مقبولون وخريجون.. وحاجات سوق العمل
منذ سنوات مضت والحكومات المتعاقبة تؤكد على اهمية اجراء دراسات لمعرفة حاجات سوق العمل من خريجي الجامعات الاردنية، فلا دراسة صدرت ولا منهج واضحا اتبع في تخريج ما يتواءم مع متطلبات السوق، عشرات الالاف من خريجي الجامعات الاردنية في طابور انتظار الوظيفة، بعضهم استسلم للامر الواقع فرفض البطالة وعمل في المهن الحرة، واخرون ركنوا الى حالهم علّ سهم الوظيفة الشاغرة يصيبهم.
في هذه الايام تخرج فوج من طلبة التوجيهي، في انتظار قبولهم في الجامعات الحكومية ومن لم يسعفه الحظ في احداها فهناك جامعات خاصة، وذلك اعتمادا على معدلاتهم والتخصصات المتوفرة، وفي استقراء شامل للتخصصات في الجامعات الرسمية والخاصة على امتداد المملكة، فانها متشابهة لحد التطابق احيانا، فمن لم يسعفه الحظ بادارة الاعمال مثلا في احدى الجامعات الحكومية فهناك بديل إما بنظام الموازي في الجامعات الحكومية، او ان يحجز مقعدا له في جامعة خاصة، وهكذا.
مفاهيم متعددة تغيرت ضمن منظومة التعليم العالي على مستوى عالمي، ولكن لا زلنا متشبثين بما لدينا، كما ان العالم ادخل التطور التكنولوجي في كل التخصصات الجامعية وايضا لم ينلنا النصيب المفروض من هذا الامر، فلا زالت هناك كليات تخرج طلبة تكدسوا على مقاعد العاطلين نظرا لكفاية سوق العمل المحلي من هذه المجالات ولا نخطئ ان قلنا في الدول العربية كذلك.
ان من اهم قواعد التنمية الاقتصادية حول العالم اجمع هو توفير فرص العمل للشباب العاطل ومنهم بالطبع خريجو الجامعات، ولتحقيق ذلك كان المفهوم الذي اجمع عليه خبراء دوليون ضرورة اعادة النظر في نظام التعليم العالي بعد ان تتم دراسة واقع حال سوق العمل في اي دولة من الدول، ومن ثم تحفيز خريجي الثانوية العامة من خلال تغيير وجهة نظرهم حول الجديد والخوف منه، وتشجيعهم على دراسة مجالات حديثة تدرج في الجامعات تضمن حصولهم على العمل فور اتمامهم الدراسة.
ومن هذا المنطلق نعيد مرة اخرى اهمية اجراء دراسة معمقة تتضمن البحث في التخصصات التي لا مجال للتوظيف فيها حتى عشر سنوات من الآن والغاء قبول طلبة جدد فيها، بالاضافة الى دراسة واقع سوق العمل حاليا وتطوراته مع الاخذ بعين الاعتبار التخصصات المطلوبة حاليا والمتوقع زيادة الطلب عليها مستقبلا لادراجها ضمن التخصصات، مع التأكيد على اهمية ان يكون هناك دور فاعل للقطاع الخاص في كافة المجالات من خلال تزويد المعنيين بحاجاتهم من التخصصات لملء الشواغر لديهم.