jo24_banner
jo24_banner

ادارة فن الاحتيال على الشعوب

جمال الشواهين
جو 24 : لم تكن السياسة فن إدارة الممكن أو المتاح وما هو مطروح على طاولة البحث في أيّ وقت عند من حكموا الشعوب طوال عقود، إذ تكشف الآن أنّها كانت فن إدارة الاحتيال والنهب والقمع بلا حدود، وإنّ كل الشعارات القومية والثورية ما كانت إلاّ وسيلة لإخضاع الشعوب والاستقواء عليها بادّعاء الوطنية ومقاومة الاستعمار والامبريالية، وقد تبيّن أنّ هؤلاء الأشاوس كانوا حماتها وعبيدها أيضا.
القذافي حكم ليبيا بالحديد والنار, وأعدم وشرّد من الليبيين عشرات الألوف، وبذّر وأهدر ثروة ليبيا، وادّعى بسطو التجبر أنّه وريث الثورة والقومية, وأظهر جنونا تافها وهو يدّعي أنّه فيلسوف، وفي تارة أخرى مفكر فارضا على الشعب أتفه ما يمكن من الكلام الفارغ السخيف بعنوان نظرية سمّاها الكتاب الأخضر صرف عليها من دماء الليبيين طوال أكثر من أربعة عقود، ثم بعد كل هذا الوقت يتكشّف أنّه لم ينهض لا بليبيا ولا شعبها مجرد قيد أنملة، وأنّ نهره العظيم أكبر كذبة أرادها أن تنطلي على الشعب، وها هو الآن مجرد مشروع فاشل من الزوايا كافة كلّف الليبيين أعمارهم ووقتهم وثروتهم في آن معاً.
وليس ذلك فقط، ولو أنّه كذلك لقلنا أنّه كان مجنونا ومضى، غير أنّ ما يتكشّف تباعا عن حياته وأسرته وما فيها من بلاوي يدفع إلى ما هو أكثر من الغضب والانتقام, ولو أنّه كان شاذا فقط لما التفت إلى أمره لكثرتهم من الذين تولّوا سلطة، أمّا وأنّه تخصص باغتصاب الليبيات اللواتي كان يشير إليهن فيتم إحضارهن إليه لممارسة أبشع ما يكون معهن، فإنّ التمعُّن بعقود توالت على الشعوب ومن أمثاله وإن بدرجات، يفسّر تماما طبيعة التردي العام لحال الشعوب العربية مقارنة بأيّ شعب في العالم.
زين العابدين حالة لا تقلّ انتهاكا لتونس والتونسيين، ومبارك أيضا، وهناك من ماتوا قبل فتح حساباتهم، والذين يجلسون مكانهم محل حماية وطيّ كتمان لن يتكشّف إلاّ كما تكشّف القذافي، وتلك الساعة قادمة دون ريب، وسيعلم الذين خانوا الشعوب أيّ منقلب ينقلبون، ولن يكون القذافي أولهم ولا آخرهم.السبيل
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير