في قلوب الأردنيين الأحرار ، مقاولاته الوحيدة التي أبدع في مهرها ووسمها في سيرتنا كانت في أرض الوغى طلقات الرصاص التي أطلقها في معارك "اللطرون" و"باب الواد" ، ذودا عن الحمى وأي حمى إنها بيت المقدس ..!!!.
ليس عيبا يا سيدي انك كنت فقيرا ولا تملك رصيدا من الدولارات فرصيدك ما زال زاخرا بالصهاينة الذين نلت منهم في تلك المواقف التي شرفتها وتشرفت فيك ، ففي اللطرون رصد حسابك الشخصي في حسابات المعارك انك قضيت على "2000" عسكري صهيوني مع رجالك الشجعان بل وما زال التاريخ يسجل بأنك الوحيد الذي وبخت وأسرت " شارون " وسحبته من رقبته حيا أسيرا ذليلا دون كل القادة العرب ...!!!
يا سيدي لم تكن تسعى إليهم بل كانوا يسعوا إليك ليكتبوا عن تاريخك الناصع بالبياض ، بل كان أغلبهم يتمنى ان ينال صورة بجانب قامتك وهامتك العالية ، فهنالك بعضا ممن يحملون ( القبات ) العسكرية الحمر إلا أن( قبتك) الحمراء تفوق ( قباتهم الحمر) بل ونلتها عن جدارة واستحقاق ، كيف لا وغيرك امتهن القيادة ومارس البطولات من أوسع أبوابها فقط على رقاع الشطرنج فبات الوطن بالنسبة إليه مزرعة " يكش " منها الأخضر واليابس ...!!!
فإن مت أو رحلت فستبقى حيا في أغانينا التي نشدو بها في أفراحنا ندعو الله فيها لكي ينصر ويحمي جيشك من بعدك يا "حابس "، فغصنك الذي كثيرا ما شدونا فيه ، لم ولن ينكسر بحول الله طالما بقيت روحك حاضرة في تاريخ وتراث الأردنيين وطالما استحضرنا بطولاتك في الأقصى وفلسطين ، فأن مت او رحلت ستبقى في أذهان وقلوب الأردنيين ، فهناك مر " حابس " ، وكثيرون مروا من حولنا لكن لم يتركوا أثرا كما تركت في قلوبنا ... فعشقك للوطن لم يكن قاصرا على البنادق التي أطلقت منها رصاصك حماية وحفظا لثراه فقد تركت لنا القصائد والكلمات التي غنيت بها للوطن ، لتشعر من يسمعها من بعدك ان نبضات قلبك أيضا كانت تغني لرباه ، فلن أنسى ما كتبت ل(كلوب) حينما طلب منك إيقاف القتال بداعي الهدنة وبعث له مرسالا عنوانه ( الموت ولا الدنية ) :
ما أريد أنا هدنةً يا كلوب خل البواريد رجاده
بيوم قيظ بحر الشوب والنار بالجو وقاده
خلهم يحسبوا لنا محسوب إنا على الموت وراده
صهيون اترك لنا المغصوب وابعد عن القدس وبلاده
النصر من الله لنا مكتوب والخوف ماهو لنا عاده
فيا من خاطبه الراحل الملك المؤسس عبدا لله بن الحسين –طيب الله ثراه - على أرض المعركة قائلا إليه "إنك تقاتل فوق الأرض التي سار عليها عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وصلاح الدين وإنك اليوم تجدد أمجادهم " ستبقى في قلوبنا ما حيينا بحجم الوفاء الذي كان فيك لله ثم الوطن ثم المليك فإلى رحمة الله يا أجمل شامة أردنية ستبقى على خد الوطن ..!!!!!
hamaqaba@gmail.co