شهيد «ليلة القدر» وكلنا بلا حياة
ابن الخليل .. ابن الخمسة عشر عاما ، وكما قال والده ودموعه تحتبس وسط الالم والقهر ..، وكانوا جميعا يقولون «عبدالله غير» ، وقتلوه برصاصة بثوان ، وهو يستعد لقضاء يوم الجمعة في المسجد الاقصى ويكمل فيها صلاة ليلة القدر.
والده وهو يودعه كان مثلا لكل شيئ حي في فلسطين ، كان ابا ووطنا وشهيدا ، وتاريخا ، كان صامدا ، صامتا ، لكنه قال سنواصل وسنصلي دوما بالقدس ، وستكون كل ايامنا ليلة القدر ..
قهروالده وصلنا ، وشهادة عبدالله قتلتنا جميعا ..
اول امس كانت ليلة القدر في شوارعنا تزدان برجال وشباب واطفال ، يخرجون بسلام من بيوتهم ، يختارون ليلتهم وقدرهم ،بطريقتهم الامنة ، لان هؤلاء الفتيان هم بعمر عبدالله ، لكنهم يعيشون ويختارون ، ويقررون ، لكن عبدالله عوقب بالموت ، وعوقب برصاصة لانه جاب الحواجز لرغبته بالصلاة وقيام ليلة القدر بحرم الاقصى ، لكن الغدر كان اقرب لحبل وريده الذي قطعته صهاينة الامس والغدر بلحظة.
عبدالله شهيد ليلة القدر ، وجه ملائكي كما رأيناه ، وقلب واخلاق وسلوك مختلف ، بحسب شهادة من حوله ، هكذا غاب برصاصة احتلال غاصب وغاشم يقتنص الطفولة من عيون الاطفال ، ويقرر انهاء حياتهم هكذا بلا سبب ، سوى انهم يؤمنون بقراراتهم ويعشقون اوطانهم ، ومعنيون بالبقاء على ارضهم يمارسون شعائرهم الدينية ، ويختارون ارض اديانهم مساجدهم وكنائسهم ، ويمارسون عاداتهم وتقاليدهم كما يرون ، وليس كما يختار الصهاينة ..
ليلة القدر اول امس كانت نقطة جنة الله على الارض في الاقصى بنصف مليون ساجد ، كانت ليلة تقهر كل اعداء الاسلام ، بأعداد من توافد لنيل رضى الله وقرأ القرأن ووجه دعوات صادقة الى رب العالمين ، ليزيل عنه كربا ، او يشفي مريضا ، او يهدي بال احدهم اوجعته الدنيا تعبا ..
يا وجعنا يا عبدالله ، كم قهرنا موتك وقتلك بدم بارد وانت تنشد الدين والرحمة والقرب لله على باحات الاقصى ، لانه حق يجب ان يمارس ولعنة الله على من يقرر منعه في مثل هذا اليوم الفضيل العظيم ..
عبدالله عد لنا لتسرد لنا تاريخ رحلتك للاقصى التي لم تكتمل ، اخبرنا كيف ودعت امك وابوك ؟؟اخبرنا كيف اجتزت الحواجر لتصل الى الشهادة ؟؟اخبرنا كيف كنت تشعر لتصل للاقصى شهيدا ؟؟ اخبرنا يا شهيد القدر كيف هو وجعنا وكيف ترانا امواتا ونحن في صمت مطبق ، رجاء لا تسامحنا
قصتك وطن واصل حكايتك يا عبدالله ستحرر وطنك وستصلي روحك بالاقصى فلا تقلق!!