وزير...أشعت وأغبر ..!!!!
" والله إنه طيب ورجل بستاهل وزارة دولتك " ، من أكثر العبارات تكرارا وإستفزازا يرددها الكثير على مسامعنا وفي الكثير من المواقع والقنوات الإخبارية المحلية عندما تتبدل وتتغير حكوماتنا الرشيدة علها تصل لدولة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة ، فمقولة " الرجل المناسب في المكان المناسب" عند هؤلاء ، لا تصلح إذا لم يكن الشخص المرشح هو من ذوي القربى من أبناء العمومة اوالعشيرة ، أو ( بلدياتي ) ، أو من ( حارتي ) بغض النظر لأي إعتبار آخر كالكفاءة والمؤهل وكان مؤسسات الدولة هي عبارة عن مضافة أو ديوان أو جمعية اجتماعية تعاونية للشيخة والوجاهة الشخصية او المناصب الفخرية ...!!!!
" الرجل الطيب المحترم وأنا أشهد " البعض يتغافل عن إطلاقها أو استخدامها إذا كان الموضوع يتعلق في فتوة دينية شرعية تستوجب رأي أهل الاختصاص والعلم في الدين، وحتى في حال تعطل المركبات الخاصة بنا فالفني أو الميكانيكي ( الشاطر ) هو الأعلم بحالها والقادر على صيانتها أكثر من أخي وأبن عمي وابن ( حارتي ) ، ومن المحزن أن نتشدد بل ونصل إلى حد التطرف في الامتثال إلى معيار الكفاءة وجمال الصوت مثلا في الأغاني والطرب لكي نقول أن فلانا هو بحق مطرب ويستحق أن نفتح أذننا لكي نطرب إليه وإلى القوة والحرفية في تسجيل الأهداف لننادي مدرب المنتخب الوطني العراقي " عدنان حمد " ليضم اللاعب" الفلاني" من أي نادي كروي ليكون من أفراد المنتخب الوطني لكرة القدم ونشد عن تلك المعايير في أمور تمس الدولة وديمومتها نحو التقدم والتغيير ....!!!!
" بلال بن رباح " رضي الله عنه جعله الرسول محمد -صل الله عليه وسلم -يعتلي الكعبة ليصدح بصوته الجميل الآذان للصلاة مع انه رضي الله عنه كان أسودا ، وكذلك ولى الصحابي الجليل أسامة بن زيد- رضي الله عنه- وهو صغير في الثامنة عشر من عمره جيش المسلمين لغزو الروم لبراعته وحنكته في القيادة ، لا شك أن القاعدة الربانية التي حكمت معيار الكفاءة لدى مولانا وحبيبنا -رسول الله -وبعده من خلفاءه الراشدين في كل الأمور كانت تنبثق من الآية التي ذكرها -عز وجل - بمحكم كتابه المبارك " إن خير من استأجرت القوي الأمين " لذلك كانت المسيرة تسير نحو بناء الدولة الإسلامية على أكمل وجه وببراعة فائقة بالإدارة وحسن التدبير ...!!!!
من المؤسف أن تجد في وقتنا الحاضر دول بل أمم تبحث عن معيار الكفاءة والمؤهل لتجعلهم في الصدارة والزعامة في كل الأمور ونحن نسعى لشخصنه ومأسسة مناصب الدولة على قاعدة "آخي وابن آخي " ، " فأوباما " ذو الأصول الكينية أصبح زعيما للولايات المتحدة الأمريكية مع أن عائلته في أمريكا وحسب معيار حمولة " البكبات " التي يستخدمها البعض تندرا للحكم على مدى نفوذ وثقل العائلة أو العشيرة في البلد بالكاد " تعبي " سيارة أو بكب " غمارتين " ...!!!!
بالنسبة لي وفي ضوء هذا الازدحام من المطالبات والتعليقات في المواقع والقنوات الفضائية الإخبارية المحلية التي تلقي الترشيح لمناصب الحكومة الجديدة على قاعدة "آخي وابن آخي " فانا بكل ما أملكه من شعور بالفخر والمحبة والاحترام والتقدير لأبناء عمومتي ومدينتي أتنازل بملء إرادتي عن طلب وزارة لأي منهم إذا كان الخيار مبني على قواعد الكفاءة والنزاهة والمؤهل ، فلو كان من سيترشح للوزارة أشعتا و أغبرا وعلى درجة عالية من القوة والحكمة والخبرة والأمانة فانا سأقبل فيه ، فكفانا " تبخيسا " في حق الوطن فهو اكبر من الحارة ومن العشيرة والجاه والوجاهة وكل المظاهر الخداعة ...!!