jo24_banner
jo24_banner

رُهاب «كورونا»

لما جمال العبسه
جو 24 :

لعب الاعلام الخاص دورا سلبيا فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد، فاصبحت النشرات والاخبار العاجلة عبارة عن اداة احصاء تُنبئ بالمصابين فردا فردا والوفيات بسرعة فائقة، وتصور هذا المرض الذي لا شك انه خطير في قدرته على الانتشار على انه «غول» يأكل من يصادفه، مُستغلة ان لا لقاح طبيا تم التوصل اليه للقضاء على «كورونا»، وهذا السلوك ادى الى ارهاب الناس واخذ احتياطات يمكن وصفها في بعض الاحيان بالمبالغ فيها، الامر الذي ضغط على الدول والحكومات لاتخاذ اجراءات احترازية قاسية على حركتها اليومية وانعكست على ادائها الاقتصادي.
تتزايد الاجراءات في العديد من الدول، التي ارتأت منع السفر من والى دول بعينها خطوة استباقية للحد من دخول مصابين ومشتبه باصابتهم، مع غياب فترة زمنية تحكم ردات الفعل الحكومية، علما بان الاعلام العربي لم يذكر على الاطلاق عدد الاشخاص الناجين منه، لاضفاء سوداوية على الموقف ودعم اي اجراءات رسمية في العديد من الدول، دون ادراك ان هذا الدور من شأنه ان يقيض اداء الدول ويزيد اعباءها الاقتصادية الناجمة عن الاغلاق، عدا عن خسائر قطاعات اقتصادية بعينها كالسياحة والنقل والخدمات اللوجستية ذات الاثر الكبير على الاقتصادات كل على حدا، والاقتصاد العالمي برمته.
ان ما تقوم به بعض الجهات الاعلامية يمكن وصفه بالمبالغة للترك للمتابعين التكهن فيما اذا كان هناك غاية ما لهذه الجهة او تلك، لكن الهدف الواضح والجلي هو ادخال الخوف الى نفوس مواطني الدول من ان هذا المرض هو «داء» والجميع معرضون لمناجزته ومواجهته، ونكاد نجزم بان الاردن من الدول النادرة التي على الرغم من تعدادها للمصابين الا انها من قالت ان اول مصاب بـ»كورونا» شفي وهو بصحة جيدة، وتعاملت مع الموضوع بحكمة نادرة مقارنة مع العديد من الدول.
لا شك ان الحكومة قامت باتخاذ اجراءات معينة لاكتشاف الاصابات الجديدة، الا ان هذا الامر لم ينعكس بشكل ملموس على واقع الحياة داخل الاردن، فالعجلة تدور ووعي المواطن اكبر بكثير من اي اشاعات تبثها المحطات على اختلافها، والاهم من ذلك اننا في المملكة نسأل عن كيفية الاحتراز من الاصابة بهذا المرض، دون اصابتنا باي هلع قد يوقف حركة الحياة اليومية.
ان الدور الذي لعبته كثير من الجهات الاعلامية اودى وبدون مبالغة باشاعة حالات هلع اثرت بشكل او باخر على الدول المعتمدة على اقتصاد الخدمات، وستعاني هذه الدول على اقل تقدير خلال العام الحالي وستنعكس اثار هذه الاشاعات خلال 2020 بشكل سيئ على ادائها المالي، فلمصلحة من تتمادى هذه الجهات بالاضرار باقتصاديات تنتظر المواسم لتحقيق تقدم في قطاعات بعينها.
على الاعلام المحلي القيام بحملات مضادة تظهر الحقيقة بجلاء، فتبين كيفية التعامل مع حالات «كورونا» في الاردن، بالمقابل تظهر ردة فعل الناس اتجاهه وانهم يأخذونه على محمل الجد انما بعقلانية لا تودي بسير الحياة.

تابعو الأردن 24 على google news