الوجه الاخر للاعلام الرقمي
الزم ما يكون الآن في القطاع الاعلامي متابعة التطورات الخاصة بنشر المعلومات، فعالم التكنولوجيا الديناميكي يفرض على وسائل الاعلام توفير المعلومات بشكل دقيق ومصداقية عالية وانتقاد يرقى الى مستوى مقدم الخدمة الاعلامية، وان يكون في مقدمة من تفاعل مع هذا التطور الذي تقوده حاليا منصات التواصل الاجتماعي.
احداث كثيرة وعلى صعد مختلفة قاده المشهد الاعلامي في الاشهر القليلة الماضية، وساد حالة من التخبط في مدى صدقية المعلومة فالاعلام الرئيسي بكافة وسائله كان ولابد احد قادة الحصول على المعلومة الصحيحة، والانتقاد البناء دون التجريح او التأويل خارج المعنى الحقيقي لما يحدث ومبررات هذا الحدث، بالمقابل تُحدث وسائل التواصل الاجتماعي صدمة للمتلقى باخبار وقراءات وتحليلات احيانا خارج عن نطاق المنطق والمعقول ولكن للاسف تلقى اهتماما واسعا وتصديقا في اغلب الاحيان من متابعي هذه المواقع، لنصطدم بوابل من الاشاعات لا حصر لها.
ان عدم المسؤولية في بث المعلومة خاصة من اولئك المحظيين بعدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ينتج عنه مشاكل اجتماعية سواءا اكانت المشكلة اقتصادية اواجتماعية او طارئة، لكن ان يكون المتلقى لجمل لا رابط بينها مصدقا تماما بل يتجاوز الى تبني المقولة بغض النظر عن صحتها ويعيد نشرها لاخرين هنا تكمن المشكلة الحقيقية والحلقةالمفرغة التي يدخل بها مجتمع كامل بين المصدق لما يشاع والمتبني للتهويل وأؤلئك الذين اخذواعلى عاتقهم مهمة زيادة عدد المتابعين لمعلومات احيانا تكون عديمة المصداقية.
الاعلام الرقمي سلاح ذو حدين فهو بغاية الاهمية وله انعكاسات على صعد مختلفة اجتماعية واقتصادية وسياسية، لكن ادارة هذا الامر مشتركة، تبدأ من مطلق التعليق او الاشاعة اومفند الحالة ومدى مصداقيته ومعلوماته وخبراته، وتمر بالمتلقى الراغب لتصديق الاسوأ للاسف وقد يكون هذا ناجما عن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية الواقعة عليه، اضافة الى المتبرع بضمان نشرها لعدد اكبر من المتابعين، انتهاءا بالدور التنظيمي لهذا الامرالذي يصح اطلاق وصف «قطاع» عليه.
وفي هذا الاطار لابد من التنويه بان الحكومة يقع عليها مسؤولية ليس فقط تنظيمه وان يكون محكوما بقانون، بل عليها مسؤولية توفير المعلومات الصحيحة غير المنمقة والمخفية للواقع وما يحدث فيه، وان تعمل ومن خلال قنوات الاعلام الرئيسية في المملكة والتي تتمتع بمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بها بايصال المعلومة الصحيحة، ما يعني تعزيز التعاون والمصارحة بشكل اكبر مع الاعلام وعدم اغفال دوره الحقيقي في اظهار الامور على ما هي عليه، فالاصل التواصل الدائم مع المواطنين.