الرياض تجمع ولا تفرّق
فايز الفايز
جو 24 : بالنسبة لي كان اللافت في حفل الرياض عاصمة للإعلام العربي، فضلا عن الترتيبات الرائعة كالعادة، هو حضور وزير الإتصال الجزائري جمال كعوان، فضلا عن وزراء إعلام ومسؤولين عرب، حيث التقى وزير الإعلام السعودي د. عواد العواد بالوزير كعوان وعقدا اجتماعا ثنائيا،عقب اللقاء الدافىء للوفد الإعلامي الأردني مع الوزير العواد وهو اللقاء الوحيد للوزير مع أي من الوفود الإعلامية العربية، واللافت بذلك أن رغم السياسة المغايرة عادة للحكومة الجزائرية فيما يتعلق بالإجماع العربي الذي تقوده السعودية فقد حضر الوزير واستقبل بكل حفاوة، وفي الحفل الرئيس كان علي ناصر الخويلدي رئيس هيئة الإعلام والاتصالات العراقية موجودا بالطبع.
في صالة التشريفات بمطار الملك خالد كان الجميع كالعادة يتسابقون للترحيب، ثم جاءني مرافق شرف يسأل عن وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الزميلة جمانة غنيمات، لم أملك الإجابة سوى أنني قلت :أتوقع أنها ستأتي غدا صباحا، ويبدو أنه قد فاتها أنها ستكون السيدة الوحيدة بين وزراء الإعلام في الرياض، التي احتفل سفيرها الأمير خالد بن فيصل الى جانب رئيس الوزراء د. عمر الرزاز بافتتاح طريق الملك سلمان بن عبدالعزيز، الزرقاء – العمري ،والممّول من الحكومة السعودية كما موّلت سابقا طريق المطار والطريق الصحراوي، وعددا من المشاريع الرأسمالية.
العلاقة بين الأردن والسعودية ليست علاقة تجارية تحسب بمعايير الربح والخسارة،ولو كانت كذلك لكان الأردن هو الخاسر دائما، ولكنها علاقة استراتيجية مبنية على وقائع تاريخية وجيوسياسية وشراكة طويلة الأمد متعلقة بمستقبل المتغيرات السياسية في المنطقة العربية وتحديدا بلاد الشام التي حاصرتها العسكرتاريا الإيرانية التي مثلت حقيقة « الهلال الشيعي الإيراني»، ومع ذلك تستمر السعودية في تقديم يدّ التعاون والدعم للأردن في الظاهر والباطن، ورغم اختلاف وجهات النظر فإن هناك بضع مئات الآلاف من الأردنيين يعملون في السعودية وكأنهم في بلدهم وبين أهليهم، وهذا يجب أن نفهمه نحن المشاكسين بلا خلفية تاريخية ولا رؤية سياسية مستقبلية.
في كل مرة تزور الرياض تجد أن هناك تطورا جديدا في الحياة العامة، ومدخلات جديدة في الإستخدامات الرقمية التي سبقتنا فيها كثيرا، فالحوسبة والتطبيقات الرقمية شملت غالبية الخدمات الحكومية وبكل سهولة، وهناك شبكة مواصلات متطورة تربط جميع المدن السعودية في تلك البلاد المترامية الأطراف، وداخل العاصمة لا تنام وفرق العمل لإطلاق شبكة مترو الأنفاق العام القادم ، بينما تشكل شبكات الإعلام والقنوات والإذاعات الكثيرة ذراعا قويا للترويج لمستقبل السعودية من خلال رؤية القيادة والإعتماد على الذات وبناء الإنسان خارج حسابات النفط ، بينما الرؤية السياسية والثقافية تنقلها وسائل الإعلام السعودية عبر منصات إعلامية محترفة ،تشع حول العالم، وهذا ما نلمسه من الدول الخليجية عموما بعكس التردّي الذي نراه في بلاد الشام وعرب أفريقيا. الأجمل عند أشقائنا في السعودية هم جيل الشباب، تراهم مفعمين بالحيوية ويحاولون مسابقة الزمن، الفتيات قبل الفتيان ينخرطن في وظائف تتعلق بخدمات محترفة من التواصل مع ضيوف لديهم خبرات طويلة في رصد حركة التغيير ، فالجيل الجديد يأسرك بأخلاقه العالية وتواضعه لخدمتك منتظرا أي سؤال أو طلب منك، وهذا يرجع الى الأسس التربوية الفاضلة في المجتمع السعودي، لم تؤثر عليهم كثيرا رياح التغيير التي عصفت بالشباب العربي، فهم فرحون بسياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمكافحة فساد الطبقة القديمة ، ويرون أن ولي العهد الأميرمحمد بن سلمان يمثل تطلعاتهم، وملبيا لحاجاتهم التي تباطأ الليل القديم عنها.. الرياض ليست كباقي العواصم العربية التي رأيناها ولا عمّان حتى، فرغم أن سكانها يناهزون سبعة ملايين وبينهم مغتربون ، فإن حياءها لم يخدش ، وحياضها لم ينهش ، وهي تجمع ولا تفرق
في صالة التشريفات بمطار الملك خالد كان الجميع كالعادة يتسابقون للترحيب، ثم جاءني مرافق شرف يسأل عن وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الزميلة جمانة غنيمات، لم أملك الإجابة سوى أنني قلت :أتوقع أنها ستأتي غدا صباحا، ويبدو أنه قد فاتها أنها ستكون السيدة الوحيدة بين وزراء الإعلام في الرياض، التي احتفل سفيرها الأمير خالد بن فيصل الى جانب رئيس الوزراء د. عمر الرزاز بافتتاح طريق الملك سلمان بن عبدالعزيز، الزرقاء – العمري ،والممّول من الحكومة السعودية كما موّلت سابقا طريق المطار والطريق الصحراوي، وعددا من المشاريع الرأسمالية.
