من الرحم.. إلى الكبد وجع خبيث
في الرحم تتكون النطفة ويكمن «الوليد» ليخرج الى الحياة، لكن رحمها الان اعتلاه الورم الخبيث فاقتلع من الجسد طبيا دون ان يرى طفلا، لان القدر كان اكبر من ان تخضع لوجه الزواج، وبقي الرحم ساكنا حتى اعتقله الخبيث الصامت..
قصتها تكمن في حياة بدأت تلامس الستين لكن بروح ابنة الثلاثين وعقل اصحاب الخبرات والحكايات الجميلة، كان العمل قهوتها الصباحية والمسائية، وكأس الحليب قبل النوم، وغادرت هذا الجزء الحي؛ لأن التقاعد داهم سنواتها وكانت جليسة المنزل مع عائلتها، تتابع الاحداث والجميع يذكرها بالوفاء والاحترام.والان اعتقلها الرحم بحالة بدء لعلاج يوجه حياتها الى مكان اخر لا يعلمه الا الله متسلحة بايمان وصبر يشبهها دوما.
وكان الكبد في هذه الاسطورة صاحبة العلم والكيمياء والبحث العلمي والمؤتمرات باي بقعة بالعالم..ليسكن الخبيث في كبدها الذي لطالما غذته تحت المجهر ودرست عنه وعلمت طلبتها كيف يمكن ان يتفاعل مع الجسد وكيف يمكن للدواء وتفاعلاته الكيميائية ان تحدث فرقا..
وكان الفرق ليسكن داخل الجزء الاخطر والاهم في الجسد، لكن العلم وكل الايمان ونظرات ابنائها « الاربعة» ليجعلها تؤمن بأن ما فيها انفلونزا موسمية وستنتهي، والحياة ستستمر وابحاثها ستتواصل وقصص نجاحها مع طلبتها ستصنع نقلة نوعية، وستعود بقدرة الله لمختبرها الذي تعشق..
كانت تعد حقائبها لتذهب هنالك الى «مايو كلينيك « لتبدأ بحثا علميا وتحصل على اجازة تفرغ علمي؛ لكن القدر سبقها وسيوصلها هنالك باحثة عن امل وعلاج يعيدها الى هؤلاء الكبار الشباب اصحاب العيون التي ودعوا بها هذه القامة العظيمة وجميعهم ينتظرون عودتها لتحتفل بزواج الكبير وتخريج الاصغر وانهاء الاوسط مدرسته والصغير الذي يعلم أنها غادرت لسبب ما وستعود.
تلك بقعة شخصية من قصص الخبيث الصامت الذي يزور الحياة بلا مقدمات، يغير خارطة الحياة والقلب والجسد ويغير المشاعر ويحول الكبائر الى صغائر؛ لانه ليس اعظم من الصحة وهدوء الذات.
كم انت خبيث ايها المرض.. وكم انت قوية يا صاحبة الوجع وكم يمكن ان نمتلك الايمان والقوة والتمسك بالحياة والايجابية لنقاوم ونثبت.
«الخبيث « وجع وانتظار وايمان قوي وتحد وان اختلفنا نتفق على ان تسليمنا بالقدر وقدرتنا على الصبر وان نعيش الحياة بطاقة ايجابية؛ لان لحظة الوجع قدرية وهذا هو اصل الحكاية..
الدستور