سجدة صلاح وضادنا الغائبة

هل نرقب تلك السجدة العظيمة التي يؤديها اللاعب العربي المصري العالمي « محمد صلاح «وهو يسجل فوزا امام جماهير بلا حدود، جماهير بريطانية متشددة تجاه الدين واللغة والثقافة، جماهير انجليزية تجسد لغتها وثقافتها وتضعها امام اية تحديات لا تبعدها عنها اية عقبات، لكنها تصفق وتهتف باسمه وتحترم دينه وثقافته، وحتى سجدته التي تجسد دينه العظيم «الاسلامي»، وتعتبر تلك الجماهير هذا الكائن رمزا عربيا اسلاميا، تحبه وتعشقه، وتصفق ايضا وتكبر فيه سجدته وعشقه لدينه وثقافته وعروبته..
انها حالة لابد ان نسترشد بها ونضعها نصب اعيننا، ونحن نرى هذا الغياب وفي بيوتنا وارصفة شوارعنا، وساحات مناسباتنا، ونحن نرى تلك الام « الراقية » وهي تحدث ابنها صاحب السنوات الثلاث او الاربع بلغة انجليزية بالضحك واللعب والاسئلة، وكأنها تغيب في ذاكرته قسرا انه يتحدث العربية، وهو عربي اسما وعائلة واصالة، لكنها تنكر عليه تلك الصفات، وتنقله الى هنالك الى عالم غائب عن الوعي لتقول له انس عروبتك ولغتك، وابحث عن جانب تتكئ عليه يكون دون ثقافتك ولغتك.
اين نحن من هذه الحالة ؟ وكيف يمكن ان نخلط الاوراق لابنائنا بهذه الفظاعة ؟ كيف نقول لهم اننا عروبيو المنطق واللغة والمنشأ وهم لا يعلمون كيف تصاغ هذه اللغة، وهم يرون امهاتهم لا يتحدثن الا بالانجليزية، وسط مجتمعات تشبههم بحثا عن الرقي، كما يتراءى لهن..
اين نحن من اناس بدأوا اليوم نسج حالة من « التباهي « عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر نمط هو جميل بلا شك، لكنه لا يعدو كونه تنظيرا لا اساس له عن البعض من التطبيق العملي، نعم الاسم بالعربية ومعناه وبأن لغتنا هي الاجمل، لكن الاجدى والاروع ان نجسد ذلك في حياتنا اليومية، لا ان تقودنا حالة التقليد ان تكون صفحات التواصل الاجتماعي مرتعا لنقل الحدث دون ان يكون ذلك فكرا..
ارحموا عقولكم، وعقول ابنائكم، دعونا نخلق حالة من الانسجام بين الداخل والخارج، ونؤمن اننا اصحاب رسالة قوية عظيمة تنبثق من اصالة حضارة عربية ودين اسلامي يعتنق العربية اسطولا لغويا يصل في مفرداته الى 12 مليون كلمة، من شِأنها ان تنلقنا الى اعلى المواقع، لكننا لا نريد ذلك..
نؤمن بالحضارة والفكر والثقافة، والانفتاح على كل الثقافات، واتقان اللغات،، لكننا نؤمن ايضا بأننا اصحاب رسالة ولغة ودين نباهي به العالم، لكن ما زال العديد منا غائبا عن ذلك..
من نداء صاحب السمو اميرنا عظيم الاداء والمبادرات لتفعيل «ضادنا « الى سجدة صلاح التي تجسد لغتنا وديننا امام عالم اخر نقول دوما ان اصل حكايتنا يجب ان يبدأ من هنا.

الدستور