الجدة التي أكلت الذئب
جمال الشواهين
جو 24 : يفوزون ببضعة مئات من الأصوات فيصدقون أنفسهم أنّهم يمثّلون الشعب، فيعيثون جهلا وسوء فهم بلا إدراك لقلّة المدارك أو انعدامها. وهؤلاء بظنّهم أنّ الجدة هي من أكل الذئب، وأنّ ليلى التهمت الجدة فهرع الجيران بعصيهم عليها. هكذا هم الذين كالوا التهم لحرائر الشام الذين هم منها وليتهم ما كانوا.
قبل سنوات قليلة ضبط الأمن بيت مشبوه في المفرق تديره سيدة وأخرى، وعلم أنّ كبارا تورّطوا بعلاقات معهما، ولم يقل أبداً أنّ المدينة برمّتها بذات المستوى، وهناك من هذه القصص مئات هنا وملايين غيرها بكل الدنيا، ولم يقل أنّ سوادها أو حالها عاما سوى من نواب هنا هرعوا بعصيهم على ليلى بدل الذئب الذي حرمها من حضن جدتها.
أمّا الكلب الذي ناله الضرب من صاحبته حتى الموت ظناً منها أنّه التهم طفلها لما رأت آثار دم على فمه، ما فادها الندم حين اكتشفت أنّها دماء أفعى قتلها الكلب على سرير الطفل. والذين استلّوا أمس ألسنتهم هجوما على اللاجئين السوريين بذات القدر من السطحية والتسرع ومحاكمة الظاهر.
فكيف لمن يفترض بهم القدوة والمقدرة أن يغتالوا شرف نصف مليون لاجئ بالزعتري جهارا لمجرد قصة هنا وأخرى هناك، والاستشهاد بأنّ أيّ مواطن خليجي بإمكانه الحصول على المتعة فيه ابتداء من أول خيمة، وكأنّنا لسنا نحن الذين نطلب المساعدات من الدول الخليجية ونحصل عليها لتكال إليها كلها التهم أيضا لمجرد أنّ منهم من اقترف أو حاول، ثم أنّه قبل اللاجئين أيّ كان مثل هؤلاء يبحثون عن غاياتهم.
رئيس الوزراء كان الأكثر حصافةً لمّا تحدّث عن الأشقاء بين الأشقاء، وإن كنّا نتناوله بالنقد والمعارضة يوميا فإنّه أمس استحقّ الإسناد وقد ناله من معارضيه أكثر من مؤيديه، فثبت له ولهم أنّهم ليسوا من أجل المعارضة فقط وأنّهم مع ما يرونه صوابا، وإن أتى من خصم بالسياسة.
(السبيل)
قبل سنوات قليلة ضبط الأمن بيت مشبوه في المفرق تديره سيدة وأخرى، وعلم أنّ كبارا تورّطوا بعلاقات معهما، ولم يقل أبداً أنّ المدينة برمّتها بذات المستوى، وهناك من هذه القصص مئات هنا وملايين غيرها بكل الدنيا، ولم يقل أنّ سوادها أو حالها عاما سوى من نواب هنا هرعوا بعصيهم على ليلى بدل الذئب الذي حرمها من حضن جدتها.
أمّا الكلب الذي ناله الضرب من صاحبته حتى الموت ظناً منها أنّه التهم طفلها لما رأت آثار دم على فمه، ما فادها الندم حين اكتشفت أنّها دماء أفعى قتلها الكلب على سرير الطفل. والذين استلّوا أمس ألسنتهم هجوما على اللاجئين السوريين بذات القدر من السطحية والتسرع ومحاكمة الظاهر.
فكيف لمن يفترض بهم القدوة والمقدرة أن يغتالوا شرف نصف مليون لاجئ بالزعتري جهارا لمجرد قصة هنا وأخرى هناك، والاستشهاد بأنّ أيّ مواطن خليجي بإمكانه الحصول على المتعة فيه ابتداء من أول خيمة، وكأنّنا لسنا نحن الذين نطلب المساعدات من الدول الخليجية ونحصل عليها لتكال إليها كلها التهم أيضا لمجرد أنّ منهم من اقترف أو حاول، ثم أنّه قبل اللاجئين أيّ كان مثل هؤلاء يبحثون عن غاياتهم.
رئيس الوزراء كان الأكثر حصافةً لمّا تحدّث عن الأشقاء بين الأشقاء، وإن كنّا نتناوله بالنقد والمعارضة يوميا فإنّه أمس استحقّ الإسناد وقد ناله من معارضيه أكثر من مؤيديه، فثبت له ولهم أنّهم ليسوا من أجل المعارضة فقط وأنّهم مع ما يرونه صوابا، وإن أتى من خصم بالسياسة.
(السبيل)