عليك يا شام السلام
جمال الشواهين
جو 24 : يا خسارة ويا حسافة على نبع ريحان سقيته عاد أصفر ذابلا على حين غفوة، وإذ هو عين جافة تقطر رحيقا برائحة الوجع. والنحلة الوديعة تحولت الى دبور، ومعسول الكلام انفجر قهرا بلا سبب، خلف الما ذبح رواية عمر، كان مقررا ان تنتهي فصولها بوردة تذبل من أيامها على مهل، وحرارة لهيب ارتعشت له معها كل الدنيا، فترك صفحاتها بيضاء، فلا قلم يكتبها، ودواة الحبر أفرغت نفسها على قميص بمليون ثقب فانتهت بلا نهاية.
يأتي السر من السكوت، ويكبر الفرح بالاطمئنان ومن السكينة، ويموت الحب رويدا رويدا كلما اوغلنا في تفاصيل الصمت الذي يعيد العشق الى سيرته الاولى، سم قاتل. والحكاية تأتي من الحكاية نفسها، فليس بالبال قصة اصلا، فمن ذا الذي يحيكها لنا ان لم يكن الشيطان نفسه.
هكذا، وبدون مقدمات تتحول الشام الى ذكرى وكل الايام مناجاة، والاعياد بلا احتفالات والرقص فيها سيكون من شدة الذبح. تقتلنا العزة بالاثم، وينزف الزمن منا روحا بعد روح ومن حياة الى موت، فلا يعود المرؤ نفسه ولا الدنيا كتابا.
وغيرك يا دمشق كثير، فمن عمان كم انطلقنا من شذاها عشقا منك اليك، وكم سهرنا بنشوة من التحام فاق معك عن كل المدن وما فيها، وليتك يا ورد الايام فيها لا تموت ابدا، وان يظل الياسمين منك اليك، وان بكيت يوما وحدك فان فرحك الحاضر سيظل كبيرا لك، وهذ عزاء بدل كل ما غاب عنك.
انا الايام تقتلني عليك كلما عنك ابعدتني، وتأخذني قوافل الحزن الى أعماق الشوق اليك، وستعودين في غمرة الحنين الى أيامك تبكيها بلا حزن، من قدر شق الدرب مرارا واغلقها عنك. فان انت انت، فلا تجودي بعذاباتك عليك، وارجعي راضية مرضية دمشق الشام كما أنت وكما كنت أجمل. (السبيل)
يأتي السر من السكوت، ويكبر الفرح بالاطمئنان ومن السكينة، ويموت الحب رويدا رويدا كلما اوغلنا في تفاصيل الصمت الذي يعيد العشق الى سيرته الاولى، سم قاتل. والحكاية تأتي من الحكاية نفسها، فليس بالبال قصة اصلا، فمن ذا الذي يحيكها لنا ان لم يكن الشيطان نفسه.
هكذا، وبدون مقدمات تتحول الشام الى ذكرى وكل الايام مناجاة، والاعياد بلا احتفالات والرقص فيها سيكون من شدة الذبح. تقتلنا العزة بالاثم، وينزف الزمن منا روحا بعد روح ومن حياة الى موت، فلا يعود المرؤ نفسه ولا الدنيا كتابا.
وغيرك يا دمشق كثير، فمن عمان كم انطلقنا من شذاها عشقا منك اليك، وكم سهرنا بنشوة من التحام فاق معك عن كل المدن وما فيها، وليتك يا ورد الايام فيها لا تموت ابدا، وان يظل الياسمين منك اليك، وان بكيت يوما وحدك فان فرحك الحاضر سيظل كبيرا لك، وهذ عزاء بدل كل ما غاب عنك.
انا الايام تقتلني عليك كلما عنك ابعدتني، وتأخذني قوافل الحزن الى أعماق الشوق اليك، وستعودين في غمرة الحنين الى أيامك تبكيها بلا حزن، من قدر شق الدرب مرارا واغلقها عنك. فان انت انت، فلا تجودي بعذاباتك عليك، وارجعي راضية مرضية دمشق الشام كما أنت وكما كنت أجمل. (السبيل)