العلاقة بين الأردن والسعودية ليست علاقة تجارية تحسب بمعايير الربح والخسارة،ولو كانت كذلك لكان الأردن هو الخاسر دائما، ولكنها علاقة استراتيجية مبنية على وقائع تاريخية وجيوسياسية وشراكة طويلة الأمد متعلقة بمستقبل المتغيرات السياسية في المنطقة العربية وتحديدا بلاد الشام التي حاصرتها العسكرتاريا الإيرانية التي مثلت حقيقة « الهلال الشيعي الإيراني»، ومع ذلك تستمر السعودية في تقديم يدّ التعاون والدعم للأردن في الظاهر والباطن، ورغم اختلاف وجهات النظر فإن هناك بضع مئات الآلاف من الأردنيين يعملون في السعودية وكأنهم في بلدهم وبين أهليهم، وهذا يجب أن نفهمه نحن المشاكسين بلا خلفية تاريخية ولا رؤية سياسية مستقبلية.
في كل مرة تزور الرياض تجد أن هناك تطورا جديدا في الحياة العامة، ومدخلات جديدة في الإستخدامات الرقمية التي سبقتنا فيها كثيرا، فالحوسبة والتطبيقات الرقمية شملت غالبية الخدمات الحكومية وبكل سهولة، وهناك شبكة مواصلات متطورة تربط جميع المدن السعودية في تلك البلاد المترامية الأطراف، وداخل العاصمة لا تنام وفرق العمل لإطلاق شبكة مترو الأنفاق العام القادم ، بينما تشكل شبكات الإعلام والقنوات والإذاعات الكثيرة ذراعا قويا للترويج لمستقبل السعودية من خلال رؤية القيادة والإعتماد على الذات وبناء الإنسان خارج حسابات النفط ، بينما الرؤية السياسية والثقافية تنقلها وسائل الإعلام السعودية عبر منصات إعلامية محترفة ،تشع حول العالم، وهذا ما نلمسه من الدول الخليجية عموما بعكس التردّي الذي نراه في بلاد الشام وعرب أفريقيا. الأجمل عند أشقائنا في السعودية هم جيل الشباب، تراهم مفعمين بالحيوية ويحاولون مسابقة الزمن، الفتيات قبل الفتيان ينخرطن في وظائف تتعلق بخدمات محترفة من التواصل مع ضيوف لديهم خبرات طويلة في رصد حركة التغيير ، فالجيل الجديد يأسرك بأخلاقه العالية وتواضعه لخدمتك منتظرا أي سؤال أو طلب منك، وهذا يرجع الى الأسس التربوية الفاضلة في المجتمع السعودي، لم تؤثر عليهم كثيرا رياح التغيير التي عصفت بالشباب العربي، فهم فرحون بسياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمكافحة فساد الطبقة القديمة ، ويرون أن ولي العهد الأميرمحمد بن سلمان يمثل تطلعاتهم، وملبيا لحاجاتهم التي تباطأ الليل القديم عنها.. الرياض ليست كباقي العواصم العربية التي رأيناها ولا عمّان حتى، فرغم أن سكانها يناهزون سبعة ملايين وبينهم مغتربون ، فإن حياءها لم يخدش ، وحياضها لم ينهش ، وهي تجمع ولا تفرق