2024-05-27 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هل من خطة لمواجهة الأسوأ ؟!

فايز الفايز
جو 24 :

عاش الأردن طيلة احد وسبعين عاما مع المشكلة الفلسطينية، تخلل تلك السنين انسحابات عربية من ساحة الصراع المباشر، وخاضت الجيوش العربية العديد من الحروب مع الكيان الإسرائيلي وخسروها جميعا، عدا معركة الكرامة التي خاضها الجيش الأردني والفدائيون، ومع ذلك ما زال هناك من يكابر على جراحه وخيباته ولا يقدم حلاً، وانتهى الأمر بالأردن المُعاهد لإسرائيل باتفاقية سلام، حائرا محاصرا خاسرا لكل آماله وطموحاته في التقدير والدعم الحقيقي لدوره في الحرب والسلام، بل إنه بات يوصف بالحلقة الأضعف رغم صموده العجيب.

حتى عام 1948 لم تكن هناك دولة اسمها إسرائيل، كانت توصف بأنها عصابات يهودية يحكمها صهاينة شياطين، رئيس الدولة الوليدة كان حاييم وايزمن، زار البلاد الأردنية، سابقا، وقبله جاءها هيربرت صموئيل اليهودي مندوبا ساميا، وكما الذي زار مدينة السلط واجتمع في لفيف من رجالات الأردن الذين أسمعوه رفضهم لأي مساس بأرض فلسطين أو حل لمشكلة اليهود على حساب أهلها أو الأرض الأردنية، وحارب الجيش الأردني بضراوة على أرض فلسطين، لتبدأ مشكلة الأردن بالتصاقها بالقضية الفلسطينية شعبا وأرضا.

اليوم يرزح الأردن تحت وطأة مديونية كارثية، ويواجه مستقبلاً ضبابياً لعلاقاته مع محيطه العربي، وقد أصبح كابن المطلّقين، لا يدري هل يرضي أباه الذي طلّق أمه، أم يرضي أمه التي تطلقت، وإن اقترب من أحدهما غضب الآخر عليه، فيما هو يدير مسكنا كبيرا لإخوته ومن جاء إليهم، فهل قبلت الدولة الأردنية على نفسها أن تعيش كذبة كبيرة لتتحمل كل ما جرى من حروب ولجوء ونزوح ودعم لمواقف هذا ومناوءة لسياسات ذاك، أم أننا فشلنا فعلا في التخطيط الإستراتيجي لمستقبل الدولة السياسي خارجيا، وقفزنا عشرات المرات في الهواء دون حساب لموطئ القدم القادمة، حتى بتنا نستصرخ العالم الأصمّ.

اليوم يقف الأردن بقيادة الملك في مواجهة سياسية ضد إسرائيل، وهذا فعليا وقوف ضد رغبة الإدارة الأميركية التي صنعت من نفسها جدار حماية لدولة إسرائيل، بل محامي تحصيل مراوغ لكسب قرارات فوضوية لحساب إسرائيل تمنحها القدس الشريف كجائزة تاريخية وبعدها أرض الجولان السورية المحتلة، وستمنحها أكثر من ذلك في القريب العاجل، وقد تكون الضفة الغربية أو ما تبقى منها هي الخطوة التالية لما تبقى من الصفقة القرنية الموعودة، أما اللاجئون فمن الواضح أن لا عودة لأي منهم، ومع هذا يبقى الأردن على مواقفه المساندة للشعب الفلسطيني، ورفضه لأي إجراء يهدد القدس وأهلها. السؤال: هل هناك خطة قوية ما يحتاط عليها الأردن الرسمي لمواجهة القرارات الأميركية التشاركية مع الإدارة الإسرائيلية، وهل يمكنه رفض ما سيصدر ضده أو يشكل خطراً عليه دون عقوبة، كما رفض الرعيل الأول كل مخططات صموئيل ووايزمن، أم ستشن علينا الحرب الاقتصادية بشكل أكثر ضراوة مما نحن فيه، أم سنرضخ لمشروع مارشال جديد ونصمت ؟!

Royal430@hotmail.com
الراي

 
تابعو الأردن 24 على google news