jo24_banner
jo24_banner

هيفاء البشير سيدة العمل النسوي.. لا تحزني..

امان السائح
جو 24 :

انها القادمة من زمن ليس عاديا.. زمن تقف فيه كل الوجوه والملامح لتفتخر بالعطاء والإنجاز، وتقف على اعتاب نضالاتها، كل الأقدام ترتجف من اجل ان تبقى هذه القامة النسوية، كما نحب، كما نتعلم منها، لتبقى المربية رقم واحد وهو أيضا الرقم الصعب.
هيفاء البشير سنقولها هكذا بتجرد لأن أي لقب، قد لا يوفيها ما فعلت، وقد لا يملأ قلبك بالفكر ان حصرتها به، وهي التي دائما وستبقى تفتخر بأن نلقبها» ام مازن «
في يوم المرأة وقبله بثلاثة أيام يا أيقونتنا فقدت بكرك، فقدت اول قطفات العمر، بقدر من الله و قضائه، لكن كل رجال الاردن هم مازن، كل بيت اردني هو سندك وعزك يا امنا جميعا، فأنت ومما قدمت لحرم هذا الوطن، فقد منحك معنويا كل ما يملك الناس من محبة وتقدير، واحترام، لرقيك، واحاديثك الجميلة، وواجبك الذي لا يتوقف عند الناس، وتقديرك لكل من حولك، وإخلاصك لمن يعملون ولا يزالون معك، فلا تبكي يا ام مازن فكلنا الان لك مازن.
هيفاء البشير سيدة الجميع، سيدة كبار السن في جمعية الأسرة البيضاء، أسست لمكان احتضن هذه الفئة التي لم تجد لها مأوى كقلبك، واهتمامك وحرصك، ادخلت في أعماقهم كلمة خير وصدرا حنونا، واعلمتيهم في كل يوم انك بعد الله من وضع بركة وضحكة ونوعا من الحياة في أيامهم.
سيدة العمل التطوعي، التي لم تبحث يوما عن رزق من خلال عملها وتفانيها، لا بل كنت تؤمنين ان العمل عبادة، وان الحياة تطوع، وان العمل لا يكتمل دون الإخلاص، فحملت كل إنسانيتك وتعبك لتمنحيها لتلك الدار التي لم تزل تقوم على نهج التطوع بعنوان» إنسان «فقط.
سيدة العمل والقلب « أم الجميع « لا تواصلي بكاءك في يوم المرأة الذي يليق سيدتي بأمثالك، فأنت من مهدت للنساء قبل عشرات السنوات البقاء بالعمل رغم الزواج، وعملت مساحة غير عادية غيرت بها وجه المجتمع لقبول المرأة الممرضة، وكنت من ألبسهن اللباس الأبيض ووضعتهن أمام المجتمع بامتياز.
يا الهي كم أنت عظيمة، فأمومتك غلبت كل الدنيا لا بل غلبت كل تفاصيل الحياة، فابناؤك حديث للقاصي والداني، وأنت زوجة الشهيد الذي خطفه الموت وكنت أما جاهدت وتجرعت الألم بلغة الأمل، وواصلت العمل والدراسة، واصررت ان تبقي للمرأة الأردنية صوتا، وبقيت تلك الأم لستة ابناء اصبحوا الان يعالون السماء سمعة ومناصبا ونجاحا وتميزا، فعندما كنت تغادرين ارض الوطن كانت ست مكالمات تتفقد خطواتك ويطمئنون» أنك بخير «.. فيا لعظمة تربيتك ويا لنضالك ويا لحظ الأردن انها احتضنت ابنة فلسطين، وأصبحت تعشق تراب الأردن وكأنها خرجت من رحمه ومن قلب السلط الشامخة..
سيدتي.. أم مازن في يوم المرأة اليوم أنت كل النساء، وأنت مدرستنا التي لا نريدها ان تغيب، منك نستمد وهج العمل والعلم والثقافة واللسان المفعم بالحب، وفي يوم المرأة التي أنت من ساهم بتوطينه بالأردن، لك كل العزاء والسند والدموع التي بكت ابنك البكر، فعيناك لطالما تجرعتا الفقدان، وعاشتا سنوات من العذاب لكنهما صنعتا رجالا.
في يوم المرأة، ننتظر عودتك إلى ساحة الإنجاز، أنت سيدة الأماكن الجميلة، والموقف الدافئ..
هيفاء البشير مصابك جلل، وفي يومك لتتذكري دوما أننا جميعا ابناؤك..
ننتظر قوتك ونراهن على ثباتك وصبرك فأنت من علمتنا جميعا ان النساء قوة وصبر ومثابرة وأنت دوما وأصل كل حكايات نساء الوطن.

تابعو الأردن 24 على google news