( أفرهول ) عامل وطن ...!
غدا سيجتمع المحتفلون في عيدك السعيد ، سيحتفون فيك ببدلاتهم الأنيقة ويلقون فيك شعرا ونثرا ، ويلتقطون بصحبتك الصور ، منهم من سيتأبط يديك ومنهم من سيربث على كتفيك ، ستتغير قسمات وجوههم ، التي عهدتها مكفهرة بحواجب مقبوضة ، وستسعد هذه المرة دون غيرها من المرات بسماع نبرات أصواتهم الشجية وضحكاتهم الندية ، فهم في هذا اليوم بالذات ينشدون ودك ، فلا تفسد حفلهم وتجنب أن تثقل أو ترهق سمعهم عن اجورهم التي لم ولن تفي بشراء ما هو مجمد و معلب من تلك اللحوم والشحوم ولا ستر أطفالك في ملبس يدرأ عنهم برد الشتاء وهطل الغيوم أو حتى إسكات من هو لبيتك المتهالك مالك يسألك دفع جل ما لديك مما سعدت فيه من تلك الحفنة من الدراهم والدنانير والتي هي الأخرى تفر من جيبك فرارا في أول أسبوع من مطلع كل شهر ، محتسبا الله وحده في هذا الأمر، وأحرص فلا تحدثهم عن أحلامك كان تشتري لطفلتك دمية تنام بجانبها أو تداعبها في نومها في فرشها الممدود على الحصير أو أن تشتري لأبناءك دراجة كتلك التي كنت وما زلت تشاهد أطفالنا واطفالهم أثناء عملك في الحدائق وبين البيوت فيها يمرحون ، فأرجوك داري عنهم أحلامك ولا تستغرق في أوجاعها فصدقني انت بذلك تخرج عن النص فهم يا صديقي في عجلة من امرهم فجاملهم وقابل مرك ومرهم ببسمة أو ضحكة تنهي حفلهم فيك بالوقوف لنشيد الوطن الذي بنيته بصدق بيديك فسلام عليك . سامحني يا صديقى فانا لن أكون معهم في حفلهم هذا بل سأكون معك بكلمات أدعي أنني أجيد سردها ونسجها بصورك التي مرت وما زالت تمر في حياتي ( بأفرهولك ) أثناء مسيرك أمامي تلتقط بيديك النقية الطاهرة مخلفات ونفايات ، وتنحني كثيرا بكاهلك الموجوع من قسوة الحياة لتضرب لنا مثلا بأن إنحناءك وسجودك في سبيل وطنك هو أفضل انواع العبادة ، لم ولن تفر من قسوة الشمس ولهيبها بل انها تدفعك لتمضي قدما متحديا لهيبها فلن تنال من عزيمتك لتحمي أرضنا وماءنا وهواءنا مدركا في قرارة نفسك أن ذلك سيروي عطشك المسكون بعشق الوطن ،أعذرني إذا كنت وغيري نسير بجانبك وحبات المطر تنهمر على الطرقات لا نلقي لك سلاما أو نقول لك طبت يا بطل أو حتى أن نجاملك تحية وإبتساما فإذا كنت مشغولا بجمع الأوراق قبل أن يسحبها الماء بعيدا فنحن يا سيدي نكون مشغولين بدفء مركباتنا وسماع فيروز وهي تغني للثلج والمطر وليتها غنت إليك ، فانت من يحمي الأشجار وأغصانها وتلك الورود وأزهارها لتبقى يانعة وزاهية لنلوذ إليها في أوج ربيعها ولنستغرق في تفاصيلها التي وهبك الله إليها فطاب جبينك الذي سال منه العرق....!!!!
سأخاطبك بلقب الوزراء ، فأنا لا أعبأ بهم وسأقول لك مخاطبا يا صاحب المعالي ، لأنك يا سيدي تترفع وتتعالى عن سفاسف الأمور ولا تعبأ بما تستجمعه من بقايا ومخلفات قوم أجزم ان جلها ماكولات أو سكاكر وحلويات لم تأكل منها في بيتك أو لم تحاول مرة أن تشتريها لأبناءك- فلله درك – ما أغنى نفسك وأزكاها ، فلقد تحملت وزر ما جادت به أيدينا ترفا وسرفا فلم نعبأ فيك أو بالبيئة أيا كانت ولم نقم لها وزنا...!!!!
يا صاحب المعالي ، في النهاية أود ان أعتذر إليك وكان الود مني أن أقول فيك شعرا ولكنني صدقا فأنا لا أجيد نظمه أو حتى إلقاءه ولكن يسعدني أن أكتب إليك في يومك هذا بأنه كفاك فخرا بأن ( أفرهولك ) الذي يتوشح بالبقع التي طبعت عليه بفعل تلك البقايا التي رميت أو سكبت في أرضنا الطهور هو ( أفرهول ) يعبق بصدق الشعور في حب الوطن وكفاك أيضا انك ممن جعل الشعراء ينظمون في جمال الوطن أشعارا وسحر الرسامين بسحره ليرسموه فنا وتذكارا ، لن أطيل عليك ولكن سأختم قولي هذا بدعاء خالص إلى ربي أن يبارك لك في يومك هذا وبغيره وأن يجعل ايامك كلها فرحا وأعيادا...!!!!