jo24_banner
jo24_banner

جدوى شبكة الألياف الضوئية

لما جمال العبسه
جو 24 :

جاء الاعلان امس عن بدء تنفيذ مشروع شبكة الالياف الضوئية الوطني في محافظات الوسط بعد ان شارف على الانتهاء او انتهى العمل به في شمال وجنوب المملكة بحسب تقسيمات تنفيذه، لكن السؤال المطروح فيما يخص هذا المشروع ما هي جدواه على صعيد الاقتصاد الوطني؟ وهل هناك ضرورة من تنفيذه بالرغم من ان شركات الاتصالات العاملة في المملكة لديها شبكات الياف ضوئية ممتدة في كافة مناطق المملكة عدا عن انها اصبحت توفر الانترنت من خلال كوابل الكهرباء، بالاضافة الى ان هناك العديد من الشركات الصغيرة المتعاقدة مع الشركات الرئيسية للاستفادة من بنيتها التحتية والوصول الى المناطق النائية.
ان مشروع شبكة الالياف الضوئية منذ عشر سنوات وهو يعاني الى ان بدأ تنفيذ الاعمال الانشائية في منطقتي الجنوب والشمال، والان الوسط، وقاربت تكلفته 100 مليون دينار، في الوقت الذي يقدم فيه مشغلو الاتصالات في السوق المحلي دعمهم المطلق للحكومة مع استعدادهم لربط كافة المرافق التعليمية والصحية وغيرها عبر شبكاتهم، حتى ان احدهم قدمها مجانا، و الاخر تمتد شبكته على طول المملكة وعرضها، وجميعهم لديهم القدرة الفائقة بحسب خبراتهم الممتدة على ادارة هذه الشبكات، وبالتالي ما هي جدوى هذا المشروع على المدى المتوسط الا ان تزاحم الحكومة القطاع الخاص في هذا المجال على الرغم من ان دورها وضع السياسات ليس الا.
عندما طُرحت فكرة المشروع كانت نسبة انتشار الانترنت في المملكة في ادنى مستوياتها ضمن تقنيات متواضعة، وبعد ذلك بدأت طفرة التكنولوجيا عالميا وحظي الاردن بنصيب وافر منها ليصبح في مصاف الدول المتقدمة في المنطقة ولا نبالغ ان قلنا على مستوى العالم في جودة خدمة الانترنت، فلماذا الاصرار على اتمام هذا المشروع وهناك خيار اوفر بكثير باستغلال شبكات الاتصالات المحلية للاستفادة منها وافادتها، ومن جانب اخر توفير مبلغ المنحة لصرفه على مشاريع اكثر الحاحا كمشاريع الحكومة الالكترونية وغيرها، خاصة مع ما تعانيه موازنة الدولة من صعوبة توفير التمويل للمشاريع الرأسمالية.
ومن جانب اخر، فان الاعلان عن ان هذا المشروع سيوفر فرص عمل ويشغل قطاع الانشاءات المحلي، ومن جانب اخر فان وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة من الاوجب ان تهتم بكيفية دعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلي والعمل على استدامته وتطوره لانه يعتبر رافدا حقيقيا لموازنة الدولة، وبيئة تشغيلية يُعتد بها فهناك الالاف ممن يعملون في هذا القطاع ويبدعون فيه.
لقد تم التوقيع وانتهى الامر، لكن ماذا عن ادارة شبكة الالياف الضوئية وهل بدأت الوزارة بالاعداد لهذه المرحلة خاصة وانها من اهم تحديات تشغيلها؟

تابعو الأردن 24 على google news