مفهوم الريادة يتسع لأكثر من قطاع
تجهد جهات حكومية عديدة على رأسها تلك المعنية بتكنولوجيا المعلومات باطلاق مبادرات فاعلة تهدف لدعم ريادة الاعمال، ومن المؤكد ان هذا الدعم متوجه فقط نحو الرياديين في هذا القطاع الذي لا شك انه ذو ابعاد هامة، ولا احد يختلف على مدى نجاعة هذا الامر، ولا شك انه الطريق الافضل لاتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب الطامحين في ايجاد عمل في ظل اقتصاد يعاني من تدني عدد فرص العمل، لكن ما يثير الاستغراب ان هذا التوجه قدم فقط من قبل قطاع الاتصالات سواء كان عاما او خاصا، ليصبح مفهوم الريادي للمستمع هو فقط من ينتمي لهذا القطاع.
ان مفهوم الريادة اوسع بكثير من حصره في قطاع واحد فهي ليست سمة ولا شخصية، ورائد الاعمال هو من يرى امورا لا يستطيع الآخرون رؤيتها، ويتصرف قبل أن يتفاعل غيره؛ كما انها بحث منهجي يرمي إلى التغيير، واستغلال الفرصة، من خلال تطلع إلى السوق الراسخة، وتجاهل ما كان قائما، مع رؤية ما ينقص السوق لتلبية ما يحتاجه في اي قطاع اقتصادي ذو تفاعل مع المستهلك النهائي.
الشركات الناشئة والريادية لا يجب ان تكون محصورة وبأي شكل من الاشكال في قطاع واحد، الامر الذي يستدعي من المسؤولين في القطاعات الاخرى البحث عن ريادي اعمال لتقديم الدعم اللازم له، وانتهاج ما يحدث في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من توجيه دعم مباشر لهؤلاء، وتواصل دائم معهم، بل ويتجاوزه الى توفير حاضنات اعمال لافكارهم لاتاحة الفرصة لتحويلها الى مشاريع ذات قيمة.
ان ريادة الاعمال هي الطريق الاقصر والاسهل امام الحكومات لانعاش الاقتصاد من زواياه المختلفة، فالعديد لديهم افكار خلاقة تمكنهم من تحقيق شيء لو توافرت لهم فرص التمويل والدعم المادي والمعنوي، وليس مطلوبا من الحكومة تقديم المال لهم بقدر توفير فرص تحويل هذه الاحلام الى واقع، فهم مسؤولية دولهم وتعطيل طاقاتهم امر خطير وله ردات فعل سلبية على المجتمع.
منذ وقت طويل دعت منظمات وجمعيات ودول مانحة الحكومة الى دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر للتخفيف من مشكلتي البطالة والفقر، وبما ان الالفاظ تطورت لتصبح «ريادة اعمال» فانه من الاوجب وضع اطار تنظيمي عام لهذه المسألة يرافقها توفير تمويل المشاريع الريادية عن طريق حث القطاع المصرفي لتسهيل القروض لانشاء شركات صغيرة ومتوسطة بقيادة رواد الاعمال بعد ان يتم التأكد من قدراتهم، يسبقه بالطبع التبني الارشادي لهم بكافة اشكاله.
ان قوة الحكومة عادة ما تأتي من قوة المجتمع، وقوة المجتمع تأتي من خلال توفر سبل عيش كريم للمواطن.