تعديل وزاري
فايز الفايز
جو 24 :
كلما دق كوز التعديل بجرّة الحكومة تفتح بوابة الزج بالأسماء العشوائية، فكل محب يروج اسما لمحبه وكل كاره يطرح اسم وزير مغادر، حتى باتت قصة التعديل الوزاري أشبه بتبديل قماش كراسي غرفة الضيوف،أسهل وأرخص بغض النظر عن تآكل خشبالكرسي، وها قد وصلنا الى ذروة التشويقفي قصة التعديل بعد أن تمت الموافقة على قبول استقالة د. وليد المعاني الذي
تربع على وزارتين مهمتين من الصعب حملهما على كتف واحد، فيما ينتظر وزيران على الأقل قبول طرحهما من حسابات التعديل المنتظر.
منذ سنوات ونحن نتساءل: ما هي قيمة التعديل إن لم يأت بأفضل العقول الابتكارية والقيادية التي تستطيع أن تحدث فرقا كبيرا في الخطط الحكومية وفتح أبواب جديدة لرفع كفاءة القطاع العام وتحفيز الإنتاجية واستنباط الحلول الناجعة لغالبية المعيقات التي عطلت عجلة الاقتصاد والنهوض بالحالة السياسية المتردية التي ألغت كثيرا من وجوه الطموح للتغيير الحقيقي في العمل السياسي المتميز والتنافسي، بعيدا عن الإصطفافية الجاهلة خلف شعارات لا يمكن تحقيق أدنى متطلباتها، وبعيدا عن االاستعراض الإعلامي بغرض التأشير على شخصية «ها أنا ذا موجود».
من أين سياتي الدكتور عمر الرزاز بوزراء متميزين؟ الأمر يرتبط بشخص الرئيس قبل أن يرتبط بالوزراء المرشحين، فأي رئيس يعتمد مبدئيا على حلقة معارفه من الأشخاص الذين يتوسم بهم النصر في بطولة حمل الأثقال الحكومية، ولكن عامل الوقت يسبب لأي رئيس اضطرابا، فهو يستعجل إنهاء ملف الاختيار ليبدأ حياة جديدة من عمرالحكومة الافتراضي، وهذا سيعيد الرزاز الى مربع الترشيحات التي قد تخيب ظنه وظن الجمهور الأردني الذي لم يعد يهتم بالأشخاص، بل سيمطرون الوزراء القادمين بسيل من التهكم والتندر وأحيانا الانتقاد، وهذه أصبحت عادة غير صحية يخوض بها من يفهم ويعرف ومن لا يعرف أبدا من وكيف ولماذا تدار الحكومات بهذه الطريقة.
لا شك أن هناك رؤساء لهم باع طويل في التمدد الاجتماعي والسياسي والإدارة العامة لسنين طويلة، وهم يستطيعون انتقاء واختيار وزرائهم بناء على معايير أقرب الى الدقة، وهذا بالطبع حدث في سنوات بعيدة، ولكن اليوم قلما نجد محدثّين ومبرزّين في المنظومة الرسمية ممن يستطيعون قلب الأحداث لصالح الحكومة وإعادة بناء الثقة بالحكومات وقدرتها على إدارة الملفات الكبرى، دون تدخل أذرع قوية لرفع الأحمال أو إنزالها عن كاهل الرئيس وطاقمه.
الأحداث المؤسفة التي وقعت في البلدان العربية يجب أن تكون ناقوسا يدفعنا الى اختيار الأفضل والأقرب للناس.